القائمة الرئيسية

الصفحات

نص "وكانت إبتسامة"

آية منصور 

ذات مرة، قالت لي إحداهن: أنا ممتنة كثيرًا لابتسامتكِ هذه، لم تمض صدفة رأيتني بها سوى وقد احتضنتني ابتسامتكِ قبل ذراعيكِ، دائمًا ما يُحفر بداخلي هذه اللحظات اللطيفة.

ظننت أنَّها حقًا تُجاملني، لكن ذكرت لي واحدة أخرى أنَّها تسعد كثيرًا للقائي وأخبرتني بنفس هذه الأسباب، لم أكن أعي حقًا كم يكن لهذا مِن أثرٍ واضح لهذه الدرجة! مع الأيام أيقنت أن لا أحد يدري ما قد يعانيه غيره، وأنَّ ابتسامه تُرسم فوق ثغرك تُضيء أنوارًا قد انطفأت داخله، تُزهر أزهارًا قد جفت لتعَّثُر وصول الماء إليها، تُورق أشجارًا قد تَساقطت أوراقها لِتمسُّك الخريف بها في جميع فصول العام، تُجْبر خاطرًا قد كُسر ولم يُلق له بال، تُدمل جرحًا ينزف وكأن الجرح كان بشريان، تُنثر عِطرًا فواح يختفي بأثره رائحة الخوف، تُطرب نفسًا اتَّشحت ثياب الحزن؛ لا تبخل بإبتسامتك، قد حثنا الرسول الكريم ﷺ قائلًا: تبسُّمك في وجه أخيك المسلم صدقة. بادر إذًا بصدقتك، وجُد باللُّطف تسعد. 

آية منصور|همج لطيف 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع