قصة قصيرة "وفجأة"
رقية لحليقي
وقف مندهشًا ينظر إليَّ، وأنا بعيدةً جِدًا عنه يتحقق مني أهاذهِ أنا أم لا؟! كنتُ أتسائل لماذا ينظر إليَّ هكذا أوقَعَ في حبي؟! أم أراد بي شرًّا؟! فما لبثت أن تحركتُ مِن مكاني أتحسس مكانًا آخر، أجلس فيه إلا وأراه تحركَ من مكانهِ هو أيضًا وراح يتمشى ذاهبًا وإيابًا، عندها لجأتُ إلى السكونِ التام، ثم جلستُ أقلِّبُ صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، ولما رآني هكذا دلف مني ثم تفوه بِالسلامِ، فرددتُ عليه السلام وكلين أدب وتعجب، فستأذن بالجلوسِ فأذنتُ له، وبعدها بدأ بالحديثِ عن نفسهِ وأنا أنتظر بفارغِ الصبر المغزى مِن هذا كله، فلما غلب عليَّ السكوت التام ورآني وكأنني لا أهتم بشيءٍ مما يقوله، إذ بهِ يهم بالإنصرافِ ويتمنى أن يلتقي بي مرةٍ أخرى، عندها ذهب وأنا ما زلتُ لم أفهم شيئًا مما يحدث، تحسستُ محفظتي؛ لكي آخذ منها بشيءٍ منها، فإذا بِأجد رسالةً لم تكن عندما جلستُ على الكرسي في المرةِ الأولى، عندها نسيتُ ما سوف آخذه مِن المحفظةِ وقمتُ بِفتحِ الرسالة، ويداي المسكينتان ترتجف، لقد كانت هذه الرسالة مِن الذي جلس أمامي قبل قليلٍ، نعم إنه هو، لقد أخبرني أن اِسمه خالدًا، وبعد لحظات هممتُ بقراءةِ الرسالة، فإذا هي نوعٌ مِن أنواع الرسائل التي يكتبها العاشقون لحبيباتهم في المسلسلاتِ والأفلام التي تعودنا عليها دائمًا، إنها دعوة إلى الوقوعِ في الحب الذي لا أؤمن بهِ مِن الأساسِ، فتحدثتُ إلى نفسي، ذاك يدعوني إلى الحبِّ وهو لم يتعرف عليَّ بعد، ماذا رأى بي كي يلجأ إلى الوقوعِ في حبي؟! لا إنه فقط يكذب عليَّ، أو إنه يختبرني هل يستطيع أن يجعلني أضحوكةً بين الناسِ؟! لا وألف لا، قَطَعْتُ تلك الرسالة إلى قطعٍ صغيرة، نهضتُ مِن مكاني وأنا أقول في نفسي ليس هناك حب مِن النظرةِ الأولى إنه مدمر للأحلامِ والمستقبل.
تعليقات
إرسال تعليق