القائمة الرئيسية

الصفحات

 



"فقدان الشغف"


نظرت لنفسي في المرآه لا تعرف علي وجهي من جديد وملامحي الجديده وسالت نفسي سؤال أهذا ما تطمح إلية؟ إرضاء من حولك أم الناجه من بنفسك والبحث عن نفسك؟


لا توجد أسباب تافهة للبكاء، ليس كل البكاء يعني الحزن، فقد تُعاني من الضغط فتجد نفسك تبكي رُغمًا عنك بلا مناسبة أو سبب واضح وقتها ولكنك تبكي، تبكي احيانا لتذكر شخص ما رحل عنك فجأة او صدفة عابرة جعلتك تبكي من فرط الإشتياق لشخص ما لم يعد بإمكانك معانقته أو علي الأقل إخباره بإنك إشتقت إليه ، قد تبكي من الركض خلف احلامك البسيطه لأنك تعبت من الركض وتحتاج للتوقف قليلاً، أو تبكي من قوتك وثباتك لأنك تريد الانهيار وانت لا تملك رفاهيته، تبكي من قوتك في التجاوز السريع، التغافل والتناسي وكأن ليس بإمكانك أن تقف عند نقطه معينه لتستعيد روحك التي استهلكها التجاوز، تبكي من المسؤوليات التي تحاصرك في كل مكان فليس بإمكانك الإختباء عن العالم، أو من فرط اليأس وفقدان الأمل والشغف.


سألت أحدهم يومًا عن شعوره بعد أن غاب شغفه تجاه أمر طال انتظاره، وما زلت أذكر عينيه المنطفئتين وهما تحدقان في سقف الغرفه، ليصف قلبه بسماء لا تمطر، يشوبها غبار الخيبه، ثم أعاد وصفة بنصف ابتسامه:"هه! ما عاد بقلبي سماء تمطر، أنا الأن أمتلك في يسار صدري أرضاً قاحله فقدت شعورها ولهفتها تجاه الأشياء."


يعود إلي صوت صديقتي قبل عام وصوتها اليوم وهي تتحدث عن الشئ ذاته، وأميز الفرق في حديثها وكأنها كانت تصف النور ثم الظلام إنها لا تكبر بمرور الخيبات، بل باانقطاع الشغف، بموت بريق الأشياء في عينيها، يفقدها للأمل.


الأمر أشبه بمن كانت تحب رسم اللوحات، تعتني بها وتريها للشمس، ترفعها للحياه بفخر وعلي تقاسيم وجهها ضحكه، واليوم لوحاتها ملقاه في إحدي الخزائن المظلمه لا يراها أحد ولا تراها هي، تتغير نظرتها لألوانها وللرسم، ولا يبقي بداخلها سوي الرماد.


يااللَّه. لقد كان الشغف يومًا يلمع في أعينهم رغم تراكم الخيبات، كانوا يضيئون رغم العتمه التي تحاوطهم، يرفعون مصابيحهم للحياه كلما أطفأوها لهم. من خلق العجز بأرواحهم؟ ما أطفأ نورهم؟


أكره أن يموت شغف الأشخاص الذين يغنون للحياه. سامح اللًّه من زرع الشوك بحناجرهم!

غياب الشغف موجع، يترك فراغاً كبيراً بك، يجعلك تائهاً بلا شعور، إذا مات الشغف تموت كل الأشياء في عينيك.


كيف يصغر بقلبك أمراً كنت تراه كبيراً واليوم هو حقاً لا شئ؟

كيف يخلق اللًّه بصدرك بساتين تكبر لتموت فجأه، تموت ليس لشئ سوء أنها ما عادت تقوي علي الأستمراريه؟ كيف لا تلمع عيناك كسابقها؟كيف يبتر من روحك جناحاها وتمتلك يسار صدرك أرضاً قاحله؟ أنت الذي كنت تبتسم دائماً رغم سواد الموقف!


ويظل السؤال: كيف للمرء أن يعود ليحب الشئ ذاته بشغفه القديم؟ كيف يستعيد قلبه وشعوره؟ كيف يستعيد شغفه بعد الفتور؟



اذا فقدت شغفك فأنت بذلك تضمن أن يظل اداؤك متواضعآ في كل شئ.ستشبه بذلك 80٪من الناس العاديين الذين يقضون حياتهم بطريقة نمطيه ليس فيها اي شئ مثير للاهتمام. أما الشغف قد يجعلك من ال 20٪ الذين يحققون الشهره والنجاح والتفوق.تخلص من كل شيء يمتص طاقتك ويأخذ منك شغفك قل لا لمن يحاول وضعك في قالب واحد،ولا ترضي أن تكون شخصاً مهمشآ سواء في العمل أو في البيت، لا ترضى بأقل مما تستحق وتذكر جيداً أن الشغف شئ نابع من اعماقك ولن يصحو إلا إذا ايقظته.ولن يكون لديك الدافعيه لتحقيق اي إنجاز طلما أن نسع له.



سيتحضرني صوت أمي:"إن شغفك إن مات قد يبعث مره أخري، لكن بوجه آخر ولهفه منكسره"، لذا لا تسمح لشغفك أن يموت، قاوم وجدد الروح بداخلك، لا تسمح لأحدهم أن يسلبك حبك للأشياء، أن يجعلك تراها بنظرة أخري لا تجعل اللأ شعور يزور قلبك.


وأما الذين يعيشون في أدوار الحزن لأنهم ما زالوا يركضون وراء ما يريدون ولم تقل لهم الحياه بعد "نعم"، إن الإيجابيه الوحيده لأحلامكم التي لم تحدث بعد، لدقه قلوبكم نحو الأشياء التي لا تملكونها، للأنتظار الطويل، وأنها لا زالت تحدث بكم سبباً للعيش، ولأجلها أنتم الآن علي قيد الأمل.


كونوا بخير...وإن ماتت أحلامكم اللَّه يبعثها.



وفي نهايه موضوعي أتمني أن تكون وصلت رسالتي وجهه نظري، دُمتم سالمين.



 نهي محمد |همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع