القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال "الأندلس من التكوين إلى الفتح"

أعده: محمود محمد

سُمع عن الأندلس وإسبانيا الإسلامية، وأمجادها بكل المجالات، فكيف لهم بذلك كله؟
 من نشأتها الأولى إلى لمحات من أوسطها، سنتعرف عليها.

أولًا لنعلم أن الأندلس هي تسمية ثبتت على المناطق التي دخلها المسلمون في شبه الجزيرة الأيبيريه، واستمر الاسم حتى بعد أن انحصر وجودهم في مدينة غرناطة فقط.

في القرن الخامس الميلادي الشرارة الأولى حينما غزت مجموعة من القبائل الجيرمانية أيبيريا عبر بحر الشمال، استقروا في المناطق الجنوبية منها، وسميت باسمها إلى أن تم طردهم من "القوط" ونزحوا إلى الشمال الإفريقي، وعندما فتح المسلمون أيبيريا أو معظم أراضيها، أطلق عليها "الأندلس" وثبت ذلك الاسم إلى خروج المسلمين منها كليًا.

لكن قبل قدوم المسلمين كان هنالك عدة عصور، فمثلًا قدم الفينيقيون بعد الأيبيريون، وأقاموا مدن ثابته إلى الآن وأهمها "قادس" وتوجد في الساحل الجنوبي، في القرن العاشر أو الحادي عشر قبل الميلاد أيهما أرجح.

 قدم اليونانيون في القرن السابع قبل الميلاد، وقطنوا المناطق الشمالية، وأطلقوا على السواحل اسم أيبيريا، وأنشأوا مدن من أهمها "برشلونة" على الشمال الشرقي، خضعت شبه الجزيرة للقرطاجيين منذ القرن الخامس قبل الميلاد، وأسسوا مدنًا أهمها "قرطانجة". 

كانوا كلهم في عصورٍ متوازية، كلًا منهم يقيم جزءًا مما نعرف الآن أو مما هلك بفعل الزمن، كن أكان ذلك فقط؟ 

  بل غزا الرومان شبه الجزيرة في العام مئتين وخمس قبل الميلاد، وتغلبوا على قرطانجة، وأصبحت "أيبيريا" أو "أباريا"-كما أتت في التعريب- إقليمًا رومانيًا، وأثرت عليهم بصبغتها في مناحي شتى، منها القانون والعمران، والنظم، والميادين، وما بقي منهم حتى العصر الإسلامي هو اللغة الرومانية، وأيضًا الدين المسيحي، كان ذلك رغم خروج الرومان قبل دخول المسلمين، وقت ضعف الدولة الرومانية الغربية واجتياحها قبائل جرمانية في مرات متتابعة، ظل الوضع متناقل إلى أن استقر القوط الغربيون في أواخر القرن الرابع الميلادي، وطردوا منها آنذاك قبائل "الوندال" إحدى القبائل الجيرمانية الذين وما فعلوه إلا أن اتجهوا لاحتلال شمال أفريقيا، وقد اختار القوط عاصمة داخلية؛ ليتمكنوا من مد نفوذهم، في كل أرجاء البلاد، وقع الاخيار على "ماردة" في الفترة من (549_554م) وتقع جنوبًا، وبعدها نصبوا مدينه أخرى وكانت "طليطلة"، وكانت تقع في الشمال كما لقبت بالمدينة الملكية.
وكانت اللغة المعروفة في القوط هي اللغة الرومانية "اللاتينية" والدين كما هو متوارث من الرومان المسيحية، وظل التخبط بين الحكام والرعايا؛ لأن الحكام على المذهب "الأريوسي" الذي يقول بطبيعة واحدة السيد المسيح، وأما رعاياهم فكان مذهبهم "الكاثوليكي" الذي يقول بالطبيعتين، ومن هنا بدأت الصراعات إلى أن تحول القوطيون إلى الكاثوليكية في عهد الملك "ريكا دو" (586-601م) وكان ذلك لجام الفرس، وتحسنت الأحوال، وسارت الأمور بدفة تابعة للقوط إلى أن أساءوا الحكم، خصوصًا في الثلاثين الأخيرة من الحكم (أي ما قبل الفتح الإسلامي) وذلك ما أثار المستشرق الفرنسي (ليفي بروفنسال) وجعله يطلق عليها "السنوات العجاف" عن ما عرف من تاريخ إسبانيا القوطية، حيث كانت الفوضى تملأ الأرجاء، وفساد عام ونزاعات ومُلأَ الجو بالشحن والشغب من الحكام والمحكومين، وحتى بين طبقات الحكم، مما أدى إلى تفكك المجتمع الأسباني وقيامه على طبقات متحاجوة فيما بينها، وكان أهمهم:
1-طبقة النبلاء(الحكام ونبلاء الرومان)
2-طبقة رجال الكنيسة.
3-طبقة التجار، والزراع، وصغار الملاك(طبقة الأحرار غير المميزين)
4-طبقة عبيد الأرض (عددهم بالآلاف ولمن يكن لهم أي حقوق)
وكانو أيضََا بجوارِ تلك الطبقات اليهود، كانوا متحكمين بالاقتصاد والحياة الاقتصادية، أكن لهم كل المجتمع البغض والتعصب والتحامل، وقد لاقوا ألوانََا مِن الجور والتعسف، صدرت ضدهم عدد من التشريعات تحرم أن يكون لهم زوج أو زوجة من المسيحين، أو اقتناء عبيد مسيحيين، وإجبارهم بين الحين والآخر على اعتناق المسيحية، ومصادرة أموالهم ونزع أملاكهم.
وقبل الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية بسنة أو تزيد قام فرد من الكيس "لزريق" كما يعرب، بالإستيلاء على السلطة، وعزل الملك "غطيشة"، وصار هو الحاكم الفعلي للبلاد، واتبع الظلم وقلبت الحشود عليه، واشتعلت نيران الثورات في طليطلة وغيرها، قادها اتباع المعزول وأسرته، حيث كانت يتحينون الفرصة؛ لاستعادة ملكهم، وأتى لهم الفتح الإسلامي فلجأوا إلى المسلمين للاستعانه بهم. 

ولو رأينا نقاط الارتكاز الأساسية فيما قلنا، وأتيناها لعلمنا الكثير وبضع منه:
-أن الأندلس تفردت بأن تنأ أهلها بسقوطها قبلًا.
-أن الأندلس أولى البلاد الإسلامية تسقط كليًا في يد النصارى.
-أن الأندلس هي البلد الذي تفرد بتحول كل مساجده إلى كنائس، أو آلت للهدم.
-البلد الذي تفرد بإخضاع أهله لاعتناق النصرانية.
-البلد السابقة في التقدم، حيث أتت به في القرون الوسطى، فلن تجد لها مثيلًا من حيث التطور، فشيء من ذلك هو أن تعلم أن نظام الصرف الصحي وجد في الأندلس وعلى غرار ذاك إضاءة الشوارع ورصفها.
-كانت سباقة في التعرض لمحاكم التفتيش الشنيع.
-أولى البلاد الإسلامية في أن تشهد فترة الحروب الصليبية.
-البلد الذي تفرد بتشتته، وتفتيته إلى دويلات صغيرة جدًا بعصر الطوائف.
-بلد حملت مشاعل النور طيلة ثمانية قرون.
-من فتح على يد المسلمين، وكانت خطة نهايته يوم فتحه "العصابات القبلية"
-عندما تدور كلمة عندها في الأرجاء ينتهي الأمر بدعاء "اللهم ردها دار إسلام"
-بلدة تردف في نفسك ريح من الخوف والحزن، فتبدل الراحة، والسكينة، والرخاء إلى حون وفتور لا يشوبه عطاء. 

إلى هنا ينتهي مقالنا لليوم، لكن لا تنتهي قصة الأندلس، سواء مع الإسلام، أو بعد الإسلام، وعسى أن تأتي لكم مرة أخرى كبلد إسلام.

المصادر: 
-موجز تاريخ الأندلس.
-الأندلس من الفتح إلى السقوط.

محمود محمد|همج لطيف

تعليقات

13 تعليقًا
إرسال تعليق
  1. لطيف جدا واستفدت منه كتير❤

    ردحذف
  2. عرفت معلومات كتير مكنتش اعرفها عااش��

    ردحذف
  3. استمروا يعطيكم العافيه المقال ابداع والله 💙

    ردحذف
  4. عاااش بجد المقال ابداع🤎

    ردحذف
  5. دام ابداعك استاذ محمد المقال ممتاز

    ردحذف
  6. جاامد، عاش ليك جدًا.💚

    ردحذف
  7. حرفيا ابداع استفدت كتير جدا من مقال حضرتك💚

    ردحذف
  8. استمر منتظرة المزيد من ابداعات حضرتك عاااش❤

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع