القائمة الرئيسية

الصفحات

 نص "أنا السَجانُ

شهد علي النجار

أرىٰ سنينَ العُمر قدْ أنْجَلتْ، مرت بي الأعوام كَـطيف مُخيف، الأحداث، الذكريات، الكلامات حتىٰ الاشخاص مروا سرابًا
لاهتنـي الدُنيا بِـغير هُدىٰ، ظَلَلتُ أصبو في ضَواحي مَتاهاتـها، أتطلع إلىٰ أن يعلو شأْنـي، ويرتقي حالـي؛ منتظرًا الفرصة لِأعيش، لِأتنفس بعيدًا عن كُل تلك الأعباء. مضتْ أيام شبابـي؛ تَتابعتْ وأنتهتْ واحدة تلو الأخرىٰ، وأسفاه علىٰ أيامـي التي تفنىٰ مع الرياح؛ يُذكرنـي هذا بِـأوراق نبات المسْتِحية الذي تتسارع اوراقه الرقيقة فى السقوط من أقل تأثير عليها بِـالضوء واللمس، فقط تَمر الأيام سريعًا في سُرعة سُقوط أوراقـه وأسقط أنا بِـثقل الأثر والحِمل بِـالغم، والآرق. 
أتذكرنـي وأنا طفل، لكم تَروقـني الطفولة؟! 
حقًا؟، لم أكن طفلًا يومًا لِـتروقـني الطفولة، 
لقد فُنيتْ زهرة أيامـي بين تَمَلُق البشر وشرورهم، مضتْ وأنا أسعىٰ، أُجاهد كُل شيء حتىٰ أنفاسـي المُتعبة في أجهاد؛ كَـذالك _ الاجهاد _ الذي كان في ظَهِيرة العمل الحارة، أتذكرها أيضًا، وانفاسي اللَهثة، وذاك العرق الذي تَفصد عن جبينـي بِـكثرة، عيناي المُتعبة من عبء عمل الليالي الطوال، حتىٰ أيام أجازتي من العمل، ارهقتُ عيناي فى آرق أصابني من كثرة الفِكر والهمّ؛ ومن ثم؟ ماذا؟.. 
 الأن أنا عَجوز ضَعيف مُتخاذل، مَكلوم الخاطر، بائس الحال، أنتهىٰ بي الحال علىٰ كُرسيّ عَتيق كَـعُمري الفاني؛ وأنا أتكأ علىٰ يداي أُعيد شريط حياتـي المُمل، تَتهادىٰ مَشاهد عن كُل يوم نَسيّتْـني فيه؛ في كُل صِعاب الحياة ومتهاتـها، نَسيّت أن أحيٰ! في طريقـي لِـبحثـي عن حياة نَسيّت أن أعيش!؛ وها هيٰ حياتـي قاربت علىٰ الفناء زُهقًا لِـحالي!. 
آسف لِـ "انا" الطفل، آسف لأنك لم تحيٰ بِـسببـي، كُنت أنا السَجان لِـسجْنـي! 
وآسفاه علىٰ حالـي وكُل الآسف.

شهد علي النجار|همج لطيف.

تعليقات

التنقل السريع