نص " جَوفُ الليل "
أسماء محمود
نظرتُ إِلى السماءِ الصافية لِكي أتَفقَد الكَون الواسِع، إذ أَرى مِن بَعِيدٍ ضَوءً جَمِيلًا، نَظَرتُ إِليهِ وتَمَعَنت، وإذ بِي أَنتَقِل إِلى عَالَمِ أَحلامِي، حَيثُ لا قِيودَ فِيه مِثلَ التِي تُقَيِدُنَا فِي الوَاقِع، تِلكَ التي تمنَعُنَا مِن الحُلمِ بالمُستَقبَل، لِذَلِك أهرُب إِلى الليلِ؛ لِيأخذنِي إِلى ذِكرَياتٍ جمِيلة عن المَاضِي، ذِكريَاتٌ تَمنيتُ لو لم تَزول وتَبقَى فِي قلبِي، وهذا الهُدوءِ يُعطِيكَ راحَة البال، اطمِئنَان، الشعوُر بالطمأنِينَة، التأمُّل، وكُل شيءٍ حُلو، ومَع هَذا الهُدوء أَشعُر وكأَنِّي أُعَانقُ القَمَر، أَصِل للنجُوم، وأُبعِد جَمِيع الأَحزَانِ عَن قَلبِي، فمَا أَجمَل الأَوقَات التي تَعِيشُها فِي جَوفِ الليل!
وإذَ فَجأةً تستيقظ من أحلَامِك إلى عالَم الوَاقِع، عالَمٌ يَخلُو من مَظاهِر البَهجة والفَرح، عالمٌ يُحب المَظاهِر، وإذ بِك تُريدُ الابتعادَ عن كُل شيءٍ وتتجَول في عالم الأحلَامِ مِن جدِيد، فما أجمَل أن تجلِس أمام القَمَر وتُغمِضَ عينَيكَ؛ لتسبَحُ في ذكريَاتِكَ! فأنَا أَعشَقُ هُدوء الليل وبِدايَةُ الفَجر؛ فالليلُ رَاحةٌ، والراحةُ سُكون، والسكون دَواءٌ للقلب.
أسماء محمود|همج لطيف.
تعليقات
إرسال تعليق