نص "مكتوب لن يصل"
دانا العلي
مُلهمي الوهمي..
دمشق_ حيّ الشغف، شارع الورد، المنزل رقم اثنان.
على خلاف عادتي أبدأ بعنواني علّك نسيته، فإنّ رسائلك لم تعد تطرق بابي منذ ثمانية أيام وعهد.
٢٠٢٢/١/٨ _ الرابعة صباحاً.
في هذه اللحظة هناك روحاً استسلمت من الحياة، وروحاً استلمت الحياة.
هناك دموعٌ سقطت، وضحكاتٌ تعالت؛
شخصٌ أضناه الحبّ، وآخر انتعش بالحبّ؛
رجلّ يتجهز لِلقاء اللّه، وثانٍ نسيّ وجود اللّه؛
ثمّة عيون تغرق في النوم، وخلافها تبحر في السهر،
وفي لحظتي أدوّن لك هذه الرسالة، وأنت! أترى كم من شخص عرفت حاله إلاك ترى ما حالك؟!
كنت أناظرك في نجمتي التي أهديتها اسمك "مُلهمي الوهمي"، أما الآن أراها نجمتي فقط دونك، لماذا حتى منها رحلت؟، أم منها خشيت!
لأخبرك بآخر قراراتي، أتذكر بائع الفول الذي كنا لا نفارقه، وحيّنا الذي بات عديم الشغف منذ أن غادرته، وشارع الورد المُلقب هكذا نسبة لي كما كنت تقول، وزهرة الأقحوان، صوت فيروز، رقم اثنان، الثاني عشر من الشهر الثاني، فيلمنا المفضل، اللون الأصفر، وتلك الرواية التي تحضن رائحتك، ونجمتي واسمي أيضاً، جميعهم آن أوان رحيلهم، ولرسائلي هذه آخر محطّة، قل لهم وداعاً، ولك وداعاً لا رجوع فيه.. ربما.
لذلك سأنتقل إلى روما، فإن أردت مراسلتي لا عنوان بعد الآن، لكن كلّ الطرق تؤدي إليّ.
دانا العلي|همج لطيف.
تعليقات
إرسال تعليق