القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة قصيرة "نبضة خاطفة" 

ولاء جاسم جميل

الثلوج تتساقط هذا اليوم إيضًا،كيف لي أن أذهب للعمل معاناة كل يوم تباً؟!

من يناديني؟حكيم حكيم .....

فتح حكيم المتذمر النافذة، صديقة أحمد هو من يناديه،أجابهُ ،ماذا تريد ياكارثتي؟ارجوك أنزل بسرعه فالعطل ذاته تكرر بسيارتي.حسنًا

سآتي انتظر قليلا حتى أغير ملابسي،تأفأف حكيم كعادته رغم جمال صفاته وطيب قلبه إلا أن لسانه يغرد مصائب.

أخذ يبعثر الدولاب باحث عن مايرتديه وبعدها قبل والدتهُ على عجل وأخذ من يدها قطعة خبز مع الجبنه، لتبدأ والدتهُ بالصراخ ، هل تبقى على هذا الحال كل يوم تذهب دون ان تتناول فطورك؟

أعذريني ياأمي الصديق المزعج يحتاجني،خرج حكيم مسرعا من منزله ليساعد أحمد وبعد الانتهاء،اخذ سيارته وتوجهه للعمل،ومن بين المارة مثقلين الخطى، شد أنتباهه!جمال بهي لفتاة شقراء حسنة المظهر سريعة الخطى بريعان الشباب،القلب يخفق بتبعثر مالذي يحدث؟.

تجرأ حكيم وأوقف سيارته وفتح نافذة السيارة،أنستي لو سمحتي،قال هذا ،وهو متلكأ جداً بدى وكأنه أحمق!

يلتفت لهُ وجه متعب مزدان بالجمال"من دون كلام أجابت عينها ماذا تريد؟هل أستطيع أن اوصلك للمكان الذي تريدينه؟

تكررت نظرة الاندهاش للحسناء!، لتجيب عينها وماشأنك؟أجاب حكيم قائلاً عفوا ،أنستي لكنني أراك تمشين على عجل والثلوج تغزو الطريق،لو تكرمتي تفضلي حتى أساعدك،وبنفس الصمت توجهت الفتاة نحو السيارة وفتحت الباب وجلست بصمت.

هنا بدأ أستغراب حكيم وقال:أنستي دليني لوجهة طريقك حتى أوصلك له،تمتمت الفتاة ببعض كلمات لم يفهم منها حكيم غير كلمة (المستشفى)،فقال: هل تريدين الذهاب للمستشفى؟اجابته نعم ،حسناً سنذهب للمستشفى فعملي هناك انا موظف في قسم التحليلات مهنه مزعجه، ولكن ماحصلت عليه من علامات الدراسه جنى لي هذه الوظيفه،كان حكيم يتكلم دون أنقطاع يسرد تفاصيل حياته التي لاتعني للفتاة شيء،الصمت كان رفيقها ولم تعر اي أهتمام لحديثه؛حتى تنبه حكيم لثرثرته وصمت خجلاً.أسف أنستي قد تكلمت كثيراً وأزعجتك اليس كذالك؟بأدب ولباقة أجابته لا،أستمر أن أحببت.لا لاأريد المواصلة انا تكلمت اكثر مما ينبغي،هل لي أن اعرف أسمك لو سمحتي،أجابته دون مقدمات رهف.

عاشت الأسماء أخت رهف إسم جميل.اوه لقد وصلنا المقصد،نزلت الفتاة بخطاها المستعجله دون ان تقول شيء لحكيم سوى كلمة شكراً لك،أستغرب حكيم لتصرفاتها الغريبه!ولكنه اهتم بصف سيارته وتقديم التحايا لزملائه،وتوجه للدخول الى المستشفى ليبدأ العمل.

دخل غرفته لينصدم بوجود الفتاة نفسها!كانت تجلس حتى تعطي عينة دم ،هنا فهم حكيم بأن الفتاة تعاني من مرض ما وأتت لتجري فحص.رحب بها وقال:هل تحتاجين لمساعده؟نظرت له وفي وجهها أبتسامه مرهقه شكراً لك، هناك من يهتم بأخذ العينه"اجاب حكيم حسناً السلامة لكِ أن شاءالله.

وبعد وقت وجد حكيم الفتاة مبتهجه جداً، وهي تستلم نتائج الفحص!

فهم حكيم تلقائيًا أن النتائج ظهرت سالبة لذلك رهف بدت سعيدة.هو يراقبها وقلبه لايهدأ شعور يأتيه لأول مرة شيء ما يشده لمجهول.الفضول حل وذهب لزميله الذي أجرى الفحص لها. وسأله اي نوع من الفحوصات طلبت منك هذه الفتاة؟قال له من ؟

أشار بيده وقال تلك أسمها رهف.نظر زميله نحوها وقال:نعم أنها البنت الباره التي أتت لفحص تطابق من اجل التبرع لوالدها بجزء من الكبد والنتيجه كانت متطابقة.هنا حكيم أصاب بالدهشه!وفهم سبب تصرفاتها كلها.مضى حكيم لعمله يحاول أن يبتعد عن التفكير بالجميلة الشجاعه التي تفدي روحها براً بوالدها. 

مرت بعض ساعات الدوام وصورت الفتاة تذهب وتجيء في مخيلة حكيم!

سيارات الإسعاف تضج المكان الناس يزدادون كلاً منهم مع مرضه، العمل يتكثف ينشغل بال حكيم بمهماته،حتى يسمع صوت نداء احد الردهات نحن بحاجة لموظف المختبر هناك حادث يجب ان يأخذ عينه من داخل ردهة الطوارئ!أسرع حكيم حاملاً معه عدته ليدخل الردهه ويسأل عن صاحب الحادث ليجري له فحص زمرة الدم.حتى يجد أمامه الحسناء مغطاة بدمائها!وصوت جهاز القلب يعلن النهاية.


ولاء جاسم جميل|العراق|همج لطيف 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع