القائمة الرئيسية

الصفحات

 نص "ظلام دَامس في روح بائِس"

ليا الحسين

فاقِع الظّلام بين عيون وجفون، والروح تَهوِي إلي القِيعان ممدود 

لا العين ولا بالظلام اسودَّت، ولكن كان بالكُحلِ مَفتُون 

أمّا بِربط الدّمع بالثّغُور، والظلام الحالِك يُظهر البُؤس والضّجور

أيا نفسُ لا تَرحلِين عن جَسدٍ، وهو ضَائِعُ بين الفَقْدِ والحُضُور 

ويا عَينُ لا تُفارقين رأسًا، بالدموع المُنهَمِلة ودَمُ مَحصُور

ألا من حَقِّ ثَغرِي الابتسام ولو قَليل، لا فَلتَذُوقِي بما لا تَستحِقّين من شِدّة وتَجسِيم 

أ‌حزَن أم أتمزق لَم يَعُد فَارِقًا ما دَام يَعجِب مُشاهَدة جُمهور، 

ولِتَدرِي بأنّه الجُمهور الذي أدَّى بي إلى هنا ولكِنّه بِوجه مستور، 

تبًا لبشَرٍ قَاتَلُونِي وانقَضّوا عليّ في بِداية الدّهر قَبل الكَبَر والنضوج 

فأنا تحمّلت وضَاقت بس نفسي وجَزِعت إلى الآن وأنا مَهمُوم، ألا تَيأسُوا من سُقيَاني المرّ والخُمور؟ 

لقد استسلمت للوَاقِع، واعلموا أني غَير قَابِل للاستِعمال أو النّهوض 

لكي تَستَرِيحُوا أُعلِن اعتزالي عن مُجاهَدَتِي إلى اليومِ؛ فقد تَغلّب عليّ طَبعِكُم المَعهُود، ولا تُأخِذُوني بِأَفعَالِي فأَنتُم مُعلّمِون مُنتَسَبُون. 


لَيَا الحسين|همج لطيف

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع