القائمة الرئيسية

الصفحات

نص"في ظل السلام كنت الحرب"الكاتبة: خديجة قاديش. 

مراجعة: لغوية نور محمد.

تصميم: آيات عمرو.


كُنتَ جُرحًا من الصعبِ أنْ يُشفى، أحدثَ بكَ كما حدثَ بي؟ 
المعركة لا تزالُ مستمرةً بيني وبين ذِكراك، فأنا هَرِمَ قلبي، وشاخت ملامحي، وتَعِب فؤادي، توقفتُ في محطةٍ صغيرةٍ من عُمري، على عتبةِ الانتظار انتظرتُ وانتظرت، كنتَ أنت من استوطنَ حواسي، كنتَ أنتَ ذلكَ الكوكبُ الخياليُّ الشبيهُ بالمعجزة، ولم أجد سِوى الهروبِ إليك، أمّا اليوم أنا أهربُ من ذِكرياتكَ، أهرب منك، كنتَ نجمَ قوتي، وروح جسدي، وسلامُ حربي، الآن صِرتَ حربي والسلامُ مُحيطٌ بي، صارت ذِكراكَ هي نقطةُ ضعفي، أمضيِ ولا أصلُ إلّا إلى الشيخوخة، ولكن سأكونُ بعد الآن مختلفة لا أشبهُ نفسي، فبعدَ الآن لن أكترثْ ولن أبكي، كنتُ مجردةً من الإنسانيةِ بحقِّ نفسي، ودون رحمة ارتكبتُ أشنعَ المجازرَ بحقي؛ فقد نسيتُ أنَّ الليل للنوم، وأرهقتُ عينيَّ بالبكاء والكثير من الظّلام حولي، كيف لا وأنا أعتبرتُ أنّكَ مصدرُ النور؟!
لكن كلُّ شيءٍ بيننا ذهبَ في طيِّ النسيان، وضاعَ سُدى، فقد تحولتَ من دواءٍ إلى علقمٍ مُرِّ المذاق، تحولتَ من جنةٍ إلى نارٍ تحرقني كلَّ ليلة، لم تَمُر حبًّا قط، كنت جرحًا وذاكَ الجرحُ لن يشفى.

 خديجة قاديش|همج لطيف.

تعليقات

التنقل السريع