القائمة الرئيسية

الصفحات

نص "كلمات مرآة"الكاتبة: ريموندا حنا حبيب. 

مراجعة لغوية: نور محمد.


يوم نظرت بتلك العيون نحو مرآتي، اختلط زهوي بالشجون، وتسائلتُ أيضًا عما هو آتي، سألتها بصوت متهدج حنون، أخبريني يا مرآتي من أكون؟ لعلك على علم فأنتِ كنتِ مُرافقتي في كل الاوقاتِ، قالت أنني أملك عينين ساحرتين، ولكنهما مُغطيتان بالشجون، قالت أنني أملك وجهًا فتّانًا، ولكنه مكسو بضباب الهموم، حقًا كانت على يقين، حقًا شكلي كان يدل أنني من المنكسرين، تلاقت عيني بعينيها فارتجف قلبي، وأبعدت نظري عن مداها، لم أعد قادرة على أن أنظر في عينيها فلم يكشفني أحد سواها، كادت المرآة تنفجر ضَحكًا على تصرفاتي، وقالت كنتِ كل يوم تسأليني يا مرآتي ماذا برأيك سيكون الآتي؟ أخذتِ مشورتي بكل الأوقاتِ، وعندما كشفت سر قوتك المزيفة بتِ تنتفضين مني انتفاضات، حقًا شعرت بالسوء من كل هذه التكهناتِ، لكن حقًّا بدا صحيحًا كلام مرآتي، نحن نتكلم بحرية عندما نكون مستورين، ولكن تغادرنا الأريحية عندما نكون مكشوفين، إننا نستشير ونتقرب بكل جدية من الآخرين عندما نكون أمامهم متسربلين، وعندما نجد أنفسنا بتنا عاريين نهرب هلعًا مبتعدين.
 رغم كونه كلام من درب الخيال اخترعته بيني وبين مرآة الحمام، إلا أنه حقًّا بدا لي واقعيًّا بلا جدال.

ريموندا حنا حبيب|همج لطيف.

تعليقات

التنقل السريع