القائمة الرئيسية

الصفحات

 نص"رسالة إلى جدي"

شهد بكر

جدي، إشتقتُ لك، ولا أعلمُ لماذا رحلت، هل السببُ أنا؟

إن كنتُ أنا السبب فأعدك أني لن أكون مشاغبة بعد الأن، أعدك أني لن ألعب إلا بعد إنهاء كُل فروضي المدرسية، أعدك أني سأذهب لطيورك لإطعامها كُل يوم ولن أتكاسل عنها، سأقوم بقرأءة كُل كُتيّب لديك كما كُنت تريد، سأقوم بكل ما تحب ولكن هل تعود!

لقد أخبرني أبي أنك أصبحت نجمًا في السماء وأنك تحرسني من هُناك، ولكني رأيتك اليوم عند القطار، رأيتك تلوح لي، فركضتُ إليك كي أخبرك بمدى إشتياقي فتعثرت، ووقعت، وإنتظرتك كي تأخذ بيدي كما كنت تفعل في كل مرة أتعثر بها، وحين نهضتُ لم أجدك بالإنتظار.

جدي، أنزلتَ من السماء لإلقاء التحية على حفيدتك أليس كذلك! 

نعم أظن، لكن كُنت أتمنى أن تأخذني معك أو حتى تبقى معي، لأخبرك بشيء، لقد سألت اليوم عن سعر تذكرة القطار، أعدك أنني سأخرُ كل يوم مصروفي كاملًا؛ لأشتري تذكرة وأتي إليك، فأنا أعلم جيدًا إنك بالإنتظار، وسأعيدك معي إلى المنزل؛ لنُفاجئ أبي، أنا متأكده أنه إشتاق إليك مثلي وأكثر.

جدي، إن مللت العيشَ في المنزل، وأردت العودة إلى السماء؛ سأتي معك أنا وأبي، ولن أتركك بعد الأن، فالمهم أن نكون بجوار بعضنا البعض؛ لأننا عائلة أليس كذلك! 

*وأنت أيضًا لن تتركني بعد الأن صحيح؟*


شهد بكر|همج لطيف 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع