نص"سأحلق بأجنحة الحرية"
الكاتبة: ريموندا حنا حبيب.
تدقيق لغوي: نور محمد
حينما كنت طفلًا صغيرًا قتل من كنت لا أعرفهم، سيدة الأحبابُ، فتكوا بكل صغيرٍ وكبيرٍ، وجدت حينها المستقبل قد أَغلق أمامي الباب، لقد غَرِقتُ في ألم مرير، وأنا لست على علم بالأسباب، لماذا قُتلت أمي على يد الأعداء؟
لِمَ صار لون الدم يغطي الأجواء؟
لِمَ باتت حياتنا تتمحور فقط حول الهرب من الفناء؟
لماذا أواجه كل هذا العناء؟
لِمَ ألفنا صوت الصراخ كما لو كان غناء؟
لِمَ يحسبون قتلنا ذكاء؟ لِمَ يستمتعون بتركنا معطوبي الرجاء؟ لماذا يقولون أننا نستحق ذلك الجزاء؟ لماذا هم أفضل مني؟ لم يكون يفصل بيننا سوى جدار؟ لِمَ ينعتوننا بشياطين ويرفضون معنا الحوار؟ لماذا يهربون هلعًا عندما نكون بالجوار؟
كل هذي التساؤلات لم أعرف لها إجابات، كلا، لست مهتم الآن، أيا كانت وجهة نظرهم فقد سلبوا منا كافة الحريات، لقد أذاقونا كافة أنواع الأحزان، لست قادرًا على نسيان كل ما قد فات، لقد أذلونا بالتمام، إنها ليست سوى ساعات، و أنتفض عليهم ثائرًا، لست مهتم إن كنت سابقًا سائلًا، لم أعد الآن حائرًا، هدفي هو الحرية الآن، هدفي هو محو عصر الظلم والأحزان، سأحلق بأجنحة الحرية نحو السماء، من سيتجرأ على سلب حريتي سأرسله للفناء، لا يهمني إن نلت ذمًّا أم ثناءً؛ لأن لا أحد مهما كان يستطيع أن ينسى كل تلك الدماء، وإن فعلوا أنا لست بقادر على النسيان، لن أهدر ثمن تلك التضحيات، لن أكتفي بترديد بضع كلمات، سأحقق حلم كل من مات، سأحلق بأجنحة الحرية نحو عالم جديد، عالم يناسب طبعي الفريد، مهما حاولتم أن تُسكتوني فلن تنجحوا على الأطلاق؛ فقد ضِقت ذرعًا من أفعالكم أيها الظالمين، أنا على موعد مع الحرية، وأنا متشوق لذاك التلاقِ، لن تتمكنوا من إيقافي مهما حاولتم يا خاسرين، سأبني عالمي مهما كانت الأثمان المدفوعة، وراية أجنحة الحرية عاليةً مرفوعة.
تعليقات
إرسال تعليق