القائمة الرئيسية

الصفحات

نص"شوق قيسٍ لليلى"

محمود محمد 

نتخلص من كل أملٍ بهدمه، وطمس كل أثرٍ له، لكن ما باله يأبى إلا فرض رأيه بحياتي، سواء بمرورها، أو بمرور شيء من أثرها، كعطرِها، أو ثوبِها، أو حتى أحدٍ كان فاها يعطب به، فما بال الفراق لا يأبى رحيلًا؟ وما بال الأسى أضحى عليلًا؟ وما بال الفتى صار قتيلًا؟ أذلك ضلالٌ أم نضالٌ مبين؟ شوقٌ أم شوكٌ لعين؟ امتلأ جوفي بالحنق الدفين، واشتعل رأسي باللهب المشين، أسأغدوا يومًا منفكًّا عن العالمين؟ أم أن ليلى أثَرت قتل قيسًا بالشوق وتركه يلقى مصرعه قبل طمس أثره وبعدها يأبن مرتين؟ مرة حين دفنه، ومرارٌ وتكرارٌ بألم رأسه الدفين، فكل الحب لقيسٍ، وكل الأسى لقلبه المسكين، وكل الشوق لليلى، وبئس المصير لي بشوقيَ اللعين، فما أنا إلا محبٌ مسكين، وما ليلى إلا ماضٍ ما انفك يطاردني إلا لوقوعي بين أضلع ليلى، أو الثرى بمثواي الأخير.


محمود محمد|همج لطيف 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع