القائمة الرئيسية

الصفحات

نص "مرسالٌ لم يصل" 

مريم جمال 


تمتليء السماء بالغيوم وكأنها علىٰ وشك أن تُمطر، وأتنعم بنسمات الهواء الباردة، وموج البحر الهائج الذي يصطدم بقدمي، أستمتع بهدوء المكان من حولي كان المكان يخلو من البشر إلا هذان الإثنان يبدو وكأنهما حبيبان، لأدري، وعلىٰ أَيّتِ حال ليس لي شأن، تركت العنان لعقلي أن يُفكر في المستقبل وتعيشت مع مخليتي وكأنها حقيقية، ابتسمتُ وأنا أتذكر أنني منذ طفولتي أتعايش مع أساطيري بشكل مبالغ به، حتىٰ كادوا ينعتوني بمجنون، مهلًا ما هذا الشيء لفتَ أنظاري مرسال يُشبه الذي يقص في القصص الأسطورية، التفت من حولي لكي أتأكد أنها لم تكن لأحد، اطلعت علىٰ المرسال كان في زجاجة عتيقة للغاية ويبدو وكأنها ليست بمدة قليلة تسكن بين أمواج البحر، كانت لغتها غريبة إنها لم تورد عليّ بأي عام دراسي، أتأكد، استولى هذا المرسال علىٰ عقلي بأكمله، وبدأتُ في البحث عن هذه اللغة الغريبة، إنها كانت للغة فارسية وكان المرسال يسكن بين سطورهِ كلمات شعرت أنها تنبض بالحياة وشعرت بأنفاس كاتبه المضطربة، ورجفة يده، 

عزيزتي، ومولاتي، وملكة علىٰ عرش قلبي، وبالله أن عيناي لم تقع علىٰ أجمل منكِ، ولا أحن من نظرة عيناكِ، أعتذرُ علىٰ تعذيبك علىٰ هذه السنوات الذي مضت ولم أكن بجواركِ، وأعتذر علىٰ السنين القادمة، لكنهُ ليس بيدي أنّ روحي لم ترجع في سابق عهده إلا وأنا أدافع عن عروبتنا، وكيف لي أنا يسكن ثغري الفرح وهناك من يموتون قهرًا، وأطفالٌ تُيتم، ونساءٌ تُرمل، وكيف أصمت عن صهيوني خسيس، أحمق، يحتل أرض العرب، وينهش لحم أخي، ونسائهم، وصغارهم، سأقود حربًا، وسيصبح هذا الخسيس أسيرًا لنا، وخادمًا تحت أقدامنا، حتىٰ وإن متُ سأُفنىٰ بعزتي وكرامتي، وستكون زهرة العرب حُرة، تنبض بالحياة مرة أخرى. 


مـريـم جـمـال|همج لطيف 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع