القائمة الرئيسية

الصفحات

نص"عِناقٌ في الأحلام" 

سدرة سامر

وأخيراً وليسَ أخراً

2022/10/1 

عِناقٌ في الأحلام قد كسرَ أضلُعي وأوقِدت نارُ الهوى في جوفي، فرياحُ النشوة في داخلي تعصفُ منذُ لُقياك وعيناك كالورد فَرشت وتربعت فوقَ أزقة قلبي الأسود الحزين، قبلني قُبلةَ الأعتذار، قبلني قُبلةَ الشوق، قبلني لِتداوي خدوشَ القلب، حاصر قلبي مِن جميع الإتجاهات 

كبلني لِأكون أسيرةً في حُبك، وأعذرني إن غافلتني عيناي ونمتُ وأنا في أحضانك أستمعُ لِصوتكَ العذب عِندما يُدندن لحنَ أغنيتي المُفضلة، أصابكَ عِشقٌ أم رُميتَ بأسهمي؟!

لطالما أحببتُ هذهِ الأغنية 

وأحببتك 

وأحبذُ سماعَ اللّحن والسيمفونية الفريدة مِن نوعها

وأحبذُ سماعَ صوتك 

ودائماً ما يُداهمني الخوف وأنا في اللّحظةِ الأخيرة مِنَ الاستسلام أمامَ عينيك، احتويني وأشعل مِصباحَ قلبي المُنطفئ منذُ رحيلك، هل تذكر عِندما كنتَ تعبث في مشاعِري وتستلذُ بِرؤيةِ وجهي وهو يثور بالعبء والغضب مِن إهمالك وتجاهلك لي وعدم الاكتراث بِما يقلقُني، أفتشُ عنك في زوايا المنزل ولا أرى اثراً لك 

ذهبت سنواتُ عُمري هباءً وأنا أفتشُ عن ملاكي المفقود وفي النهاية يظهرُ طيفُ وجهك في قلبي مُختبئاً مُتخفياً عن الأنظار، اكثر ما يزيد إعجابي بك عِندما كنت تُخبرُني أنكَ تثملُ على جمالِ وجهي وأنوثتي الطاغية 

هل تذكر عِندما أقتربت وهمستَ في أُذني بصوتٍ خافت يُرعِشُ القلب أحبك، وددتُ لو أن لدي القدرة الكافية لأخبئ هذهِ الكلمة في صندوقٍ ذهبي، طفلتك الصغيرة خائفة مُهشمة مِنَ الأمل ياحبيبي الخيالي لقد أتعبتَ قلبي جعلتني أخافُ مِنَ الفُراق أصبحَ لدي عِقدة دائمة عِقدة الخوف مِنَ الفِقد والحُب والموت والأمل والسعادة، حتى عِندما أضحك ينتابُني شعور الخوف عما سيحصل بعد هذهِ السعادة العارمة، أفتشُ عن مهرب مخرج مِن هذا الحُب ولم أجد مهرباً مِنك إلا إليك، استنشقُ الهواء بِصدرٍ عبء(؟)، وأتنهد تنهيدةً مصحوبةً بالألم ونيران الشوق

وبعدَ هذا: قلتَ لي الجُملة التي اعتدتُ على سماعِها لا تخافي أنا سندك تدللي وتغنجي مادمتُ حبيبكِ

فأجبتك بنبرة ناعمة وصوتٌ خافت: حسناً ياملاكي لن أخاف ولكن الآن خوفي الوحيد هوَّ انقطاعُ طيفك عني مرةً آخرى فقد مرّت أربعةُ أحلام ولم أرى طيفُ وجهكَ فيها، لا تنسى قبلَ أن ترحل أن تطفئ مصباحَ قلبي لِيعود كما كان، فقد كان قلبي يشرق بِكُل زيارة مِنك، ويُبهج مبسمي 

مزقتُ نياط الفؤاد وأعلنتُ الشوق، وفي كُل مرة بعد رحيلك أتحسس قلبي وأراهُ خاوياً منطفئاً، تبعثرت روحي وأحلامي، أذهب للنوم وأرى ما تحتَ الوسادة 

آه يا إلاهي إنّها أحلامي ورسائل المراهقة الّتي نُقشت بِحبرِ يديك وجدتُ أشياء عديدة قد خبأتها سابقاً تحتَ الوسادة ولكنّني لم أجد ذِكرى تِلكَ القُبلة الحميمة ولم أجد أثراً لك، يا لِتلكَ الصدمة الّتي تعرضتُ لها كُل هذهِ الأحداث كانت مُجرد حُلم، انتهى الحُلم وعدتُ أنا استوطن بِوكر مخاوفي الكُبرى، أطفأتُ مِصباحَ قلبي، وأسدلت ستائرَ عيوني، وخلدتُ إلى الحُلم مِن جديد.


سدرة سامر محيميد |همج لطيف 


author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع