القائمة الرئيسية

الصفحات

 نص: جلسةُ الحُب

الكاتبة: سيدرة سامر محيميد

مراجعة لُغوية: أمل إبراهيم

غلاف: لارين أحمد 


_أيتُها الحياة
أطالب بِإحضار قاضي؛ لِكي ينصفَ بالعدل 
رغمَ أنني لم أعد أثق بالقضاة!
لأنَّ بعضَ القُضاة قبلَ القضية يملئونَّ جيوبهم بالنقود!
فيصبح البريئ مجرم 
والمجرم بريئ 
_سيدي القاضي 
لا أريد أن تحكمَ بيني وبينَ من أحب 
أريد أن تحكمَ بالعدل بيني وبينَ القدر اللعين، الّذي فرضَ علينا تعويذةَ الفِراق!

سيدي القاضي: أنا الضحية في تِلكَ القضية.
القدر: سيدي القاضي هؤلاء غير مسموحٌ لهما بأن يجتمعا.

_القاضي: يكفي جِدالًا وثرثرة 
أيتُها الضحية عليكِ بالدعاء؛ فإنَّ الدُعاء يغيرُ الأقدار.
أيُها "القدر" هل لكَ إعتراضٌ على هذا الكلام ؟!
_القدر: كلا سيدي القاضي، لأنَّ الأمر ليسَ بيدي، مدونٌ على صفحاتي مالذي سيحدث، وللمرةِ الثانية سأقول بأنني لستُ المُذنب في تِلكَ القضية...
_وهُنا ياسادتي أُغلقَ ملفُ القضية، 
وتم العفو والصفح عن القدر الّذي تسببَ بإفتراقِ الكثير مِنَ العُشاق.

ولكن ياسادة بعدَ مرورِ خمسةِ أشهر على الجلسة الأولى 
الآن حانَّ وقتُ "الجلسة الثانية"
الضحية أنا
والمُذنب أنت 
تخلعُ قِناع النفاق أمامَ القاضي لِترتدي قناعكَ الآخر
(قِناعَ البراءة)  
وتقول أمامَ القاضي والحضور اللذينَ في الجلسة
أعتذر مِنك، أتمنى العفوَّ والسماح،
كُل ما بدرَ مِني سابقًا كانَ خارجٌ عن إستطاعتي وإدراكي حتى!
أقسمُ بالذي فطرَ السماوات والأرض بأنّني أحبكِ حُبًا لا مثيلَ لهُ على هذا الكوكب،
وفجأة تُطالبُ عيناي بالمداخلة
عيناي: سيدي القاضي حتى وإن تمَ العفوَ عنه من صاحبة العلاقة لكنني لن أعفو عنه أنا وأصدقائي!
حُرقت الأهداب لِكثرةِ البُكاء؛ فأما الآن سأخبرك سيدي القاضي بحال صديقي القلب!
القلب المُدمى الّذي يصيحُ بالنواح 
_والآن أقضِ ماتشاءُ أن تقضي عليه سيدي القاضي.

سيدي القاضي إنَّ حبيبي السري بترَ يدي مُنذُ بدايةِ الطريق، وعِندَ المطبِ الأول في الحياة ركلني بعيدًا عنه 
بعيدًا عن رؤية عينيه...
القاضي: سيتم تأجيل الجلسة القادمة لِيتم إصدار الحكم الصائب.
دُون: الجلسة الأولى كانت في تمام الساعة العاشرة بتوقيت الخيبة.
المكان: محكمة العاشقين.

وبعدَ أن إنتهت الجلسة ذهبنا كلينا في اتجاهات مختلفة وطرق متفرقة!

لنلتقي مِن جديد في الجلسة الجديدة
(جلسة العِتاب)
سيدي القاضي لقد حدثَ معي أشياء عديدة مؤلمة.
القاضي: أخبريني بِها إذاً لنستمع أنا والحضور الكرام على ماتقولينه.
سيدي القاضي: في كُل ليلة عندما أريد أن أضع رأسي وأثقلُ حُزني على الوسادة؛ لِأحاولَ النوم لكن جفونُ عيناي ترفضُ الإنسدال!
ويمضي الليل على قلبي الحزين المنطفء وكأنهُ سنينٌ عجفاف!
إلى أن يحين وقتُ شروقِ الشمس؛ لِأنهض من فراشي وأرفعُ وسادتي الّتي قد خبئتُ تحتها دموعَ الليلةِ الماضية. 
سيدي القاضي: في ذلكَ اليوم الشنيع كانت فيروز تُعزي قلبي الحزين، وأيضًا ياسيدي القاضي لم يكن بإستطاعتي سماع زقزقة العصافير التي إعتدتُ على سماعِ زقزقتها عندَ الفجر!
حتى العصافير هاجروا بعيدًا عني 
انظرُ إلى السماء لِكي أخذ قسطًا مِنَ الإسترخاء، وفجأة أرى السماء تملؤها الضبابية؛ فلم أجد أثرًا للغيوم 
وشمسُ الصباح مختبئة خلفَ الجبال!
فأما عن حال قلبي إرتدى ثوبًا أسودَ اللون، حينئذ شعرتُ بأنَّني سأقدم قلبي على صفيحِ الموت 
التعب والإرهاق أصبحا يُحيطانِ بعيناي، لقد أقمتُ الحد على كبريائي الميت!
كنتُ أعتقد بأننا عندما نتخاصم وتأتي لِتراضي قلبي المُنكسر، يكون الإعتذار على هيئة لمسة حنونة، وغمرة مجنونة...
خاب ظني 
اتسأل هل تتعمد إشعال شريط السلام الّذي في داخلي؟!
 أتعلم؟!
بأنني مُمتلئة بالكره!
أكرهك تعني أحبك ولكن بحسب تعبيري الأنسب، ها قد بُعثرَ قلبي إلى أشلاء، بينَ السطور وبينَ الكتب اللذينَ في مكتبتي المُغبرة، وبينَ ألبومات الصور والذكريات التي قد جمعتنا
عانى قلبي ولاذَ مِن ألمِ الحنينِ والشوق، 
قلتها لك سابقاً وسوفَ أكررُ قولها الآن
" أنتَ مُعجزتي الدِنيوية" 
" أنتَ معجزة قلبي "
أعشقُ شراهتك..
منذُ أن أحببتك تشكلت لدي العديد مِنَ المعاجم الجديدة 
أفلم تسمع بِمعجم العاشقين؟!
_يا إلهي صوته 
صوته وكأنهُ كتلة مُمتلئة بالحنان،
وعندما أسمع صوته الحنون تنحبسُ أنفاسي ويبدأ قلبي بالخفقان، ويبدأ الزلزال في جوفي وبعدَ ذلكَ أطوفُ بالفرحةِ العارمة!

_عيناك 
عينيك اللوزيتين التابعتين لِعصرِ الجمالِ المُنقرض.
لقد كانَّ حُبك طوق النجاة 
النجاة من ذلكَ المُجتمع المُقرف اللعين،
عندما أحدثك أحتضنك مِن خلفِ الشاشة التي تفصل بيننا.
منذُ أن اجتمعت أرواحُنا 
وأنا أعاني من سكراتِ العشق!
كنتُ أتجول في البُستان وددتُ لو لدي القدرة على اقتطاف بعضًا من أشعارِ الغزل وأهديكَ إياها
ولكن!
ولكن كُل تِلكَ الأشعار والكلمات رثة!
مامِن كلمات وأشعار تصفُ حُبي لك وهيامي بك.
لقد احكمتُ على نفسي 
إغلاقَ بابَ قلبي 
ولكن كيف؟! 
كيفَ لِحُبكَ أن يتسلل إلى الأعماق ويتربع على عرشِ قلبي؟!
إني أتوق لرؤيةِ عينيك التي تبرق وترعد عندما تراني، لكنني مقيدة
مقيدة أمامَ القدر والنصيب 
مقيدة أمامَ كبريائي الأنثوي...


"يامعجزة قلبي"
مساءُ الحُبِ عليك
وينمو الحُب في جوفِنا وينغرس غرسًا متينًا!
وذلكَ الحُب العميق الحاد، الذي لا أجد لهُ جملاً وحروف للتعبيرِ عنه!
_مساءُ الحب على قلبينا؛ فمنذُ أن أصبحتُ عاشقة كُل شيء ألمسهُ بيدي يُضيء
"عندما أحببتك "
عادَ الأمل يسكنني
وعادَ النور لِيُضيء قارات قلبي المُنطفئ 
وعدتُ أرى الحياةَ بألوانٍ مُختلفة وزاهية، بعدَ أن كُنتُ أرى الحياةَ باللونِ الأسود والأصفرِ الباهت!
وعادَ...
وعادَ قلبي يحلقُ في السماء 
كالطير الحُر المُتمرد
أنصت لِدقات قلبي وهيَّ تُرددُ أحبك. 

_أرغبُ بك ولا أرغبُ بسواك
بكامل إدراكي ورغبتي 
أريدك أنت وحدك لتكونَ سيدَ قلبي ومالكهِ الوحيد.

وفي كُل مساء أبدأ بإحصاء حُبك ويُصيبُني الفرح عندما أراهُ يزداد 
كالتاجر الذي يُحصي أرباحهُ. 

لأجلك يامعجزة قلبي 
لأجلك تنمو الزهورَ في الصحراء
صحراءُ قلبي القاحلة!
لأجلك ومن أجلك اخترعتُ معجمًا جديدًا وأطلقتُ عليهِ إسمَ مُعجمِ العاشقين...
في كُل صباح أنهضُ مِن فراشي 
لِأحبك، وأحبك، وأحبكَ أكثر مِما ينبغي 
حُبٌ يفوقُ الإدراكَ البشري.
في الصباح أمسكُ هاتفي بِيدي وأرسلُ رسالةً إلكترونية وأخبركَ كم أحبك 
رسالةً مرفقةً بالحب والأشواق؛ لِأقول لك قُم هيا إنهض يامعجزة قلبي لقد اشرقت شمسُ الحُب فوقَ قلبينا!
صباحُ الحُب يامعجزةَ القلب.

_لقد اخترقَ حُبكَ قلبي كصاعقة 
لقد أخترقتَ روحي كصاعقة 
وشطرتَ قلبي إلى نصفين؛ 
نصف يُحبك ونصفٌ آخر يذوبُ عِشقًا بك،
وحينما أراك ترعد روحي رعدة خفية
ويرتعش جسدي 
ينهمر حُبكَ فوقَ قلبي كشلال يغسلُ روحي المُتعبه!
وأنا أقفُ تحته عارية مِنَ الأمل والسعادة 
بعدَ أن تشوهَ قلبي... وخابَ ظني... في الحُب.
 
كلماتك الساحرة تُغرس في قلبي كالمخالب!
اتذكر؟!
اتذكر ذكرى قُبلاتِنا المسروقة؟!
شعرتُ حينها وكأنني أرثُ الأرضَ ومن عليها
وأنصبُ فوقَ الأرض خيمةَ العاشقين.

سيدرة سامر محيميد|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع