مقال: دعوة الرسول إلى الإسلام سرََا
الباحثة: وداد عبد المنعم
غلاف: سماء الطنطاوي
بدأ ظهور الإسلام من خلال بعثة النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، و ذلك عندما أمر الله جبريل بأن ينزل على سيدنا محمد بالوحي المصدق ،و كان ذلك في مكة ، الموجودة في جزيرة العرب حدث ذلك كله في يوم الإثنين في شهر رمضان عندما كان عمر سيدنا محمد في ذلك الوقت حوالي أربعين عاما ، أي قبل ثلاثة عشر سنة من الهجرة إلى المدينة المنورة ، و على حسب بعض الدراسات ، يتضح من ذلك أن التاريخ الميلادي هو تاريخ البعثة التي قد حدثت في عام 608 أو 609.
استمرت دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- سرّاً مدة ثلاث سنوات، وقد تفرّعت الدعوة إلى الإسلام إلى مرحلَتَين: المرحلة المكيّة: وقد استمرّت ثلاث عشرة سنّةً، وقد قُسمت إلى مرحَلَتين: مرحلة الدعوة السريّة؛ واستمرّت ثلاث سنواتٍ، وانتهت بقَوْله -تعالى-: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)، فصعد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على جبل الصفا يدعو أهل مكّة. مرحلة الدعوة الجهريّة؛ وكانت باللسان فقط، وبدأت من السنة الرابعة للبعثة إلى حين الهجرة إلى المدينة المنوّره. والمرحله الثانيه وهي المرحله المدنيه واستمرت عشره اعوام.
والحكمة من أن الدعوة كانت سريه أن مكّة المكرّمة كانت ذات مكانةٍ جليلةٍ قبل الإسلام؛ بحكم مكانتها الدينيّة بين العرب؛ لأن يوجد بها الكعبه، وكان أهل مكّة قائمين على خدمة البيت، ولذلك كان ظهور الإسلام وتحول الدين حدث كبير وأمر عظيم، ولذلك كانت الدعوه سرا، وقد كان للسريّة العديد من الحِكم، منها: بناء الأساسات الأولى للدعوة، ممّن يقومون ويؤمنون بها، بحيث يكونوا القوّة الدافعة لأي مواجهةٍ. اتّباع نَهْج المقاومة المسالمة، وعدم إشعال بواعث العداوة في النّفوس المستكبرة، وقيام الدّعوة على كَسْب القلوب. إيصال الدّعوة لكلّ العرب، ممّن يأتون من خارج مكّة في المواسم المختلفة.
وقد كان مقر الدعوه الأسلاميه السريه في بيت السيده خديجه وبسبب زياده اعداد المسلمين انتقل مقر الدعوه إلي دار الأرقم ابن ابي الأرقم، فقد كانوا يجتمعون في داره ويتعملون أحكام الإسلام، ووقع الأختيار علي دار الأرقم ابن أبي الأرقم لانه كان من قبيله بني مخزوم التي كانت في حرب مع قبيله بني هاشم، كما ان الأرقم لم يكن معروفا بإسلامه، وكان صغيرا فلم يكن يتعدي عمره سته عشر عاما وقد كان من المتوقع أن يكون اجتماع المسلمين في بيت من بيوت كبار الصحابه.
و كانت الجزيرة العربية تتّصف بالقبليّة والعشائريّة، وكانت قبيلة قريش شأنها شأن العرب في ذلك، ومع هذا فقد اتّسعت رقعة الداخلين الأوائل بالإسلام، بحيث تعدّت الدعوة الإسلاميّة قبلية قريش، فلم يكن نصيب بني هاشم من المسلمين الأوائل أكثر من القبائل الأخرى. وقد أسلم في المرحلة السريّة ستون صحابيّاً، من قبائل مختلفةٍ كان أوّل من أسلم السيدة خديجة بنت خويلد، زوجة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، ثمّ أسلم أبو بكر الصدّيق من قبيلة تيم، ثمّ عليّ بن أبي طالب من بني هاشم، ثمّ أسلم عثمان بن عفّان من بني أميّة، وعمر بن الخطّاب من بني عدي، وعبد الرحمن بن عوف من بني زُهرة، وعثمان بن مظعون من جُمح، والزبير بن العوّام من بني أسد، وأبو عبيدة بن الجرّاح من بني عامر.
تعليقات
إرسال تعليق