القائمة الرئيسية

الصفحات

 نص: رسالة إلى صدق

الكاتبة: أماني المنجد 

 إسم المصحح: فاطمة سيد

غلاف: مي خيري

وجاهدْ، حتى تَكُنْ ذلك الصديق الوفيّ المُخلص الذي يتلقّى هذه الرسالة يومًا…

إليكَ أكتبُ يا رفيقَ روحي، يا أنيسَ وحدتي، ويا صاحبَ سرّي، إلى من كان معي في أحزاني قبل أفراحي، وعند سقوطي قبل ارتقائي…

عندما عثرتُ عليك أدركتُ أنّ الله عوّضني عن غدرٍ تلقّيتهُ في أيامي، أنّ الله عَلِمَ كم تألّمتُ فبعثك لي كبلسمٍ لأحزاني، وجودكَ في حياتي أَحيا روحي بعد أن ذَبُلتْ كورقةٍ في خريفِ العمر، وقوفكَ إلى جانبي عند شدّتي وبلائي كان عزاءً لي وقوّةً لأُتابعَ نضالي، إنصاتكَ لي وتحمّلك لي في أصعبِ أوقاتي جعلني أخجلُ من دمعي إذ يؤلمك قبل أن يؤلمني، يُضيّقُ عليكَ الآفاقَ ويُشقيكَ حسرةً في انتظارِ ضحكتي وابتسامتي! 

لا تخفْ؛ لم أنسَ لك سرورك الكبير وابتهاجك اللامع عندما حققتُ ما أصبو إليه، لقد بدوتَ من شدّة سعادتك يومها وكأنَّ الانتصار يخصّك وأنَّ الإنجاز لك وحدك، لم أركَ يومًا بمثلِ تلك السعادة والبشاشة، لقد طُبِعَ وجهك آنذاك في ذاكرتي إلى الأبد، ولكنني تحدثتُ أكثر عن وقوفك معي في أحزاني؛ لأن المرء في هذه الأوقات يصبحُ هشًّا قابلًا للكسرِ بسهولة، وإذا لم يجد من يحتويه ويضمّه بقلبه قبل حضنه، صدقني سيخسرُ نفسه ولن يستعيدها مرّة أخرى!!


أماني المنجد |همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع