نص : لِمَ أنا ؟
الكاتب : هاجر إبراهيم
إسم المصحح : منار مجدي
فيه غلاف: مسك احمد
لا أدري لماذا؟! إلا أني رغم شعورى ببلوغي أقصى درجات الرضا عما آلت إليه أموري لازلت أمرُّ بفتراتٍ أخشى أن أفقد إثرها هذا الرضا ..
أمرُّ بمواقف و أشخاص يجعلونني أتمنى لو لم أكن موجودًا قط ، يجبرونني على السماح لجانبي المظلم بالظهور ، أنا التي أبذل قصارى جهدي كي لا أظهره لأحد !
أنا شخص يعشق إلقاء اللوم على نفسه و يكره تحميل الآخرين للمسؤولية حتى لو لم أُظهر ذلك حقا و أقف متعجرفًا أجزم أنني لا أُخطيء؛ ففي داخلي أعي تماما خطأي و أوبخ نفسي على ارتكابه إلا أن كبريائي لا يسمح لي بالإعتراف بذاك علنًا ..
فلماذا إذا .. و لِمَ أنا .. لماذا لازلت ألتقى النفوس المشوهة الملطخة بالسموم التى تنثرها عليَّ و تلصقها بي و فوق كل ذلك تتهمني أنها من فعلي أنا و أنه ليس لها يد في ذلك !! و ربما يقتنع عقلي و أبدأ بإلقاء اللوم على نفسي !
أحاسبها على ما لم تفعل و أوبخها على ما لم يكن بيدها حيلة تجاهه ، أقسو عليها و أظلمها مرارًا و تكرارًا فى محاولة بائسة للحفاظ على علاقاتٍ سامة لا تجلب لي إلا الأسى ..
أي حب هذا الذى يتحمل فيه المحب هذا العناء ؟
أي صداقة تلك التى يخسر بها الصديق روحه بلا داعٍ ؟
أي حياة تلك المليئة بالضغوط و الآلام التى لا فائدة منها ؟
أدركت أخيرًا أنه ربما عليَّ السماح لقلبي بأن يرتاح ، أن يترك الأمور تجري حتى تجد مرساها .. ألا يكترث لكل هذا الهراء و أن يحفظ نفسه لنفسه و بنفسه .
أدركتُ أنه إن لم يرغب ربَّان السفينة فى إنقاذها ، فمن الأفضل مشاهدتها و هى تغرق فى صمت دونما محاولة لانقاذها و أنت على متن سفينة أخرى ..
تعليقات
إرسال تعليق