القائمة الرئيسية

الصفحات

حوار صحفي مع المبدعة الشابة: رولا الفلاحي

 حوار صحفي خاص بجريدة هَمَجْ لَطِيف
حوار صحفي مع المبدعة الشابة: رولا الفلاحي

الصحفية:سبأ العامري



كل يومًا نجوب في بساتين الإبداع و الأدب؛ نفتش عن زهرةٍ لإكتشافها، نخرجها لنور؛ ليرى العالم جمال ما تحمل من أحاسيسٍ و حياة.


مبدئيًا نرحب بكِ ضيفتنا في جريدتنا، نريد أن نعرفك أولًا

لجمهورنا. 



ــ الاسم/رولا عادل الفلاحي.


ـــ العمر/ثمانية عشر خريفًا.


ـــ البلد /اليمن (ذمار)


ـــ المهنة/لا شيء حاليًا، فأنا هَذا العام أسعى إلى تطوير ذاتي في الكِتابة.

ـــ الهواية/ الكِتابة، صِناعة الحلويات.



ـــ نبحرٌ الآن في عالمك الأدبي، نراكِ عن كثب، يُقال: أن الكاتب ما هو إلا بحر غامض؛ ما يكتبه إلا قطرات من كومة مشاعر!


ـــ كيف كانت بدايات رولا الفلاحي مع الكتابة؟ 

- كَانت بداياتٌ جميلة سعيتُ لِتطويرها كثيرًا، ولأنني مِن مُحبي الكِتابة؛ كُنت أشارك في كُلِّ المُسابقات التي تُقيم، وأسعى إلى تطوير ذاتي بالنقد البنّاء، وقِراءة الكُتب بإستمرار، حتَّى تمكنت مِن الكَتابة في وقتٍ قصير.



ـــ متى عرفتِ أنكِ كاتبة أدبية؟

- عِندما تلقيت أول صفعة خُذلان مِن شخصٌ عزيز؛ فالألم أيضًا يولدُ الحروف وكأنها منبعٌ للبوح

عرفتُ أنني كَاتبة مِنذُ عامي السابع عشر



ــــ من هوَ الداعم الأول في إبداعك؟ 

إن كُنت تقولين أول؛ فأنّا أول داعمةً لِذاتي حتَّى أصبحتُ مُتمكنه بشكلٌ كبير في مجال الكِتابة، ولكنني أصبحتُ أرى الكثير مِن الداعمين لي في الوقت الحالي، ومِنهم أُختي وأبي الذينَ قاموا بِطباعة عشرون شهادة ورقي حصلتُ عليها مِن المُسابقات التي كُنت أفوز فيها، والكثيرُ مِن الصديقات الألكترونيات والواقعيات، وصديقات الدراسة أيضًا.


ـــ هل تتذكرين أول حروف تم تسطيرها على ورقٍ، و لم تمحى من خيالك، ماهي؟

 وكيف لا أتذكرهَا وقد كُتبت بنزيفُ قلبي!

كَانت أول بداية لي في الكِتابة 

- قلتُ فيها: تِلك الوعود كَانت كَاذبة، وما كُنا إلا مجرد وسيلة تم فيها الأستمتاع بِمشاعرنا فقط.


ــــ ما بحوزة رولا الفلاحي اليوم من أدب؟


- أنَّا امرأة مخلوقةٌ مِن طين، مولودةٌ مِن براكين التعب، تستطيعُ فعل كُلِّ شيءٍ في هذهِ الحياة فقط بإرادتها، يحتويها الكثيرُ مِن العناد، والقليلُ مِن الغموض والتمرد، تعشق العُزلة كثيرًا، وتنجذبُ للظلام أكثر، سوداويةٌ في كُلِّ شيء عدا نقاء قلبها، حاولتْ كثيرًا أن لا تجعلهُ طيبٌ وحنون، ولكن في كُل مرة تحاول يزدادُ لينً وحنان، ويأبى أن يقسو على أي شخصٌ مهما أذاه؛ فهوَ يقسو عليها فقط، رُبما لأنها تُريد تشويهه بِالون الأسود، وهوَ عكسُ ذلك!.



ـــ يقولون: أول صدمة تكون لها صدى في روح الإنسان؛ ندوبها لا تغتفر، أما لو كانت مصحوبة بضجيج في الأرواح فإنها تسحق الروح و تجعلها تتلاشى، برأيك ما الذي يجعل الروح تتلاشى و تتوه عن ذاتها؟ 

- الخُذلان؛ فهو أشبه برمشٍ دخل عين شخصٍ مبتور اليدين.



ــــ كيف يعكس الكاتبات بحروفهِ سطور دافئة، هل يشترط عليه أن يكن بعوالمه دفء و حياة، و داخله زمهريرًا، أم على الكاتب في كل حال أن يبث الأمل على الدوام لو كان على حسب نفسه؟ 

- في الحقيقة، مهما كتب الكَاتب عن التفاؤل ليبثُ الأمل لِمنهم حوله فأنهُ لا يستطيع، سيأتي يومٌ وتخونهُ مشاعرة، سيكتب عن الحُب، الألم، الخُذلان، وكُل التجارب الذي عاشها

الحياة يَا عزيزتي مُرة على الكَاتب؛ لأنهُ يستطيعُ فهمها والتعبيرُ عنها بِكُلِّ شفافيةً ووضوح.



ــــ كيف باحت رولا في بوح كاتبات، هل بحت و استرحتِ، أم ضلت الكلمات مخبأة في حنايا الفؤاد لم تخرج بعد للعلن؟ 

- كَانت مُشاركتي في كِتاب بوحِ كَاتبات مُتسرعة قليلًا، ولكنني بُحت حقًا، تولدت كلماتي مِن عُمق الفؤاد؛ لأكتبُ حينها عن الحُب والألم والفُراق معًا، أندهشت عِندما قرأت كلماتي على ورق الكِتاب، ولكنني لم أندم أنني بُحت حقًا بِما كُنت أشعر.


ــــ زيتونةٌ حمراء مخضبة، ماذا تقولين عنها لكي تعود خضراء في بساتين أرضها مزهرة؟ 

- أيتها الزيتونةُ الجميلة رُغم تشويهك: سيأتي الغد المُشرق للعلن عن تحرير أرضكِ الطيبة، فلا بأسٌ عليكِ ولا يأس، فالله معكِ، ونحنُ كَافة اليمنيون معكِ، لن نترككِ إلى قيامُ الساعة؛ فـ لقد رضعنا حُبَّكِ معَ حليبُ أُمهاتُنا.


ــــ ضِماد، الضِمادات تختلف بنسبة من إنسان لأخر، ماهو ضِماد رولا المختلف بنسبة لها عن الآخرين؟

- العُزلة؛ فهي وطنٌ للأروحُ المُتعبة، أصبحتُ أرى في العُزلة نجاه مِن كُلِّ هول ما أشعرُ به، هيَ راحة لا نهاية لهَا، نفرُ إليها مِن شتات هَذا العالم البائس. 



ــــ السطور قد تئن تخرج من فوه قد عٌل من وجوه الحياة البائسة، كيف للأنسان أن ينجو من أنينه؟

- أنين السطور ليسَ إلا نقطةٌ مِن أنين الروح، والروحُ يهدأ أنينها بِالقُرآن الكريم، كُلما قرأت جزءً تئن روحي ولكن ليسَ وجعًا وإنما سعادةً وطمأنينة.



ـــــ الحروف التائهة قد يلتقطها قارئ ما، ينجذب إليه؛ تشبهه، فالإنسان يكتب عن أخيه الإنسان، ماهو النص الذي وجدتِ نفسك به؟

- تائهة كَطفلةٌ ضائعة أورقها الحنين لخيال أُمها، خرجت في ظلام الليل القاتم، وتعثرت في الطرقات الوعرة؛ لِتزور والدتها ولا تعلم في أي قبرًا هيَ!

#رولا_الفلاحي.



ـــــ لعنة الحنين دامية لقلب المرء، لا تنقذه إلا بماذا؟

- ( إلا بِـ اللقاء )



ـــــ هنالك جانبين للبشر جانب مظلم يخفيه عن الآخرين، وجانب مضيئ يُريه الآخرين، كيف للإنسان أن يمزج هذان في آنٍ واحد؟

- عِندما يشعرُ الإنسان بالأمان والطمأنينة تِجاه الأشخاص الذينَ يُقابلهم

فهُناك الكثير ممن يرون الجانب المُظلم ويحكمون على الشخص مِن خلال وجهة نظرهم في ذلك الجانب، وهُناك الجانب المُضيء الذي يظهرهُ المرء للأشخاص الذينَ يحبهم ويأتمن وجودهم في حياته.



ـــــ مما يفيض الشعور؟

يفيضُ الشعور بالألم والحُزن وكُثرة تجارب الإنسان في مشقاتُ الحياة.




 ــــ بما أن بحوزتك كتب ورقية: ضجيج أرواح تائهة، سطور مِن دفء، بوح كاتبات، زيتونةٌ حمراء مخضبة، ضِماد

 والإلكترونية: أنين السطور، حروف تائهة، الخفايا، فيضٌ مِن الشعور، ضجيجُ قلبي، أنينُ الحنين. 

و كذلك مشاركتك بالكتاب ربما أنت المقصود، لديك مشاركات أدبية في العديد من المجمعات الأدبية، هل لديك مساعي أكبر في تسطير روحكِ و مشاعرك في ورق أكثر؟

- أكتفيت وتوقفتُ عن المُشاركَات في الكُتب المُجتمعة، سواءً كَانت ورقية أم إلكترونية، فأنا الآن أُريد أن أتنفس عُبق كِتابٍ يحتوي اسمي فقط، أتلمس صفحاتهُ الملساء، أقرأ حروفهُ وأتأملها كثيرًا؛ وكأنها المرة الأولى التي أقرأ فيهَا كِتاب، وسأفعل ذلك قريبًا بإذن الله.



ـــ علمتُ أنكِ فتاة متعددة المواهب في الكتابة الأدبية، نصوص المقالات، الشعر الحر، الرسائل، الخواطر ، وجانب آخر بصناعة الحلوى، كيف وجدتِ نفسك بكل هذه الأمور؟

التجارب هيَ مَن صنعت مني كُل هذهِ المواهب، وأيضًا مِنذُ طفولتي وأنا أُحب قِراءة الكُتب، والأدب بِشكل عام، فأنا أعشق كِتابة الخواطر؛ لأن الكثير يجدون أنفسهم فيها،

وأُحبُّ كِتابة النصوص لِمواساة ذاتي، فأكثرها تُعبر عني، 

وأكتب الرسائل؛ لشخصٍ مجهول الهوية، لا أجدهُ في حياتي!

وأحببت الشعر لأن عائلتي لديهم هذهِ الموهبة، ومِنهم أختي وعمي الذي أشتهر في مواقع التواصل، والقنوات التلفزيونية

أما صِناعة الحلوى كُنت أصنعها وأشكلها في صغري بمادة الصلصال، وعِندما تقوم أمي بصنع الحلوى أجلسُ بجانبها وأتأمل كُل التفاصيل، تمنيت كثيرًا أن أكبر لأصنع الكثير مِن الحلوى اللذيذة مثل أمي، وهَا أنا كبرت وأصبحت أتقن صنع كُلِّ أنواع الحلويات.


ــــــ بما يشبهه فن صناعة الحلوى، فن ألقى حرف على سطر؟ 

- فن صِناعة الحلوى: أشبه بمن يفتقد نفسه ويجدها في آنٍ واحد.


- فن ألقى حرفٍ على سطر: أشبه بحلمٌ مُرهف نسجّتهُ بخيوط الحنين والعواطف الصّادقة.


ــــ بعض الرسائل لا تمحى من الذاكرة، لو مر عليها ألفي عام، هل هنالك رسالة تلقيتِها أم كتبتيها و عبثت بفكرك؟

لم أتلقى أي رسائل مِن أحد، كُلها مِن محضُ خيالي الواسع و السخيف. 



ــــ عندك حواف الحياة، متمثله بمشهد واحد، و لكنها مدمرة، كيف ستنسقيها و ترجعين بها الحياة؟

- طُرقات الحياة وعرة جدًا، ونحنُ من سنصلح تِلك الطُرقات بإستقامة نفوسنا، وتمسكنا بديننا، وعدم اللجوء إلى أي شيء يغضب الله مِنا، حينما يرى الله الإنسان مُستقيم النفس، نقي الروح، يجاهد في هذهِ الحياة لإرضائهُ فقط؛ يزرع في قلبهُ الأمل والتفاؤل ليُكمل السير في هذهِ الحياة آمنٍ مُطمئن.

ــــ ما ستفعلين إذا أعطيتٌكِ بلور شفاف، بجانبه أقلام ألوان، أدوات حادة؟

سأرسم قلبً نظيفً أبيض اللون، ثُمَّ سأقوم بتمزيقُ ذلك القلب إلى أشلاءٌ صغيرة بالأدوات الحادة، حتَّى يختلط لونهُ بالأحمر والأسود معًا

وأكتب في الأسفل: 

"كسروه كم كسروه!، ثُمَّ قالوا: أسفٌ عليه وأهجروه، لا يعلمون حين دمروه، بأنهم صنعوا مِن حاملهُ شخصٌ قويٌ حرروه، فلم يعد قُربهم يعنيه، ولا بُعدهم يشقيه، أصبح يعيش بقلبٍ ينبض دون أن يشعر.


 

ـــ يٌقال: من فقد جزء منه، عوض بآخر ، كذلك الأمنيات، هل بإعتقادك مجال الكتابة عوضك نوعًا ما عن شغفك الجامعي؟

- الكِتابة شغفٌ لا حدود لهُ مِن الفناء، ولكَن شغفي الجامعي مَا زال آتي وسأحققهُ كمهنةٌ فقط سأحتاجها للأيام.



ـــ ما هو ردة فعلك عندما يأتيك تعليق سلبي عن ما تكتبيه؛ فالبعض يراها غباء و هباء؟ 

- إن كان ما كتبتهُ جميل ونال إعجاب الكثيرين وأتى شخصً يعلق بسلبية بحتة فلا أرى فيه إلا الحقد والمرض، أما إذا كان نقد على ما كتبته فسأستقبلهُ بِكل صدرٍ رحب، فالنقد البنّاء هو ما يصنع الكَاتب 

والتعليقات السلبية تجعل كِتاباتنا أقوى بكثير لِنثبت لهم عكس تعليقاتهم.



ـــ رسائل في دروب الكاتب، يلتقطها العابرين في دربه.  


ـــ ماهي رسالتك لرولا الفلاحي؟

أفتقد لذاتكِ القديمة وبشدة،

روحكِ المرحة، وضحكتكِ العالية، ووجهكِ البشوش، وإبتسامتكِ الدائمة الجميلة، 

لا شيء أصعب مِن أن يفتقد الإنسان نفسهُ لِنفسه، تنطفئ في عمقهُ روح الحياة ووهجها، تنطفئ فيه شمعةُ الأيام ويحلّ محلها الظلام حتَّى في النهار، ليتكِ تعودين كما كُنتِ سابقًا، فأنا أفتقدكِ، أفتقدكِ كثيرًا.



ــــ ماهي رسالتك للأدباء؟

- أنتم الروح الفائِضة لهذا الوطن، فعبركم تتسرب الكلمات على هيئة ضِماد لِكُلِّ الأرواح التائهة، تجعلون الكثير ممّن لا يستطيعون البوح بمشاعرهم يجدون أنفسهم في حروفكم الجميلة والمعبرة، أرجو مِنكم أن تواصلوا مسيرتكم الأدبية، وأتمنى أن يُحالفكم الحظ والتوفيق دائمًا وأبدًا.



ـــ ما هي رسالتك للإنسان؟

- لا تقسو على روحك كثيرًا، فلن يفيدك أحد بعد كُل ألمٌ تعيشهُ وحدك، ولن يقاسمك أي شخصٌ سعادته، أختر نفسك دائمًا وأجعلها في أولوياتك، ستبدو ثابتًا وقويًا مِن الخارج، وإن كان في القلب شيءً يدعو للإرتجاف، عندما تختر نفسك ولا تُفكر بأحدٍ سِواها سيشتعلُ في قلبك بصيصٌ مِن الضوء؛ لينير لك طريقك ويعيدك إلى نفسك التي كُنت عليها، حافظ عليكَ أرجوك، فأنت أمانةٌ لديك.


ــــ ماهي رسالتك للحياة؟

لن تُعثريني ما دُمت أمشي على أرضكِ وأدوسُ فيهَا، وأعلمي جيدًا بأنني سأتحداكِ، وسأواجهكِ بِكُل ثباتٍ وقوة، ولن أرحل مِنك إلا بعدما أحقق ما أُريد إنجازه، فلستِ إلا حياةٌ فانيه، لن تغرني تفاصيلكِ مهما كَانت، ما دُمت أسعى إلى إرضاء خالقي، ومِن ثُمَّ نفسي، وكفى!.




ــــ ماهي رسالتك لمجلة وهج لطيف؟

أشكر مجلة وهج لطيف كثيرًا على إستضافتها لي لهذا اليوم، وأتمنى لهَا السعادة والتوفيق الدائم، وإلى الأمام دومًا في تحفيز المُبتدئين أمثالُنا.







ـــ إلى هنا إنتهى حوارنا مع ضيفتنا الجميلة رولا الفلاحي في جريدة همج لطيف، أسعدتنا بهذا الحوار الجميل، و أن دل أنما دل على جمال مكنونك، نتمنى لك التوفيق الدائم.


سبأ العامري|همج لطيف 

تعليقات

التنقل السريع