القائمة الرئيسية

الصفحات

 مقال: شمس المعارف الكبرى
الكاتب: عمر سعيد

 تصميم: ريم صالح 


لا نُطل المقدمة اليوم، ما ننتظره قد حان موعده، حاولت الابتعاد وتجنب العالم الخطير الذي دمر حياة أناسٍ وقلبها رأسًا على عقب، ولكن هيهات فلا مفر إن لم نؤمن بهذا العالم، فهناك من أمن به، بل ومارس محرماته، ولا مفر من فضح دناءة أفعاله .. لنستعد؛ لأننا سنذهب في جولة في أخطر العوالم عبر الكتب .. كتاب شمس المعارف الكبرى.

أحبابي كالعادة حين نتطرق لمواضيع كتلك _ الجن _ بالأخص خذوا المعلومات وابتعدوا عن هذا العالم، موضوع اليوم الذي ينتظره أغلبكم والذي يعتبر الأخطر، فإن أمنتم أم لم تؤمنوا بما يسرد في التفاصيل، فالكتاب عُرف بل كان ولا زال الأكثر شهرة في أوساط من يمارس السحر الأسود، إذا صح التعبير أصحاب القلوب السوداء، المتعمدون الآذى بأبشع أنواعه، وما كنت لاتناول هذا الموضوع إلا لتلبية الطلبات المتكررة؛ لذلك وجب البحث والغوص في التفاصيل، مقالنا اليوم سنحاكي من خلاله أحد أخطر الكتب القديمة، والتي كانت ولازالت موضع بحث ودراسة حتي يومنا، كتاب آثار الكثيرة من الحيرة .. الجدل .. الدهشة؛ بسبب محتواه الغريب والغاية منه أدت لتحرمه المُطلق، كتاب لكاتب هو الآخر آثار الجدل في أوساط علماء المسلمين، استخدامات الكتاب والتجارب التي مر بها، من استخدمه هو محض اهتمام؛ بسبب كمية الغموض والرعب المُحملة في طياته، لا أُطيل أكثر .. لنأخذ نفسًا عميقًا ولنبدأ:


كتاب شمس المعارف الكبرى أو شمس المعارف ولطائف العوارف، هو أكثر الكتب إثارة للجدل بالعالم الإسلامي، هذا الكتاب ذو 577 صفحة يحمل في طياته الكثير والكثير من المواضيع والفصول الغريبة _ العجيبة_ والتي سنصل لها في سياق المقال، صاحب الكتاب ( أحمد بن علي بن يوسف البوني المالكي) المعروف ب ( أبو العباس البوني) المولد في مدينة بونة والمعروفة حاليا باسم ( عنابة)، ولد البوني عام (520 هجريًا) وتوفي عام ( 622 هجريًا) أي أنه عاش (102عام)، عُرف عن الكاتب ( العلم، المعرفة، حب الترحال)، بدأ دراسة وحفظ القرآن الكريم في مدينة تونس وتفقه في المذهب المالكي، انتقل من هناك للأندلس حيث ألتقي ثُلة من علماء المسلمين ( أحمد بن جعفر الخزرجي السبتي، ابن بشكوال، أبا القاسم السُهيلي) انتقل بعدها للقارة الأفريقية حيث وصل لمصر وتحديدًا الإسكندرية حيث أيضًا ألتقي ثُلة من العلماء أبرزهم ( الحافظ بن طاهر السلفي) ومن الإسكندرية لقاهرة المُعز والتي أصبحت موضع إقامته في عهد الخليفة العاضد لدين الله، لينوى بعدها الإحرام فيخرج لأداء فريضة الحج في مكة المكرمة، عند فراغه من الحج قرر البوني محب الترحال استكمال جولاته متجوهًا لبيت المقدس ثم دمشق الذي كان لقائه ب ( الحافظ أبي القاسم بن عساكر) ومن أرض الشام انتقل لأرض الرافدين فزار واسط ثم بغداد الذي لقي فيها ( الحافظ أبا الفرج بن الجوزي)، عاد من أرض الرافدين لبيت المقدس ومع اقتراب موعد الحج يتجه لمكة والحج للمرة الثانية، وبعدها لمصر، تابع البوني تنقلاته ولكن هذه المرة لتونس التي عمل فيها واعظ وإمامًا ليعود بين الحين والآخر لمصر حتى توفي في القاهرة (622 هجريًا)، إضافة لترحاله المُتواصل عُرف عنه حبه للإعتكاف وحيدًا معزولًا عن البشر، فكان يقصد الجبال والكهوف والبراري وبالأخص جبل يُقال له ( ماكوض) شرق تونس دون ونيس أو أنيس، فيقضي أيامه ولياليه عابدًا، متجاهدًا ممسكًا عن الطعام وبسبب هذه العزلة خرج بعض الأصوات التي قالت أن عزلته في الجبال والبراري منحته القدرة على مخاطبة (الجن)، الذي بحس هذه الآراء كان لهم الدور الأكبر في تعليم البوني علم الفلك والعلوم الآخرى المساعدة له على التنبأ بمستقبل الأمم القادمة، كما أن الجن من ملوك وخدام سنتعرف عليهم في سياق المقال، كان لهم دورًا في تلقين البوني محتوى شمس المعارف بحسب ما تواتر عبر السنوات، الغريب في الأمر أن البوني له ما يقارب (٤٠ كتاب) تعتبر من الكتب المهمة في عالمنا الإسلامي، وبعضها مازال متداول حتى اليوم منها ( كتاب الوعظ يتداول في أفريقيا، شرح أسماء الله الحسنى في مجلدين كبيرين، كتاب اللامعة النورانية، كتاب الأنماط ... إلخ)، فكان حتمًا السؤال البارز: ما الذي دفع عالم فقيه تتلمذ على يد كبار الفقهاء وله من المؤلفات الكثير المفيد، أن يكتب كتابًا بعيد كل البعد عن محتوى مؤلفاته السابقة؟

ما طرح فكرة أنه من الممكن ألا يكون البوني هو كاتب الكتاب وتم ربط الكتاب به نظرًا لحبه للعزلة والوحدة! إلى أن الرأى السائد عند أغلب المؤرخين والعلماء أن ( أبو العباس البوني) هو بالفعل من قام بكتابة الكتاب.

فما هذا الكتاب؟ أو بالأحرى ما هو محتواه الغامض والمثير للجدل؟ لنقرأ بتمعن شديد .. لنبدأ: 

شمس المعارف لا تاريخ محدد لكتابته، إلا أن أول مخطوطة لهذا الكتاب تم خطها ما بين العامين (١٦٧٩_١٦٨٨م) ما يوافق تسعينيات القرن الحادي عشر الهجري دون تحديد هوية من قام بخطها.

عام ١٨٩٥م قام الكاتب اللبناني ( عبد القادر الأدهمي) بإعادة وضع مخطوطة للكتاب وأضاف إليه ٤ فصول كتعقيب على الكتاب.

أما أول نسخة تم طباعتها في عصرنا الحديث كانت عام ١٩٨٥م في المكتبة الشعبية في بيروت لينتسر بعدها الكتاب وغرائبه انتشارًا عجيبًا، ولكن ما سر الكتاب، ما هو المحتوى الذي آثار حوله كل الجدل والغموض وجعله مادة دسمة لمحبين الخوارق والماورائيات؟

أجدد الإشارة كل ما سأذكره هو ما توصلت إليه من خلال بحث في مختلف المصادر التي استندت للنسخ المتوفرة وأحدها موجودة في ( المتحف البريطاني كما يُقال)، أما النسخة الأصلية غير موجودة والسبب سيكون أحد النقاد التي سنتحدث عنها خلال مقالنا.

الكتاب ذو ٥٧٧ صفحة مقسم لأربع أجزاء موضوعة في مجلد واحد، يحتوي الكتاب على 40 فصل، وكل فصل يناقش ويبحث في موضوع معين، سأذكر أبرز هذه الفصول، أما ما سيفاجئ الجميع عنوان الفصل السابع نتذكره جيدًا.

يبدأ الكتاب بمقدمة للكاتب يحمد الله ويشكره على نعمه، جاعل الكتاب صدقة لوجه الله تعالى وفي المقابل حذر الكاتب من التهاون بالكتاب واستخدامه دون معرفة أو من قبل أناسٍ غير مختصين بما يحتويه الكتاب في دلائل واضحة على احتواء الكتاب على أنور غير طبيعية، ومعرفة البوني الكاملة بذلك، فهيا نصل لفصول الكتاب.

كل فصل يتناول على حدى أبرز المحتويات فمثلًا ( الكتاب يفسر الحروف العربية ويربطها بالحروف المعجمة وهذا ما يخص الفصل الأول) والذي يحمل عنوان: في الحروف المعجمة وما يترتب فيها من الأسرار والإضمارات)، أما منازل القمر وأحوال الأبراج وقصائصها فهي متناولة في الفصلين الثالث والرابع تحت عنواني ( في أحكام منازل القمر الثمانية والعشرين الفلكيات) و ( في أحكام البروج الإثني عشر ومالها من الإشارات والإرتباطات) على التوالي.

الكتاب يحوى الكثير من الآيات القرآنية والسور على سبيل المثال: 

( الفاتحة، يس، وآيات كهيعص والكرسي) بالإضافة لخواص كل منها وكيفية الاستفادة من هذه السور، والآيات وهو ما نجد له تفصيلا في الفصول ( الخامس والتاسع والعاشر والثالث عشر والسابع عشر والثامن عشر والعشرين)، ذكرت سلفًا أن البوني محبًا للعزلة والإعتكاف فبالتالي لابد من تخصيص فصلًا للموضوع، وهو ما نجده في الفصل السادس تحت عنوان ( في الخلوة وأرباب الإعتكاف المواصلة للعلويات).

ولكن كل هذا يبدو طبيعيًا حتى نصل للفصل السابع والذي يحمل عنوان غريبًا ( في الأسماء التي كان النبي عيسي يحيي بها الأموات) لتبدأ هنا معالم الغموض للإنبثاق ثم يأتي الفصل التاسع عشر بعنوان ( في خواص بعض الأوفاق والطلسمات النافعة) ليؤكد على غرابة محتوي الكتاب، وبالطبع كما استنتجنا فإن الكتاب يحوى عددًا كبيرًا من الطلاسم الغريبة والوصفات السحرية والأشكال الهندسية مرتبطة كلها ببعضها دون تحديد الهدف أو الغاية منها، أُضيف لذلك كتابات غير معروفة وغير مفهومة اللغة تضم الأحرف مع الأرقام والأبراج وكل هذا يتم ربطه بطريقة ما مع آيات القرآن الكريم والأدعية وأسماء الله الحسنى .. حقًا غريب.

موضوع من الكتاب أردت أن أخبركم بفحواه فالبوني قام بربط العناصر الأربعة المعروفة ( الماء والهواء والتراب والنار) كما ذكرها في البداية سُقراط مع ما أسماهم ب ( الأخلاط الأربعة) والتي وضع نظريتها ( ابقراط) هذه الأخلاط هي:

(الصفراء _ الكبد_، البلغم _ العقل_، الدم _ القلب_، السوداء _الطحال _)

وهي جميعها موجودة في جسم الانسان، فكان الربط بينهم كالتالي:

( الدم الساخن جاف كالنار، الصفراء حادة ورطبة مثل الهواء ومسكنها المرارة، والسوداء باردة وجافة مثل الأرض ومسكنها الطحال، أما البلغم فهو بارد ورطب مثل الماء ومكانه الرئة)؛ وبالتالي فبحسب البوني أي اختلال بين العناصر الأربعة يؤدي حتمًا لاختلال في الأخلاط وبالتالي اللحاق للآذى والأمراض جسم الانسان، أمر غريب لقتني وأنا أقرأ بعض من التفسيرات والأبحاث التي تناولت ما ورد في هذا الكتاب والأمر يتعلق بالملائكة الكرام، فبحسب كتاب البوني، فإن كل ملك من الملائكة له يوم مخصص في الاسبوع كما وأن كل واحد منهم له شكله الهندسي الخاص، فمثلًا: 

١) جبرائيل عليه السلام: له يوم الإثنين والشكل الهندسي ( المُسبع هو رمزه الخاص) 

٢) إسرافيل: فالخميس يومه والمربع رمزه.

٣) ملك الموت عزرائيل له يوم السبت ويختص له شكل المثلث.

٤) ميكائيل يأخذ يوم الاربعاء مع الشكل المثمن.

وكل هذه مواصفات تدخل في التعاويذ والطلاسم أو الأوفاق_ كما سماها البوني _، هذا بالنسبة للملائكة، أما بالنسبة للجزء الأغرب والذي يتعلق بالجن .. لنستعد: 

نصل للجزء الأغرب من محتوى الكتاب وهنا سأتحدث عن الجن وملوكهم وتوابعهم الذين بالطبع لهم نصيب من الكتاب، وبالأخص إذا صح ما ذكرته حول علاقاتهم بالكتاب، فنجد ذكر بعض أسماء ملوك الجن والمفاجأة مدى التشابه بين اسمائهم واسماء الملائكة، وكل واحد من هؤلاء الملوك _ ملوك الجن_ له يومه المخصص وكوكبه الذي يحكمه، كالتالي: 

١) روقيائيل: حاكم فلك الشمس وصاحب يوم الأحد.

٢) جبرائيل: حاكم القمر، ويومه الاثنين.

٣) المريخ يحكمه الملك سمسمائيل، ويختص بيوم الثلاثاء.

٤) ميكائيل: يحكم عطارد وله يوم الأربعاء.

٥) الخميس وله الملك صُرفيائيل ويحكم المشتري.

٦) عنيائيل: يحكم الزهرة ويومه الجمعة.

٧) وأخر يوم _ أي السبت_ الملك كسفيائيل والذي يقع زحل تحت حكمه .. حقًا مرعب.

وبالطبع كل ملك من ملوك الجن العلويين كما أسماهم الكتاب لهم وزراء وخدم في العالم السفلى ينفذون أوامرهم ويخلصون أمرهم، هل خمنا أين يقع العالم السفلي؟ نعم! إنها الأرض أيها السادة، وكل ما سأذكره لاحقا من أسماء بعض الخدم ومهامهم، هو بحسب ما ورد في الكتاب وبحسب النسخ التي يدعى أصحابها أنها وصلت إليهم من أجدادهم، نبدأ مع : 

١) زنقط: والذي يحضر على شكل قط أو نمر.

٢) ننتقل إلى ما يسمى بالأسد الغضوب: من يستعين به المشعوذون في أعمالهم لجهة إلقاء الكره والبغضاء وصولًا للتفريق بين المرء وزوجه.

٣) حاله كحال الجني (سنجاب) ذو الأكثر من ذراع.

٤) وآخر يُدعى ( عزازير): من يستحضره من البشر يحن أن يكون نجسًا ويشترط عليه هذا المخلوق من الجن أن يسجد له؛ حتى يحقق له ما يريده.

٥) إن كنت في خلاء ورأيت قط أسود فقد يكون هذا القط أحد الحن يدعى ( زيتون) ينتظر من قام بإستدعائه من البشر لتلبية رغباته.

الخادمات الإناث بالطبع لهم دور في الكتاب والأعمال والتعاويذ فنجد ذكرًا إلى:

١) ذات المحاسن: والتي تحضر في المقابر وعفوًا على ما سأذكره أو إذا صح القول عما سأنقله كما ورد: ذات المحاسن تطلب ممن استدعاها معاشرتها جنسيًا وتقع في غرامه وتُقعه في غرامها حتى الزواج والجائزة تكون تحقيق كل ما يريده ويتمني.

٢) خادمة أخرى تسمى ( نائلة ذات الشعور المائلة): وسبب التسمية هو شعرها الطويل الذي يغطيها من رأسها لقدميها وهي أيضًا لتلبية الرغبات بعد قراءة تعاويذ معينة، الأصح أن كل مخلوق من الجن ذكره الكتاب له تعويذته وطلسمته وطريقته الخاصة في الاستدعاء.

بالطبع أنا لا أتنبى شيئًا مما ورد، بل أنقل ما جاء في الكتاب والعلم دومًا عند الله تعالى، المثير في الأمر أن الكتاب يذكر الكثير والكثير من أسماء ملوك الجن واعاونهم، بل أنهم بحسب الكتاب يحكمون جهات الأرض الأربعة وفصولها الأربعة، هذا بعض مما يحتويه الكتاب الغامض من عجائب وغرائب يشيب لها الشعر بمجرد قراءتها والحديث هنا لأصحاب التجارب، سنصل لهذا الجزء المثير لاحقا وسأذكر بعضًا مما واجهه نتيجة تجربتهم وستصدمون ولكن قبل هذا: 

كتاب بكل هذه الطلاسم والتعاويذ وأنواع السحر الغريبة واسماء الجان وملوكهم لم يوجد للقراءة والمطالعة ومن المؤكد أن له استخدامات اخرى، كيف؟ وما هي؟

يعد الكتاب أسطورة السحر الأسود وبالأخص في عالمنا العربي وهو ما يأكده العديد من المشعوذين الجائعين للآذية وأغلبهم يطلقون على أنفسهم ( المعالجين الروحيين أو الروحانيين) 

فهؤلاء كل واحد منهم يدعى الحصول على الكتاب أو العمل بما ورد به، كيف؟ لنركز جيدًا!


فالمعروف أنهم يستخدمونه للتفرقة بين المرء وزوجه أو لجلب النصيب وغيرها من أمور جلب الرزق وحبسه، وبالطبع لتحقيق هذه الأمور يجب اتباع والتزام بطقوس معينة فعدا التعاويذ والأدعية الغير مفهومة يجب الالتزام بخلوة مدتها ٧ أيام مع الصيام والأفطار على التالي: 

زيت زبيب، رقيق الشعير والخل فقط لا غير)

وبالطبع مع تطبيق بعد التمارين الرياضية المحددة مذكورة في الكتاب أيضًا، كل هذا حتمًا بحسب المؤمنين بالكتاب، وسيؤدي لنيلك المراد بمساعدة الجن.

بعض الأشخاص قاموا بقراءة بعض الصفحات من الكتاب وطبقوا ما يتضمنه فصادفوا العجيب والمرعب جراء تجاربهم.

بالطبع، كل ما سأذكره بحس ادعائهم فقط، لنأخذ نفسًا عميقًا، ولنرى:

نبدأ مع شخص ولكن هذه المرة لن أذكر أسماء: يقول أنه كان يجد صعوبة في الحفظ وصادف أن لديه اختبار في أحد الأيام وبالرغم من الجهد الذي بذله بهدف إنهاء ما عليه لم يستطع وصادف وهو يتفحص على الشبكة العنكبوتية _ السوشال ميديا_ بحثًا عن حل لمشكلته فوجد موقع يتحدث عن وجود وصفة في إحدى صفحات كتاب شمس المعارف تمنحه الذاكرة القوية، وسرعة الحفظ، فقام الشاب بتجربة الأمر كما ذكر بالتفصيل في الصفحة من الكتاب وبالفعل نجح الأمر بحسب الشاب، الأمر آثار شمعة فضوله فبدأ بالبحث عن الكتاب في كل مكتبة ومكان يقتص ببيع الكتب دون جدوى وسنعرف لاحقا لماذا؟

يظل يبحث حتى وصل لرجل يبيع الكتب على الرصيف فسأله عن الكتاب استغرب الرجل سؤاله إلى أنه وبعد إلحاح الشاب على البائع طلب البائع من الشاب أن يحضر في اليوم التالي لاستلام الكتاب وبالطبع كان ثمن الكتاب باهظًا، حصل على الكتاب وعاد لمنزله وحينما بدأ القراءة لم يفهم أي شيء، فكما ذكرت سابقاً أن الكثير من محتواه يظهر للوهلة الاولى دون معني، غضب لانفاقه مبلغاً باهظا على كتاب دون جدوى وألقاه في خزانة الملابس، بعد أيام تهيأ للشاب أنه يسمع أصوات من الخزانة فتذكر الكتاب، أخرجه وأعاد قراءته للمرة الثانية حتى وصل للصفحات التي تتحدث عن استدعاء الجن وخدماتهم فقرر إعداد وتنفيذ ما ورد حرفيًا، في بداية الأمر لا شيء غير طبيعي حدث، ولكن بعد عدة أيام بدأ الشاب يشعر بأن شخصًا ما ينام معه، بل وكان يسمع أصوات أنفاس الشخص، وبدأت رائحة العطر الجميل تنتشر، كان الشاب يمازح نفسه قائلا: هل يُعقل أن الجنية الجميلة من الكتاب قبلت الزواج مني، ليتفاجئ بعد أيام بهذه المخلوقة الرائعة الجمال من عالم الجن أمامه وبالفعل يتم الزواج .. هل تظنون أنها ذات المحاسن؟ لنكمل! 

الشاب كان سعيدا في بداية الأمر، فكل ما يريده يحصل عليه بطرفة عين والسبب قدرات الزوجة الخارقة حتي حصل المحظور حين قرر والد الشاب تزوجه، ثارت ثائرة الزوجة الجنية، وانقلب عالم الشاب رأسا على عقب، فماتت الفتاة التي كان ينوى الزواج بها، والوالد أصيب بالشلل أما الشاب فخسر كل ما جناه ولم تعد لديه القدرة حتى على الكلام، يقول الشاب أنه تخلص من الكتاب ولكنه لم يتخلص من آثار الكتاب ومازال ليومنا هذا يعاني من آثار ما اقترفته يداه، هل نذكر حينما أخبرتكم أنه بحسب الكتاب كل جهة من جهات الأرض الأربعة يتحكم بها ملك من ملوك الجن! حسنا لنكمل.


شاب آخر والتجربة في تلك المرة كانت مع أحدهم يقول التالي: 

أنه من محبين القراءة ويستهويه الكتب الغامضة؛ وبالتالي حينما سمع عن كتاب شمس المعارف قرر الحصول عليه وبالفعل تمكن من الآتيان بنسخة بحسب زعمه وخلال تفحصه للصفحات لفت انتباهه وجود عبارات تتحدث عن ملك الجنوب من الجن وكيفية استحضاره، انتظر الشاب وصول يوم الأحد والذي بحسب الكتاب مخصص للملك فقام بتجهيز كل ما ورد في الكتاب وررد التعاويذ المطلوبة بحسب الشاب بدأ المنزل بالاهتزاز ولاحظ شقوق في الجدران إلى أنه كان الوحيد الذي أحس بمتد حدث والوحيد الذي كان باستطاعته رؤية الشقوق، لم يقف الأمر عند هذا الحد، فبدأ مخلوق غريب بعيون حمراء بحسب وصف الشاب يظهر أمامه دون أن يفهم ما الغاية من ظهوره لتكتمل فصول القصة الغريبة بالعلامات الغريبة التي ظهرت على جسده كلما استيقظ من النوم، بالطبع تخلص من الكتاب إلا أن مخلوقاته وبالأخص ملك الجنوب على ما يبدو مازال يرافقه في يقظته ونومه .. مريب حقًا.

العديد من القصص المشابهة نجدها منتشرة في المواقع الإلكترونية المختلفة، ولكن بالطبع أنا لا أتبنى أي منها ولا يمكنني حتى الجزم بحقيقتها من عدمها، ما يهمني هنا أن أطرح كل ما توصلت إليه، هذا عالم مرعب ومظلم، كلنا نعلم في قرارة أنفسنا أنه موجود ولكن في التفاصيل لا أحد يعلم، بل الله وحده يعلم، لذا سواء أكانت قصص حقيقية أم لا فلا يهم، هدفي فقط إيصال رسالة ( ابتعدوا عن هذا العالم)، بالطبع من الممكن أن الكثير من المحتوى تعرض للتزوير والتحريف ولكن لا يمكننا التأكد من ذلك، لماذا؟ لأنه وببساطة النسخة الأصلية غير موجودة أو إذا صح القول ( اختفت)، كيف حدث؟ ما القصة؟ أين هو الكتاب الأصلى؟


في مصير النسخة الأصلية وأين اختفت، استطعت الحصول على ثلاثة روايات أو نظريات وضعها المؤرخون وأحدها ستثير الدهشة:


لنبدأ بالنظرية الغريبة _ الأولى_ تقول بأن الجن وبمعرافتهم بمدى قوة الكتاب ونظرا لأنهم هم من قاموا بتلقين البوني كل ما ورد فيه وخوفًا منهم أن يقع في يد شخص متمرس في عالم السحر فيقوم بإستخدام الكتاب ضد معشر الجن فيحولهم إلى خدم له ولغيره، وبالتالي أخذوا الكتاب بعد موت البوني وأخفوه في عالمهم لحين قيام الساعة.


النظرية الثانية: 

تقترح أنه بعد موت البوني ونظرا لخطورة الكتاب ومحتواه وما آثاره من حالات ارتياب وصلت حد الجنون لكل من قرأه ومنعا لاستخدامه في أمور قد تصل إلى ما لا يحمد عُقباه، قام المسلمون آنذاك بحرق الكتاب تمامًا وإخفاء أي آثر له، بسبب المخاطر التي تنبع منه.


النظرية الثالثة: 

تقول أن الكتاب دفن مع صاحبه في نفس القبر لضمان عدم حصول أحد عليه ولارسال الكتاب للمكان الذي سيذهب إليه كاتبه أينما يكون.

وبالتالي هذه النظريات الثلاثة تصل في النهاية لنفس الخاتمة لا وجود للنسخة الأصلية من كتاب شمس المعارف ولكن كتاب بهذه الخطورة التي وصلت حد حرقه واخفائه، لابد أن يكون للدين رأي وخصوصا دينيا الإسلامي ، فلنرى:

قبل أنا أطرح رأي الدين الاسلامي يجب أن أذكر أن الكتاب حتي حتى وإن لو توجد النسخة الأصلية منه، ممنوع قانونًا طباعته أو نشره أو المتاجرة به في كل البلاد العربية باستثناء لبنان ومع ذلك نجد له نسخ في السوق السوداء في مختلف البلدان.

أما بالنسبة للدين الإسلامي: فمن المعروف عن السحر بشكل عام هو من الموبقات السبع المُحرمة تحريمًا تامًا والتي تستوجب سخط الله وعقابه، إذن كتاب يحتوي على كل هذا الكم من الطلاسم والتعاويذ وأشكال السحر الغريبة لابد أن يكون الحكم بتحريمه أمرًا واقعًا وحازمًا، وبالفعل هذا الكتاب محرم شرعًا قراءته والعمل بما جاء فيه ونشره بإجماع علماء المسلمين من مختلف المذاهب، أما عن أحمد البوني صاحب الكتاب فإن أغلب العلماء المسلمين يصفونه بالساحر والكاهن وصولا لحد اتهامه بالشرك بالله تعالي بعد كتابته هذا الكتاب وبالأخص لاستخدامه آيات القرآن الكريم واسماء الله الحسنى في طلاسم غير معروفة لهدف، أذكر قول بعض الشيوخ بشأن البوني:

_ أنه ساحر مشرك، بل وأن السحرة اليوم قد تربوا على كتابه.

إلا أن المذهب الصوفي له رأي آخر:

فالصوفيين يعدون البوني من أولياء الله الصالحين المستجابين الدعاء وبالتالي لا يمكن أن يكتب كتابا يحمل في طياته الآذى، وهو ما نجد لسه ذكر على لسان القاضي والفقيه الصوفي ( يوسف النبهاني) حيث يقول في وصف البوني:

من كبار المشايخ وذووي الأنوار والأسرار وأخذ عنه المرسي فمن كراماته أنه كان مُجاب الدعوة.

وبالتالي حكما يصبح كتاب شمس المعارف الكبرى من الكتب الصوفية الغنية بالمعلومات دينية وآيات وأذكار لكل ما يمكن أن يواجه المرء من الصعاب في حياته.

ولكن يبقي الأمر المؤكد والمتفق عليه أن الكتاب الغريب كان كتابا حقيقيًا واختفي برحيل كاتبه المثير للجدل هو الآخر عن عالمنا.


عمر سعيد|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع