القائمة الرئيسية

الصفحات

 نص: بعد منتصف الليل

الكاتبة: شهد علي

تصميم: ريم صالح

مراجعة لغوية: نور محمد



إنهُ مُنتصف الليل! 

دقتْ الساعة بِالفعل، رتابة شديدة، هدوء مُجحف، أنفاسي مسموعة بوضوح، حركة العَقارب الخاصة بِالساعة تُحدث صوت رَتيب يَشقُ سكون الليل، عُدْتُ لِعادتي مُجددًا، أسند ظهري على فراشي، أُتابع اهتزاز قدمـي، وكَما عُدْتُ عاد كُل شعور مقيت، عاد ذاك الخوف المُهلك بِتملكي. 

لا أعلم لم يظل يلاحقني؟ وكأنه ذئب لم يجد بالغابة فريسة غيري! 

أم أنه لم يجد فريسة سهلة النيل؟ 

الخوف بحد ذاته شعور جيد، دليل قوي على كونك حي، علاج نفسي بحيث يجعلك تقدر الأمور، وتضع كل شيء على قدره، ولكن الأمر يختلف معي، إنه يقتنصني بهدوء مرهق، يستولي على أعصابي بشراسة. 

ذاك الشعور بأن كل شيء مخيف، كل شيء يدعو للريبة، أن تخاف من القادم، أن تخاف من بذل الجهد فيضيع، أن تترقب الدقائب منتظرًا لحظة خذلانك، ليصرخ هاجسك لقد كنت محقًّا الأمر مخيف. 

لا يكف الخوف عن محاصرتـي من كل اتجاه، لا أعلم حتى لم يتخذني خصيمًا؟ 

أيا خوف، أنا خائف لقد ربحت، هنيئًا لك هزيمتي. 

لقد هزمت من جديد، ليلة أخرى تنجلي وأنا أرتجف من هول أفكاري، وحديث هاجسي، الخذلان آتٍ بقوة، أنتظر. 


شـهـد عـلي|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع