القائمة الرئيسية

الصفحات

نص: سارقو الأحلام 
الكاتبة: غادة ناصر
تصميم: أميرة علي

أذكر أن كان لدي أحلام كثيرة، ولكن لا أدرى أين ذهبت تلك الأحلام هل تبخرت مثل الماء والسوائل؟! أم هربت مني وتركتني مثل الأشياء التي أحبها؟! أم سُرقت مني؟! أنا حقًا لا أدري أين ذهبت تلك الأحلام والأماني التي حلمت بها وسعيت لتحقيقها، لست مجبرة على تقبل واقع ليس من إختياري ولا يناسبني، أنا أحاول التأقلم مع هذا الوضع المرير وأحاول تقبله بنفسٍ راضيةٍ ولكن صدقني يارفيق صعب عليّ صعب جدًا تقبل هذا الوضع لا أستطيع التحمل أكثر من هذا يارب إني أجاهد نفسي في تقبل هذا الواقع ولست جازعة فأرضني وعوضني خيرًا من تلك الأحلام الضائعة، سأطرح عليك بعض الأسئلة يارفيق وأتمنى أن تجيبني عليها: هل جربت شعور اللهفة والسعي لتحقيق هدفٍ ما ثم يخذلك الواقع ويبدل لك هذه الأحلام بأحلام ليست أحلامك ولم تحلم بها قطعًا؟! هل جربت شعور الندم على سعيك المتواصل وأنك لم تصل لشيء في النهاية؟! هل جربت شعور الحزن والكسرة وتحطيم القلب بعد كل إنهزام وبعد كل فشل تعرضت له رغم سعيك ؟! هل جربت تلك المشاعر ياصديق؟! صعب على إنسان في مقتبل العمر وقبل أن يبدأ سن العشرين أن يتحمل تلك الصعاب وهذه الإنهزامات بمفرده ولكني مررت بتلك الصدمات وتلك الصعاب بمفردي دون كتفٍ يُعينني أو حتى يواسيني في تحمل هذه الصدمات. وحتى إذا تقبلت الواقع الجديد ستظل في كل مرةٍ تسعى بها يتردد بداخلك شعورين أحدهما يخبرك لا تسعى كفانا سعي ستظل تسعى ولم تصل إلى متى!! ألا تندم على سعيك في الماضي وأنك لم تصل إلى أحلامك القديمة!!، وأحدهما يخبرني بأن الله وضعني في هذا المكان فاختيار الله دومًا أفضل من اختيارتنا كبشر ويخبرني بأنني سأندم إذا لم أسعى وأن الله يحمل ليّ الأفضل مستقبلًا ويجب عليّ الصبر والتحمل وأنه لم يتبقى إلا القليل حتى تفرج تلك الصِعاب وسننال مانتمنى قريبًا، وبكل نفسٍ راضية وقبول أخذت بالشعور الثاني وواثقة تمام الثقة أن الله سيبدل حالي مما هو عليه إلى الأفضل هذا ظني بربي ولن يخيب هذا الظن.



غادة ناصر|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع