القائمة الرئيسية

الصفحات

 نص: صَديقُ العَجوز
الكاتبة: شهد علي

تصميم: ريم صالح 

مراجعة لغوية: رحمة ناصر 


يُقال أن هُناك رجُل عجوز علىٰ الضفة الغربية يَحكي عن أيام صباه ذاكرًا صديق قديم له وكُلما أتت سيرته أختض نَفَسُه وتعالىٰ، ومر طيف لِرعشة غادرة ليده اليُمنى وامتلئت عين دون الأُخر بدمع كثيف؛ الرجل البشوش المرح كأنت تُهاجمه أوجاع صديقه الميت في صباه، كان يحكي عن صديقه هذا قائلًا: كان شخص غريب، ولا اقصد بِصفة غريب أنهُ مُنفر _وياليته كان منفر لي، لم أندم على معرفتي له قط، ولكنهُ ذاك الشعور الأنساني الذي يستنكر الألم ؛ هو كان مُبتسم طوال الوقت، يتحدث عن كل الأشياء دون أن يقربها كان مريض بتسطيحه لِلأشياء لا يتعمق وكنتُ أحسبه بُخلًا منهُ لِلتفاصيل، وكان ظني كُله خطأ، كنت التصق به واحدثه وأحاول وأحاول، ولكنه كان جامد يقرب جروحه بحذر وجبن لا يحكي ولا يفيض بدموعه أبدًا، كان أمهر كاتم أوجاع لاقتهُ عيناي، كان غموضه هذا يجذبني وكم شابهتُ الفراشة الخرقاء التي تعدو للنيران بعيون لامعه، صديقي الذي أذاه الجميع وقتلهُ الكتمان والبؤس صديقي الذي لم أحسن أليه كما يجب، وحُزني لكل هذا العمر لا يكفي، صديقي الذي ذهب في طي الزمن وكأنهُ وجِد في خيالي وفقط، الذكرى تبدو قريبة كنسيج بقلبي وكأنها حفرت عبر الزمن بكل مهارة وصبر وعلى مهل، نفسه قلبي المُختض لرحيله المفجع المتعجل.


شهد علي|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع