نص: غياهبُ الليل
الكاتب: محمود محمد
تصميم: ريم صالح
في الظلمات تندثر الأحاسيس، وتطمس المعاني، ويزهق كل حق، في اللا وعي يخرج كل سر قد كللت الروح منه، وتُطرح كل السرديات المخفية، المخيفة منها والسخيفة، وما لنا حينها من هنا، أو حتى عيشٌ دون فناء؛ فالواقع الآن يودي إلى ظلمةٍ، والسكوت الآن يعبر بالظلمات إلى درك لا يسلب دونه أي كلِمٍ، فما لنا سوى النحيب، ورثاء كل حبيب، وهجر كل شعور نشوة نشدوه، فاليوم انتهت كل حكايات الشمس الساطعة، وسُلطت علينا هالة سوداء عُرفت مسبقًا بالقمر المنير وأبدلت إنارتها بعتمة غليظة ليس دونها من مفرٍ أو سبيلٍ ينير، تسعى فقط أن تبين دربك، أن تكلل بقوت يومك، متناسيًا كل آمالك التي طمست في الماضِي السحيق، تلك التي غابت بذبول آخر شعاع شمس شوهد قبل قرون، حين كان للأحلام مكانًا، حين كان الزمان دون الزمان، والمكان الذي نشدو أن نسكنه قدر ما غاب الزمان.
تعليقات
إرسال تعليق