اللغة العربية
-مقالي هنا يتحدث عن اللغة العربية، البعض منكم لن يهمه الأمر كثيرًا فهو على أية حال يقدر على التحدث بيها، ولربما يتمكنها في الفصحى، ولكن هل هناك من يعرف أصلها، أو أين نشأت من الأساس، تلك الأسئلة وغيرها ستجد إجابتها هنا.
-ففي بداية الأمر اللغة العربية تعتبر من أقدم اللغات، وبرغم قِدَمها إلا أنها لاتزال تتمتَّع بخصائص تُميِّزها عن غيرها، مثل: الألفاظ، والتراكيب، والنَّحو، والصَّرف، والأدب، وما إلى آخره، واللغة العربية من أفضل اللغة التي لديها القدرة على التعبير عن مجالات العِلم المُختلِفة، بالإضافة أنها أمّاً لمجموعة اللغات المعروفة باللغات الإعرابيّة، التي نشأت في شبه الجزيرة العربيّة، أو العربيّات المُتمثِّلة بالبابليّة، والحِميَريّة، والآراميّة، والحبشيّة، والعِبريّة.
-ولكن ما هو أصلها؟
اختلفَ الباحثون حول أَصْل اللغة ؛ لذلك قام الفلاسفة، والأصوليّون، والمُتكلِّون، واللغويّون بالبحث حول أصول اللغة، ومن الآراء التي طرحوها في ذلك ما يأتي:-
-اللغة توقيفية: وتكون اللغة توقيفيّةً إمّا بالتلقين، أو بالإلهام.
- يرى ابن عبّاس، والأشعريّ، والكعبيّ، والجبائيّ، وابن فارس، وابن الحاجب، وابن فورك أنّ أَصْلَ اللغة هو التلقين، وذلك من خلال عرض المُسمَّيات واحدةً تلو الأخرى، وسماع التسمية.
-يرى ابن تيمية، وجماعة أخرى أنّ أَصْلَ اللغة هو الإلهام؛ حيث إنّ الإنسان يُلهَم بالكلام كما يُلهَم الحيوان بالأصوات.
- أَصْلُ اللغة فطريّ؛ حيث خَلقَ الله سبحانه وتعالى بني آدم، وهم يملكون غريزةً تدفعُهم للتعبير عن كلّ مُدرَك حِسّي، أو معنويّ بعبارات مُعيَّنة، ويقود هذا التعبير إلى حركات وأصوات مُعيَّنة، إلّا أنّ هذه الأمور قد انقرضَت بعد نشأة اللغة في أوائل عهدها؛ وذلك بسبب عدم استعمالها، ثمّ أصبحت اللغة تنشأ من خلال التعبير، والاكتساب؛ وبالتالي فإنّ الإنسان اكتسبَ التعبير، وليس العبارة.
-الوَضع والاصطلاح: يرى أبو هاشم المعتزليّ أنّ أَصْلَ اللغة وضعيّ، وأنّ الوَضع أسبقُ من الاصطلاح.
• المُحاكاة والتطوُّر: هناك آراء تنظر إلى أنّ أَصْلَ اللغة هو مُحاكاة الأصوات الطبيعيّة، أو أنّها نشأت؛ نتيجةً لتطوُّر الانفعالات البشريّة بشكل طبيعيّ مع الأصوات الحيوانيّة، والطبيعيّة، وقد استخدمَ الإنسان في بداية نشأته الإشارات، والحركات في التعبير، ثمّ طوَّر وسائل التعبير حتى استطاع الوصول إلى النُّطق، والكتابة؛ وبالتالي فإنّ تطوُّر اللغة يرتبط بتطوُّر الكائن الحيّ.
*نستنتج من كل هذا الكلام أن هناك اختلاف على أصول اللغة*، لذلك هيا بنا نَتعرف على مكانتها.
مكانة اللغة العربية
• رغم عدم وجود دليل قطعيّ على أوليّة اللغة العربيّة، إلّا أنّ أدق الروايات هي التي نادت بأوليّتها وبأنّها أصل اللغات، ولقد شرّف الله تعالى اللغة العربية تشريفًا لم تحظَ به لغة أخرى في العالم، لا قديمًا ولا حديثًا، وممّا زاد من مكانتها أنّ القرآن الكريم نزل باللغة العربية، وكذلك نزل الوحي على النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- ولا تُؤدّى الصلاة التي هي ركن أساسي من أركان الإسلام في جميع بقاع العالم إلا باللغة العربية، سواء أكان المسلم عربيًّا أم لا؛ مما رفع من شأنها وزاد من أهمية الاهتمام بها، وضرورة الحفاظ عليها، حتى أصبحت اللغة العربية لغة إنسانيّة عالميّة.
وماذا عن تاريخها أهو رائع كمكانتها أم ماذا؟
فلتهدء ياصديق فها نحن ذا سنتعرف عليها.
تاريخ اللغة العربيّة
• يَجزِمُ الباحثون في تاريخ اللغة العربيّة بأنّ لا أحد يَعرف شيئًا عن تاريخ اللغة العربيّة، أو عن طفولتها، لكن أقدم شيءٍ معروف حولها يعود إلى القرن الخامس الميلاديّ؛ فقد كانت النصوص الأدبيّة في تلك الفترة تُمثّل اللغة العربيّة في عُنفوان اكتمالها، ويرى كثيرٌ من الباحثين أنّ تاريخ اللغة العربيّة يَنقسمُ إلى قسمين:
_لهجات بائدة، وتتمثَّل بالثموديّة، والصفويّة، والليحانيّة، والقسم الآخر هو اللهجات الباقية، وأشهرها قريش، وطَيء، وهُذيل، وثقيف، وغيرها، وتُعتبَرُ لهجة قريش أفصح اللهجات على الإطلاق.
وهُنا تنتهي رحلتي معكم، والتي كانت ممتعة إلى حدًا ما، ألا يوجد من يوافقنى الرأي أم أنها كانت مملة يا أصدقاء؟
ولكن دعنا من هذا الآن، مع أنتهائي من مقالي وددت لو تعمق أكثر فذاك الموضوع، ولكن لم أريد أن أطيل عليكم، وأرجو أن يكون قد نال إعجابكم، وإلى لقاءٍ آخر.
_آيه أيمن|همج لطيف
تعليقات
إرسال تعليق