افترق طريقي عن طُرق طال ملتقاها، ذُلت روحي إثر مداعبة الحيف لها في خضم أمر كان، كمعركة وجيهة مع مخاوفي، أو ربما كعاصفة ذابت لها أواصر محبتي لرفقتي، كانوا قلة جار عليّ ألم الزمان بجوارهم، ألِفت أرواحهم وألِفوني، تعاهدنا على المضيّ جنبًا إلى جنب، ضُربت الأمثال بانسجام أرواحنا وكأننا خلقنا لأجل بعضنا، أضعت سنين من عمري بينهم وظننتهم باقون إذ أضعت قلبي بينهم وحسبتهم له راعون، فجأة انقلبت كل الظنون، وتناثر حطامي في الأركان المحيطة بي، فقدتهم، فقدتهم وليس لي سواهم أنيس ولا جليس، وبطباعي اللئيمة أنا متعلق بهم تعلق الطفل بأمه، فلا أنا قادر على تخطيهم ولا أنا قادر على العودة إليهم، لستُ أدري إلى الآن إن كان سبب افتراقنا شطط الزمان، هان عليهم تركي في حال سبيلي والرحيل، هان عليهم دمعي وشجني، وليتهم رحلوا فحسب، قد رحل جزء داخلي معهم إلى حيث لا أعلم، تضاعفت معاناة الفقدان، وإني لأرجو عودة الزمان لقتل كل من حاول الإقتراب مني بدافع الصداقة والحب والأمان، أبيت الاعتراف بضيق الآفاق حتى مل مني النصب وغزاني الاشتياق، وكان اضطراب حياتي إنذار لكني بالغت في عدم الاهتمام، ويبقى السؤال المطروح عليّ يوميّا من قبل عقلي الذي لا يبالي بالأحداث" هل ستخضع لألم الفقد أم ستكمل مسيرتك كإنسان وتتجاوز كل تلك الأعسان؟ "
ــ نور محمد|همج لطيف
تعليقات
إرسال تعليق