القائمة الرئيسية

الصفحات

نص "خيانة وطن"
هبة هلال

أقتحمت ذكراك عقلي بعدما ذكرت جدتي عنوانًا في الجريدة "خيانة وطن" 

أصابتني الذكرى ومست أعمق نقطة بي، ذكري ثورتي ضدك، تقرأ جدتي المقالة بالتفاصيل، مُشمئزة مستفهمة من كل كلمة، كانت حالتها مماثلة لك عندما علمت بحريتي لكنها لم تكن في نفسك غضبك فقد كنت بركانًا وثارًا، تردد جدتي كلمة خيانة أكثر من مرة وأنا مهتمة بِانفعالها وذهولها كأن المشهد ينعاد للمرة الثانية بعد اتهامك لي بخيانتك وأنا من قدمت قلبها ونفسها لك على طبق من ذهب، وأنا من أخذتُك من جهلها وطنًا وسارت خلف أساطيرك التي كانت مصدر فتنة لها، عاملة لأرضك، مرممة لذاتك ومقدمة كل الحب، صانعة سجنها بيديها وأنا من أحببت لدرجة التضحية، أتسائل عن أي خيانة؟ أتحرري من قيود أسرك بعدما أدركت حماقتي ووجدت حصادي روح منهكة، أنفاس ثقيلة ووحدة قاتلة وموت من عطش الاهتمام خيانة؟ أم لأنّي أكتفيت من الركض؟ الآن تحررت من مشاعري التي تستغلها ضدي والآن أنعم بالحرية التي أدركت حواسي، باعثة الطمأنينة لنفسي؛ فقد آن للقلب أن يهدأ، وآن لذكراك أن تذول، وآن التسامح مع نفسي على جهلي لجعل غريبًا وطنًا بالنسبة لي؛ فهكذا أتعلم وأصبح أكثر خبرة لا أكثر لومًا، فالغرباء يمرون وتبقي لي حريتي وروحي التي حاربت الكثير لأجل بقائي، روحي التي صنعتها من جديد وهذة المرة من حديد.

 هبة هلال| همج لطيف.

تعليقات

التنقل السريع