رواية: آلْ داغِـر
للكاتب: حسام مجدي
الإضاءة الخافتة التى لا تعلوا أكثر من ذالك الا فى المناسبات التى تحدث كل مائة عام مرة، البخور الذى لا تنقطع رائحتة أبداً وكأنه جدار بُنِيَ مع تشييد ذلك المكان الكئيب المميت للأرواح الحية ومقبرة للأموات، الأريكة الضخمة ذات الكساء المنسوج من الكتان المصبوغة باللونين الأخضر والأحمر والتى يعتبرونها من أندر وأغلى المقتنيات كأنها قطعة أثرية وجدت فى إحدى المقابر الفرعونية، فقط لأنه كان يجلس هنا دائماً ليراقب الداخل والخارج، فقد توارثوا تلك الجلسة كالغفر يحرسون ذلك المكان، السقف العالى المصمم بتلك الطريقة ليعيش فية كائنات من عالم آخر وليس آدميين، كل شئ هنا غير مريح، كل شئ هنا قاتل للأحلام والشغف للحياة، كُتب علينا أن نصبح من أبناء ذلك السجن بغير إرادتنا، سجن شيدَّة ووضع دستورة الجدُّ وصدق عليه الآباء وأُجبر عليه الأبناء،فكيف عليَّ أن أضع حجر الثورة وكل من ينتمون لتلك العائلة راضخون كأسرى الحرب؟ وكأنهم مُكبَّلو الأيدى، مُكَمَّمو الفم، عاجزين غير قادرين حتى على الاعتراض أو تغيير ذلك الدستور المبنى على الديكتاتورية، فكيف عليَّ أن أحارب بمفردي وكل من حولي أعداء؟
تعليقات
إرسال تعليق