القائمة الرئيسية

الصفحات

 قصة "بعدَ فوات الأوان"
 ايه فتحي


"أحلام كثيرة، حققتها ؛ لكني شخص تائهه وسطها، أنا فقط من كتبتها بـ قلمي على هذا الحائط وأنا أيضاََ من سأمحوها للأبد."



فتاة في مرحلة الثانويه تحب الدراسه، تطوعت لدى احدى الجمعيات الخيريه، كونت أصدقاء كثيرين، اختمرت لأنها أحبت شخصيتها هكذا، ومن كثرة علاقتها الاجتماعيه صنعت فريقاََ خاصاََ للدعم النفسي والنتمية الذاتية للنفس. 

انتظر.! 

كان هذا في الماضي، كانت تريد أن تذهبَ بأحلامها إلى أبعد سفينه في البحار، وتريد أن تنفرد بعالمٍ يخصها هي وحدها فقط، نعم كنتُ أنا هذه الفتاةَ قبلَ خمسة أعوام، قبل أن أقع من أقصى ارتفاعٍ لـجبلٍ نقشتُ عليهِ حروفَ اسمي. 


لم أكن لأتذكرَ هذا ولكن لنعد بالزمان منذ البداية. 


فـي بداية الأمر كان أهـم أولوياتي هو الدراسه فقط، كنتُ أحلمُ فقط بأن أكون هذه الطبيبه التي تقدم المساعدات للجميع دون مقابل كان هذا هدفاََ من اهدافي والثاني كنتُ أريدُ وضعَ أسم أبي على لوحاتٍ في كل مكان كنتُ تحقيق حلم أبي، ولقد فعلت ما أريده، كان كل شئ يمر بخير، حينَ أذاني الشيطان بكلماته فل تقبلي حان الآن أن تأخذي أي شئ لقد ضحيتِ بالكثير والكثير فلتقبلي اذاََ، لم يكن هذا شيطاناََ حقيقياََ، كان هذا من شياطين الانس ومن هنا قضيتُ على مستقبلي بيدي انا حين التقيتُ هذا الإنس .! 



_اذاََ أنتِ الطبيبة هنا.! 

=نعم أنا الطبيبة هنا، وانا مالكة المشفى، هل هناكَ شكوى من أطبائي.! 

_لا لا بل جئت إليكِ انتِ.! 

=على كل حالٍ تفضل. 

_يعجبني ما تفعلينه، أهذا وفاءٌ لوطنكِ أم حبٌ للخير.! 


=ماذا ترى.! 

_أرى حباََ كبيراََ لـ جميع الاشخاص.!

=هذا صحيح. 

_ولكن أينَ المقابل سمعتُ عنك كثيراََ، وعن شخصيتكِ، فحدثتُ نفسي لما لا تنضمينَ الى فرقة عملي.! 

=فرقة عمل! فرقة ماذا.! 

_ فرقة تجارة أعضاء ! 

=تمزح! تجارة أعضاء ،وتقولها لي هكذا، ءأصاب عقلك شئ من الجنون.! 

_لو أسميته جنوناََ فهو كذلك.! 

= هل ذهبت كل الرحمة التي في قلبك هكذا.! 

_أولا لقد تمادبتِ كثيراََ وسأعتبرُ هذا أخر سؤال، لم تذهب الرحمة الى أي مكان، بل تخليتُ عن قلبي بأكمله، الحياة بها ثقفه أما أن تربحها، وإما أن تخسرها. !

=وأنا ضمنَ هذه الثفقه أليس كذلك.! ٢

_لن أجيبَ عليكِ، كل ما سأقوله إن قبلتِ العرض فانتِ منا ولن يمسكِ ضر، لانه اذا ضاع أحدنا ضعنا كلناُ، وان رفضتِ، أقسمُ لكِِ أني سأدمر لكِ شئ. 

=تهديدٌ اذاََ! 

_لاء ،للعلمِ فقط،أودُ أن أخيركِ أنه كل ما عليكِ أن يشاركِ أحدنا في هذه المشفى، وعندما نريدُ اجراء أي عمليه سنستلم المشفي، بالإضافة أننا سنأخذُ جميعَ المعلومات عن مرضاكِ، اذا احتجنا الى شئ من أحدهم. 

=لقد انتهت المقابله، مرضاي ليسو سلعة لتحتاج منهم شئ…


وقبل أن أكمل حديثي لم أجده أمامي ولـ لحظة شعرتُ أني أتخيل، ولكن ما نفى شكوكي أنه تركَ رقم هاتف،وظللتُ أفكرُ في تهديده لي، هل يقدرُ على فعلِ شئ أم لا، ولماذا أنا تحديداََ هناك أطباء كثيرون فلماذا انا.! 

عدتُ إلى البيتِ مساءا ومازال عقلى منشغلاََ به طوال الليل حتى غفلت عيناي ولم أكمل نومي إلا ووجدتُ رقماََ غيرَ معروف يتصل بي فبادر قائلا..

_الى وقتنا هذا ولم تفكري أن والدتك معنا.! 

=والداتي.! 

ألقيتُ بالهاتف على السرير وذهبتُ لأتفحص بقية البيت، بحثتُ في كل مكان وفي كل ركن، ليست هنا،معقولٌ أنها معهم، كيفَ لم ألحظ هذا.!

عدتُ لأمسك بالهاتف وتحول تفكيري عن هذا الشخص الى ما سيفعله بـ ها وشعرت بعيناي وهي تنزفُ دمعاََ.! 


=قل له أني أوافق على أي شئ يريده، اتركو والدتي بعيداََ عن حياتي أرجوكم.! 

_وهذا ما كنتُ أريده. 

=ولكَ كل ما تريد.

_بهذه السرعه، عقلي يقول لي فلنصبر قليلاََ. 

=قلتُ لك افعل ما شئتَ بعيداََ عن عائلتي، وخاصة انها امراءة مسنه كيفَ لك أن تخطتفها.! 

بصوت مرتفع لا تكثري الحديث، نصف ساعة وستجدينها أمام عيناك. 

لم أكن لأنتظر لحظة واحده هبطتُ لأنتظرها أمام المنزل، جلست ما يقارب ساعتان ولم أرى احد ومن بعدها أدركت أن الوقتَ لا يصلح لانتظر، أدركت هذا عندما سمعتُ آذان الفجر فذهبتُ للصلاة ومع كل دقيقة تمر وأنا قلقة انتهيت ووجدت جرس الباب يدق وعندما فتحت الباب لم أشعر بأي شئ سوى صرخة من أمي وفقداني بعدها لوعي. 



بعد نصف ساعة.

بعد مرور بعض الوقت حاولت فتح عيناي ببطء شديد، وجدت نفسي جالسة في غرفة كبيرة، على كرسي مكتبٍ مشابهه لـمكتبي في المشفى ومن ثم سمعت صوتاََ إنه هو. 


_اهلاََ بكِ في غرفتك الخاصه. 

= اهلاََ بك. 

_تعلمين شئ! 

=ماذا.! 

_أحببت ذكائك، وأعلم ما تخطين له حيداََ ولكن 

 

بعد نصف ساعة .

بعد مرور بعض الوقت حاولت فتح عيناي ببطء شديد، وجدت نفسي جالسة في غرفة كبيرة، على كرسي مكتبٍ مشابهه لـمكتبي في المشفى ومن ثم سمعت صوتاََ إنه هو. 


_اهلاََ بكِ في غرفتك الخاصه. 

= اهلاََ بك. 

_تعلمين شئ! 

=ماذا.! 

_أحببت ذكائك، وأعلم ما تخطين له حيداََ ولكن لمجرد أنه خطر على بالك الفرار منا ستحاسبين عليه لكن ليس الآن، الآن هو بداية صفقة جديدة وعمل جديد، من اليوم ستبداءين بتسليمي كل شئ يخص مرضاكِ واوراق مشفاكِ وكل شئ، وهذا اجباري ليس لديكِ حل آخر. 

=ولك ما شئت. 

_ثلاثة أشياء ابتعدي عنهم في عملنا هذا، أولا الخوف ثانيا طيبة القلب التي ستلقى بكِ في السجن، وثالثا افشاء السر.

=فهمت. 

_في البداية نسبة الأرباح 38٪في كل مره. 

=تعملون لـ صالح من! 

_لا شأن لكِ. 

=من سيشاركني في المشفى منكم.! 

_انا، وستوقعين العقد الآن.


انتهى اليوم هكذا، ذهبت لأطمئن علي والدتي ومن ثم ذهبت للنوم، كان كل شذ أمامهم يمر بشكل جيد ولكن بداخلي مشاعر مبعثرة في كل مكان، خوف وكسرة قلب وحزن وغيره، كانت أغلب الأمور لا يدَ لي فيها؛ حتي انني لم أكن أرفض اي شئ وهذا كان أمراََ غريبا، مضى تسعة شهور وانا على هذه الحاله، وذات مرة سمعت شجاراََ كبيراََ في مقر الفرقه، انتفض قلبي عند سماع صوت الرصاصه فخرجتُ مسرعةََ من مكتبي لأرى ما يحدث، أيعقل هذا! 

=قتلتها..! لماذا ،ماذا فعلت لك؟ 

صرخ بوجهي قائلا:إن لم تغادري من أمامي ستكونين بجانبها. 

فغادرت الى الداخل لقد اعتدتنا على هذا كلما اختلف أحدنا معه في نقاش أخرج سلاحه وقتله،أو أصابه، هذا هو.. 


وفي احدى الأيام جاء إلي كان يريد بعض المعلومات التي تخص مريضتي أنا، فرفضت، أعالجها منذ فترة كبيرة وتعاني من أمراضٍ كثيرة ماذا تريد منها.،! 

=لا شأن لكِ سلميني الأوراق وانتِ صامته. 

_لا شأن لي كل مرة تقول لي هذا المرة انا التي اقولها لك، لا شأن لك بهذه المريضه ولن تخرج هذه المريضة من هنا لقد اكتفيت من كل هذا، انتَ مريض نفسي، ألا تخاف من العقاب على جرائمك التي فعلتها، أعدك أني سأتخلص منكَ قريبا ايها الوحش.! 

=وحش! أي وحش هذا الذي تتحدثين عنه، نحن هنا متساون. 

_انتَ على حق نحن هنا مجرمون كلنا. 

=نسيت أن أقول لكِ أن زفافنا الأربعاء القادم. 

_من سمح لكَ بهذا! أمجنون انتَ! 

=لاترفعي صوتك.

_لا اتزوجك ،لو قتلتني أمام أعين الجميع، انتَ مجرم، اتزوج زعيم مافيا للاختطاف وتحارة الأعضاء، انتَ غريب جداََ. 


=قلت لكِ جميعنا هنا مجرمون لست انا وحدي، وحتى وقتنا هذا لا اريد أن افرض عليكِ شئ، سيكون زواجاََ شرعياََ مثل اي زواج،على الأقل عندما نتزوج ستخرجين عن حياة الجريمة، ما رأيك! 

صمتُ لبعض الوقت ثم وافقت، لقد تدمر كل شئ لا بأس بيومين لطيفين وسط كل هذا، مضى الكثير وأنا لم أسمع صوت الرصاص المتناثر من سلاحه، ولكن هذه المرة كان دفاعاََ عن نفسه كنت أعلمُ أنه سيأتي ذلك اليوم.

مضى كل شئ كما خطط له ، نسيت كل شئ، نسيت من أنا! 

نسيت حياة الطبيبة، المجتهده نسيت أحلامي أو بمعنى آخر محوتها تماماََ من ذاكرتي. 

 

أحيانا تفرض علينا أشياء لانريد فعلها، تفرض علينا قرارات خاطئة وفي وقت خاطئ، وتكون أنت الضحية.


ايه فتحي|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع