القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة "الراصد"شروق ابو الحسن

"ستحصد ما زرعت، وستجني ثمارك قبل مماتك"

جملة قرأتها قبل كدا في كتاب بس عديتها يعني عادي ماهو انا دايمًا بقرأ حاجات وبعديها، بس اللي ماكنتش عامل حسابه أن الكلام دا يتحقق عليا، يتحقق فى حياتي عمومًا.

أنا يوسف عندى 30 سنة بحب شغلي جدًا وهو أني مهندس بترول، وبحب اقرأ كتير وقت فراغي، كانت دايمًا كل مشغولياتي أني أجمع فلوس وخلاص؛ علشان أتجوز البنت اللي بحبها وهى"سارة"، ماكنتش بلتفت لشئ غير اني اجهز علشان لما اروحلها ماترفضش، بس اللي حصلي بعدها ماكنتش اتوقعه ولا حتى فى أحلامي.

في مرة كنت قاعد على الاب توب بتاعي وبعمل سيرش علي مواقع جديدة يمكن أخد بيها حق الأكتشاف وأقدر أجمع فلوس الشقة اللي محتاجها، وفجأة لقيت خيال ورايا وحسيت بصهد غريب طالع من ضهري،ألتفت ورايا بس مالقتش أي حاجة طنشت وكملت تقليب عادي جدا، بصيت فى الوقت لقيت الساعة عدت2 الفجر قفلت اللاب وقمت علشان أنام، لقيت واحد شكله غريب جدًا ماكنتش عارف دا حلم ولا حقيقة كل اللي كنت حاسه نفس الصهد اللي طالع من جسمي،وشوفت واحد مش واضح منه أي شئ غير عيونه اللي كانت عبارة عن كتلة من الحمار الغريب،تحسها كتلة من جهنم،وخدني لمكان بعيد انا كنت حاسس بكل حاجة بتحصل حواليا بس وأنا في سريري ماعرفش أزاي، كان بيشاور علي منطقة فاضيه في الصحراء اللي واخدني فيها دي وكأنه بيرشدني لمكان ما، وبعدها أختفي وأنا قمت من مكاني مرعوب ومش فاهم أي اللي بيحصل، قمت وشربت ماية وفوقت وقعدت علي اللاب أدور تاني، بس الغريب اني وانا بفتح اللاب لقيت ورقة شكلها غريب كانت بردية قديمة جدًا من بتوع زمان، ومرة واحدة لقيت كلام بيتكتب قدامي عليها بلون أحمر غريب وكأنه دم فعلا، كان نص الكلام كالآتي:

_ إذا أردت كنوز الأرض عليك بإثبات ولائك لنا، إذا صدقت فصدقنا، وإذا خلفت ستري جحيمنا في الأرض فالعهد لا يكسره سوي الدم.

أتفزعت ورميت كل حاجة من إيدي كل حاجة وقعت حتي اللاب بتاعي وقع، أنا أيه بيحصلي مش فاهم حاجة ومين دول وعايزين مني إيه أنا هاتجنن، قمت ولبست ونزلت علي مكتبي، كلمت سارة وأنا في الطريق حكتلها اللي حصل وكان ردها أنه بس توتر وضغط الشغل وأقتنعت بكلامها، أو يمكن أنا كنت بتعلق بقشاية علشان أهدي، دخلت مكتبي ولقيت المدير باعتلي أنه عايزني وقالي:

_ تعالي يا يوسف، أنا عارف أنك بتحب المغامرة وبتدور علي مكان تكتشفه، جاتلي معلومات عن مكان في سيناء المكان دا لو اللي سمعته عنه صح فأنت هايتفتحلك باب من أبواب النعيم علي الأرض.

فرحت جدًا،أخيرًا ممكن أقدر أبقي غني وبدأت أرسم حياتي بعدها وأزاي هاعيشها مع سارة، رديت عليه وقولت له:

_متشكر جدًا يافندم علي ثقتك دي ويارب فعلا أقدر أكتشف مكان جديد يكون خير علينا كلنا.

أخدت منه العنوان وأخدت فريق البحث بتاعي بالأجهزة ونسقت معاهم اللي هايحصل، وأتفقنا هانتحرك بعد 3 أيام بالظبط نكون جهزنا كل حاجة، روحت البيت ونسيت اللي حصل كلمت سارة شوية وحكتلها أني قريب هاكتشف مكان جديد وأني خلاص هاتقدملها قريب فرحت جدا وقفلنا وبعدها نمت.

عدوا ال3 أيام ومافيش أي جديد غير أني سافرت سيناء مع فريقي وروحنا العنوان اللي كنا كل مانسأل عنه نلاقي زهول من أهل البلد، ماهتمتش وروحنا فعلا، ما أنا ياقاتل يامقتول،وصلنا هناك وقررنا نخيم هناك ونرتاح ونبدأ من بكرا البحث،نمنا كلنا وأنا قلقت باليل فاقمت اتمشي شوية،وأذ فجأة الأقي حد واقف بعيد مع أن المنطقة دي المفروض أنها صحراء، روحتله وقربت ليه وكنت كل ماقربله أحسه بيبعد، ثواني كدا! مش معقول! دا هو نفس الراجل اللي شوفته في البيت، بدأت احس بالصهد تاني وكل حاجة حواليا بدأت تتهز أنا مش عارف أنا فين ولا أي اللي بيحصل، حتي فريق البحث بتاعي أختفي أو أنا بعدت عنهم، حالة رعب سيطرت عليا ولقيت البردية من تاني والراجل بدأ يبصلي ويبتسم أبتسامة مرعبة،وبدأ يتكلم وقال لي:

_هانوريك جنتك علي الأرض،ماتخفش مش هنأذيك العهد بينا أننا نحافظ عليك، أتبعني.

وبدأ يمشي وأنا وراه لغايه ماوصلنا لأرض منخفضة شوية عن المكان اللي كنا فيه، بدأ الراجل دا يتمتم بحاجات غريبة وبعدها حسيت الأرض بتتهز من تحتي وبعدها، بعدها لقيت الأرض بتتفتح وبيظهر منها زي سلم او ممر بيوصل لتحت، عرفت وقتها أنه كان بيرشدني وأن وجودي هنا من البداية بتخطيط منهم، شوفت حاجات كتير دهب وماسات شكلها غريب،عنيا لمعت بطمع وقولت له:

_أي كل دا؟ وأي المكان دا؟ وأنت مين وعايز أي مني؟

أبتسم وقالي:

_ دي أرض الياقوت،هي دي أرض أحلامك وجنتك في الأرض،دا جزء من ممتلكاتنا اللي بنهديها ليكم في سبيل تنفيذ العهد، هنيئًا لك يايوسف فقد حصلت علي أرض الياقوت وهي الآن رهن تصرفك إذا قبلت بالعهد، أما عن العهد فستنفذه لاحقًا، موافق؟

من فرحتي نسيت اسأله حتي عن العهد دا أي هو وأنا هانفذه أزاي رديت عليه وانا طاير من فرحتي:

_موافق موافق، هانفذ اللي أنتوا عايزينه شكرًا ليك.

و في لحظة رجعت لمكاني تاني للفريق بتاعي والصبح لما طلع لقيت نفس الراجل بيرشدني للمكان تاني،خدت الرجالة ومشيت وراه وهما ماشين ورايا بأجهزتهم وفعلًا وصلنا، بدأوا الحفر وبعد يوم كامل بدون راحة غير بسيط من الحفر لقيتها، لقيت أرض الياقوت، كل حاجة شوفتها كانت صح، كل شئ حصل فعلًا، شوفت الراجل من تاني وهو بيبتسملي وبعدها أختفي، بدأنا نخرج الدهب والمقبرة اللي لقيناها ولقينا كمان بير كبير جدًا من البترول، وكأن منجم من مناجم الحياة اتفتح قدامي، بعد 15 يوم من الشغل والحفر والأكتشاف رجعنا تاني القاهرة ووثقنا كل حاجة وبقيت من أكبر المهندسين في الشركة وأخدت جزء كبير من الدهب ليا، كلمت سارة وحكتلها وأنا فرحان جدا وقولت لها:

_خلاص ياحبيبتي حدديلي معاد مع باباكي أنا خلاص بقيت غني جدًا،وهاجيبلك أحسن شقة وعربيات وهاعيشك أميرة متوجة.

ردت عليا وهي فرحانة اوي:

_ هاحددلك مع بابا معاد في أقرب وقت وهاستناك فيه.

قفلنا وأتواعدنا نتقابل بس المرة دي في بيتها، دخلت علشان أنام بس فجأة حسيت بنفس الصهد اللي بيحصلي وصداع غريب عرفت أنه موجود، لفيت وشي ولقيته واقف جنب سريري وبيقولي:

_ لقد صدقنا، دورك بتنفيذ العهد قد حان.

قولتله:

_ماشي، بس أنا نسيت أسألك أي هو العهد؟ وأزاي أنفذه.

ضحك لدرجة أن عينه كانت بتزيد حمار أكتر وأكتر ورد عليا وقالي:

_عجيب أمركم ياجنس البشر، تنبهرون بالقليل ولا تسألون عن المقابل فلكل شئ مقابل، والآن حان دورك.

قولتله:

_تمام بس أي العهد، وأزاي أنفذه وهاستفيد إيه بعدها.

رد عليا وقال:

_لقد استفدت بالفعل،وكلما نفذت ستُطاع أوامرك،أما عن العهد فهو قربان بسيط من نسلك أو من أحبائك.

بصتله بصدمه وقولتله:

_نعم، قربان من نسلي بس أنا عايش لوحدي وماليش حد.

كنت مخضوض وخايف وكل تفكيري في أخويا وسارة يارب مايعرفوش عنهم حاجة، لقيته أبتسم بسخرية وقالي:

__بل لديك من تفكر بهم الآن.

أتصدمت أكتر ووشي أتخطف وأترعشت وهو بدأ يضحك وصوت ضحكاته بدأ يعلي أكتر وقالي:

_العهد..العهد، عليك بالتنفيذ، أو سيحل بك غضبنا

بقيت مرعوب وبدأت أصرخ الصداع بيزيد وصوته بيرن ف ودني وصرخت:

_كفااااااية مش قااااادر مش هانفذ مش هانفذ خد اللي أنت أدتهولي بس سيبني في حالي.

للأسف كان أختفي وأنا من التعب نمت وماحستش بأي حاجة لما صحيت الصبح لقيت سارة بعتالي رسالة يتقول لي:

_ حددتلك ميعاد مع بابا وهو مستنيك يوم الجمعة الساعة6 ياحبيبي.

ابتسمت بتعب وماقدرتش أرد،عدي اليوم عادي في الشغل وروحت البيت الساعة كانت 11 باليل يادوب غيرت هدومي وخدت دش وحسيت بنفس الصهد تاني بس المرة دي أشد بكتير والصداع بدأ يزيد لدرجة حسيت أن راسي في لحظة هاتنفجر خرجت من الحمام ولقيته جنب السرير كالمعتاد، بس المرة دي بملامح كلها غضب وقال لي:

_لم تنفذ العهد، لقد خللت بعهدنا، فلك منا الويل الآن.

بدأ يصرخ بكلمات غريبة وبعدها لقيت الدولاب بيتفتح وبيخرج منه2 حجمهم ضخم جدًا وشكلهم بشع سحبوني وأنا بصرخ ولقيت نفسي في مكان كله عبارة عن كتل من النار وناس بتصرخ من العذاب، لقيت نفسي مربوط بسلاسل حديد من أيدي ورجلي ورقبتي وكل مابقاوم الحديد دا بيسخن أكتر وأكتر لدرجة مابقتش أتحملها، ظهر تاني نفس الراجل، بس المرة دي بشكله الحقيقي، كان طويل جدا وعيونه لونها أحمر زي النار،وعنده مخالب في ضوافره وماسك صولجان من بتوع الفراعنة زمان ووراه ال2 اللي سحبوني لهنا، الغضب كان مسيطر عليه، بدأ يخبط بالصولجان في الأرض، وفجأة لقيت حاجات شبه القنافذ صغيرة جدا وجسمها كله عبارة عن شوك أحمر بدأت تحاوطني من كل مكان وواقفين وكأنهم مستنين الأذن بأنهم يهجموا عليا، بدأت أصرخ وأقول:

_سيبوني سيبوني أنا ماعملتش حاجة خدوا الدهب وخدوا كل حاجة بس سيبوني.

ومع صراخي كان الحديد اللي مربوط بيه بيسخن وهنا بدأت القنافذ دي تتحرك ناحيتي وتطلع علي جسمي وكل مابيطلعوا علي جسمي بحس بنار بتحرقني صرخت وقولت:

_كفاية كفاية، هانفذ هانفذ خلاص سيبوني مش قادر.

بدأت القنافذ تسيبني والحديد بدأ يتفتح وقعت مابقتش قادر أقف علي رجلي رفعت راسي علي صوت الراجل وهو بيقول:

_أمامك يوم فقط لتنفيذ عهدك، وإلا ستصبح سجيننا الأبدي يا يوسف.

وفي لحظة كل حاجة رجعت مكانها تاني ولقيت نفسي ف أوضتي بس جسمي كله كان عبارة عن نار مشوهه بحروق كتير ومكان الحديد معلم في جسمي، بدأت أفكر أزاي أنفذ العهد، وأزاي هاقدر أعمل دا، ماقدرتش أقدم أخويا ماقدرتش، مافيش قدامي غير سارة، أنا أسف أني هاعمل كدا بس مضطر، عزمتها برا بحجة اني عايز أتفق معاها علي الكلام اللي هانقوله لباباها وفعلا جت، قابلتها وركبت معايا عربيتي وأديتها عصير كنت مجهزه قبل ما أقابلها، شربت العصير، وبعدها نامت، سوقت بيها بأقصي سرعة ودموعي مابتقفش حاجة جوايا بتقولي أقف وأرجع هاتقدر تعيش أزاي وأنت عملت كل دا علشان تتجوزها؟ فضلت كدا لغاية ماوصلت لنفس المكان ولقيت نفس الراجل بيدلني علي الطريق، نزلت وشلتها ودخلت المقبرة تحت وأنا شايفه بيبتسم وسيبتها تحت وأنا بعيط وبقولها وهي نايمة:

_سامحيني أنا أسف طمعي هو اللي وصلنا لكدا كنت عايز أفضل معاكي دايمًا أنا أسف ياسارة رتبت حياتي معاكي بس كنت غلطان طمعي ضيعني وضيعك معايا، سامحيني.

ماكنش فيه أي رد منها، خرجت وانا منهار تمام وحاسس أن قلبي بيتخلع من مكانه، ولقيت الراجل بيبتسم لي بسخرية وقال لي:

_ أسبوع بس وتنفذ عهدك الثاني، عهدك التاني بيقوي صلتك بينا، ستنفذ، لا سبيل للعودة.

قولتله وأنا منهار تماما:

_ انا مش هانفذ عهود تاني، انا مش عايز أشوفك في حياتي تاني،أبعد عني وسيبني في حالي بقا.

عدي أسبوع وأنا منهار تماما مابقتش بروح شغلي ولا بعمل أي شئ غير أني بفكر في سارة البنت اللي حبيتها من6 سنين وأنا اللي قتلتها بإيدي.

مع أول الأسبوع التاني حصل نفس اللي حصل تاني نفس السجن والسلاسل ونفس كل حاجة بس بأختلاف أن الراجل المرة دي سارة واقفة جنبه وبتضحك وبتقولي:

_مانفذتش عهدك التاني قدرت تضحي بيا علشان طمعك بس المرة دي مش هاتعرف تعمل حاجة هاتفضل مسجون هناك للأبد وأنا عمري ماهاسامحك، وبعدها أستسلمت للنهاية اللي هاتحصل لأني ماعنديش أي استعداد أضحي بأخويا اللي عنده 3 أطفال،جنيت نتيجة طمعي والنهاردة أنا قدرت أهرب من سجنهم ليوم واحد وهو اليوم اللي بكتبلكم فيه المذكرات دي وأنا واثق أنهم خلاص جايين والمرة دي عذابي هايبدأ من جديد عذاب أبدي بسبب طمعي وبسبب أني قبلت أضحي بسارة، نصيحة لأي حد أسعي لرزقك بنفسك لأن الدنيا فيها خبايا كتير، وأياك والمجهول لأن انت مش هاتبقي قادر تكمل للنهاية وفي النهاية هاتوصل للنتيجة اللي وصلتلها، أنا جنيت اللي عملته، ودلوقتي الدور عليك.


شروق أبوالحسن|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع