القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة "مرسال مجهول" 
أيه فتحي

تعودت دائماََ زيارة بعض الأماكن الأثريه، ولم أكن اعلم ان السماء ستمطر اليوم، فهذه المرة لم اكن بمفردي كنتُ برفقة شقيقي، استأجرنا غرفتين في فندق لمدة يومان، انتهى اليوم الأول كما خطط له، كان يوماََ شاقاََ للغايه ولكنه كان ممتعاََ بكل ما فيه تعرفت أصدقاء جدد، ودعتُ اخي ومن ثمَ ذهبت للنوم، سمعت صرخة فتاة من الغرفة التي بجانبي لم تتكرر هذه الصرخة مرة اخرى، ذهبت مسرعة الى آخي. 

_مابكِ. 

=سمعتُ صرخةََ من الغرفةِ اللتي بجانبي أظنها فتاة. 

_اذاََ فلنذهب لابلاغ ادارة الفندق. 

_اذا سمحتِ يا آنسة! 

=تفضل! 

_ذهبتْ شقيقتي للنوم ومن عشر دقائق سمعتْ صراخََ ولم يخرجْ احدٌ من الغرفه بعدها. 

=ما رقم الغرفة سيادتكِ! 

_7!

=حسناََ فلنذهب اذاََ. 

ذهبتُ انا واخي وثلاثة آخرون من الفندق، قال الجميع انهم سمعو نفس الصوت، واكدَ جميعهم انهم رأوني اخرجُ من غرفتي ركضاََ، قمنا بفتح الغرفه، فلم نجد سوى بضع قطراتٍ من الدماء، ولكن أين الجثمان! 

=يجب علينا إبلاغ الشرطه، ثالث حالةٍ اختفاء هذا الاسبوع، والقاتل او الخاطف مجهول. 

رد شقيقي :في نفس هذه الغرفه يا سيدتي. 

=نعم. 

_يبدو انه خطط لـه جيداََ، فـ الاغلب انها ليست بـ صدفه، ليس من المعقول ان يقتل ثلاثة اشخاصٍ في اسبوعٍ واحد، لابد من وجود تفسير ما.! 

=ماذا تقصد سيادتك.

_هناك شخصٌ ما يحاول إيصال شئ لكم. 

=ومن اين جاء هذا الاستنتاج! 

_اين الجثمان، اينَ المقتول، واكبر دليل هذه الصورة التي تركها هنا! 

رد احد العاملين في الفندق. 

وماذا يريد ان يقول لنا اذا! 

=هذه الصورة رفع اليدين فيها تدل على انه مستسلمٌ، لكنه حرٌ، وهذا القناع يدل على انه لا أحد يعرف هويته او هو. من اخفاها، في الصباح سأقول لكم ماذا يقصد ،فلتغلقو الغرفةََ جيداََ لان القاتل يحمل نسخةََ من مفاتيح الغرفه.

تغيرت ملامح الجميع ولا تعلم ما بداخل كلٍ منهم،ومن كثرة قلق اخي علي اخذني معه إلى غرفته، لم استطع النوم بشكلٍ جيد. 

_اخي ماذا يشغل تفكيرك! 

=لا يوجد خدشٌ واحدٌ في الغرفه، وهذا يعني ان المقتول لم يدافع عن نفسه. 

_ماذا تقصد لا أستطيع التركيز جيداََ!

=حتى لو دافعت عن نفسها لابد من تحرك الجسد بعد الطعن او القتل، ولا يوجد ما يثبت أنه المقتول تحرك من مكانه، وهذا يعني انه لايوجد جريمه، هناك تخطيط آخر. 

_كيف.!! 

=قال الجميع انها ثالث مرة دماء مع اختفاء الجثمان، وعندما ذهبتِ انتِ لاخباري استغرقنا عشر دقائق، فلا يستطيع أحدٌ حمل شخص او نقله من مكان لـ آخر في عشر  دقائق، هناك جريمة آخرى يخطط لها،وأريد ان اعلم ما هي.

_استنتاج جميل، ولكن ما دخلنا بـ هذا الموضوع فلنبتعد أفضل.! 

=كانت امنيتي أن اصبحَ ظابط شرطه، فلنفترض اني ظابط شرطةٍ وأتركني أؤدي عملي. 

_سوف نضيع بسبب افكارك. 

=لا شأن لكِ بأفكاري، دعيها وشأنها واذهبي للنوم امامنا يوم طويل غداََ. 

_امامك انتَ وحدك، ليس لي شأن. 

=حمقاء. 

لم أعرف في ماذا كان يفكر أخي، ذهبتُ للنوم واستيقظتُ صباحا فلم أجده في الغرفه، فُزعت أولا، ثم تذكرت أنه قال لي أنه ذاهب لـ مساعدة الشرطه في التحقيق، لا أظنُ أنهم سيقبلون مساعدته لهم، فارتديتُ ملابسي وذهبتُ اليهم. 

_هذه هي يا سيدي من رأيتها تركض في الممر ليلاََ خائفه، وكأنها رأت شيئاَ ما، أو ربما فعلت شيئاََ ما.! 

=امجنون انتَ، أم لا تعلم ما تقول من هذه التي فعلت ايها الأحمق. 

_لا ترفعي صوتكِ انتِ اول من ابلغ الشرطه انتِ واخيكِ فأنتما متهمان.

=لماذا لا تتحدث! 

_لأنه كما قلتِ لا يعلمُ ماذا يقول. 

=اذا ََ فلتغبرهم باستنتاجك الذي قلته البارحه. 

_هل ان أسال سيادتك عن شئ صغير! 

القضيتان الماضيتان اغلقا ضد مجهول اليس كذلك! 

=نعم. 

_وهذه ايضاََ. 

=ماذا تقصد! 

_انظر الى هذا المسجل! 

=ما به! 

سمعتُ نفسَ الصرخةِ التي سمعتها البارحه، لا يعقل. 

_هذا الصوت مسجل فيه والواضح فيه أنه يعمل عند بعدُ 

، ابحثو عن جهاز التحكم وستجدون من فعل هذا.! 

=تعلم شيئا.!

كنتُ أراهنُ على عدم حل هذه القضيه ولكنكَ فاجأتني، ابحثو في جميع الغرف عن هذا الجهاز ، واحضرو جميعَ اجهزه التحكم لنرى من منها يخص هذا الجهاز. 

ولكن اريد معرفة استنتاجك! 


=لا يوجد خدشٌ واحدٌ في الغرفه، وهذا يعني ان المقتول لم يدافع عن نفسه، حتى لو دافعت عن نفسها لابد من تحرك الجسد بعد الطعن او القتل، ولا يوجد ما يثبت أنه المقتول تحرك من مكانه ولا يوجد جثةٌ أيضا مما يعني انه لايوجد جريمه في الاصل، هناك تخطيط آخر.


_استنتاج جيد جداَ، ولكن ماهو التخطيط الآخر من وجهة نظرك.!

=سرقةُ خزانة المدير، الانتقام من شخص ما! لا ادري!

_اشهد حقاََ انك شخص ذكي، ماذا تعمل!.

=محاسباََ لدى إحدى الشركات. 

_حسناََ، سررتُ بمساعدتك لي، هذه شقيقتك! 

=نعم. 

_اظن أنها اصغر منكَ سناََ! 

=لاء انا اكبر منه وتخرجتُ من أربع سنواتٍ من جامعة الطب.

_هل قلت شيئاََ مخطئ.! 

=انا اسفه لكن طريقة حديثي هكذا. 

_اذاََ انا اكبر منكِ. 

=نعم. 

طال حديثنا لوقت كبير، وفجأةََ ادركتُ أن أخي ذهب، فسألته، هل رأيتَ أخي! 

_لقد ذهب من هنا.! 

=شكراََ، سأذهب للبحث عنه. 

_سعدتُ بمقابلتك، اتمنى رؤيتكِ مرة. 

=الى اللقاء. 

_الى اللقاء. 

ذهبتُ للبحث عن اخي،فوجدته يجهز حقائبنا للسفر، اصابني الذهول، كيف هذا.!

_هيا احضري حقيبتك وتعالى خلفي سأدفع الحساب ونعود الي بيوتنا.

=لماذا، الم تقل اننا سوفَ نبقى هنا حتى ينتهي التحقيق.؟ 

_ان لم نرحل كلانا اليوم، لن يرحل احدٌ منا حياََ. 

=ماذا تقصد.! 

_لا تساليني هذا السؤال مرةََ اخري. 

=اهداء قليلاََ. 

_لقد تركَ لي مرسالاََ هنا يقولُ "عزيزي لا تشغل بالك بما لا يعنيك فربماَ تكون انتَ الضحيةَ القادمه او شقيقتكَ المدلله ، احذر، فانتم مستسلمون لـ حريتي وداعاََ، والوداعُ هنا لـ عدم اللقاء" 

= اذاََ فلنذهب لـنخبرهم بـ رحيلنا. 

_ساذهب لـ أخبر الظابط أسر باننا سنرحل، وانتظريني بالاسفل. 

=حسناََ.


_جئتُ لـ أخبر سيادتك برحيلنا. 

=كنتُ اعلمُ هذا ً، ولكني سأستمر لان هذا عملي.

_بالتوفيق.

=كنت اريد رقم هاتفك سأحتاجك فيما بعدَ. 

_******* تفضل، فرصة سعيدة. 

=اتمنى ذلك. 

_لا تقلق. 

=الى اللقاء. 

_الى اللقاء. 


بعدَ مرور شهر من هذا الحادث، قررتُ ان ادعو اخي للذهاب لـ نزهه، ناولته كوبا من القهوه فردَ قائلا. 

_لا انا ولا انتِ ذاهبونَ الي مكان يكفينا اخر مرةٍ. 

=حسناََ. 

ومن ثمَ وجدناَ رقماََ غريباََ يتصل. 

_من. 

=بهذه السرعه استطعتَ نسياني! 

_اهلاََ بكَ.

=كيف حالكَ وحالَ الطبيبه.! 

_بخير ،ماذا حدث بعدَ رحيلنا. 

=انتهتَ بمقتل مدير الفندقِ وعائلته، ولا يعلمُ أحدٌ اينَ جثمان الثلاثة الذين خطفو او قتلو، ولازال البحثُ جاري، ولم يترك دليلاََ خلفه سوى بعض الرسمات التي يرسلها لي يومياََ، لن اتركَ هذه القضيه حتى أحلها.

_ حسنا ََ. 

=كنتُ اريدُ احضارَ العائلة معي، اريدُ التقدمَ لـ خطبةَ الانسة جنى هل لنا بالقدوم.! 

نظرَ لي اخي نظرةََ دهشةٍ واستغراب فسألته مَنْ. ؟ لم يجبني.وأكملَ.


_بالتأكيد، يشرفني حضورك. 


انتهت بزواجنا انا وآسر،وخطبةِ اخي لصديقتي، ولازال هذا الشخص الغريب يرسلُ مراسيلَ مجهولة ََ لنا، كانت هذه النهاية. 


أية فتحي|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع