قصة "مساعدة الأرواح"
حبيبة فرج
طيب وإنت عايزني أساعدك إزاي
_أنا عايزك توصلي الرسايل بتاعتي لبنتي بس مش أكتر
_وإنت مكنتش بتبعتهم ليه
_هحكيلك
الموضوع كله إبتدا لما بنتي أصرت تتجوز واحد أنا مش موافق عليه، وعدت سنين وكل سنة فعيد ميلادها كنت بكتبلها رسالة أد إيه هي وحشتني، وإن أنا كنت غلطان وعايزها تسامحني، بس عمري ماقدرت أبعتها، وعدت خمس سنين وفي عيد ميلادها اللي بعده قررت إني هروح واطلب منها السماح، بس لقيتها معاها طفل وكانو مبسوطين، مقدرتش أدخل، أنا ومروح عملت حادثة ومتت
_طيب كنت حاطط الرسايل دي فين
_في صندوق كانت بنتي راسمة عليه وهتلاقيه في أوضتها
رحت وأخدت الصندوق ورجعته للبنت ولما قرأت الرسايل عيطت وقالت إنها مسمحاه، وبعدها باباها بص عليها وعليا بإبتسامة وروحه إختفت، لأنها خلصت الأمور اللي مخلصتش معاها
لا لا متستغربوش أصل عمو اللي كنت بكلمه كان ميت فعلا، أه أنا بشوف الأرواح المتعلقة ف الدنيا يعني اللي كان بقيلها حجات مخلصتهاش، دي قدرة من عند ربنا من طفولتي، والحقيقة إنها بتضرني أكتر مابتنفعني، يعني مثلًا لما أكون بكلم روح الناس بتفتكرني بكلم نفسي وبيفتكرو إني مجنونة ودة بيسببلي إحراج كبير، وكمان بيخلى معنديش صحاب خالص، أنا آه بساعد الأرواح، بس سعات بتكون في أرواح مؤذية طايفة ف الكون دة ولأنه محدش بيشوفها بتكون محتاجة مساعدة وغضبانة، وفي مرة شفت روح محتاجة مساعدة بس الروح دي علمتني حجات غيرت الحكاية كلها
كنت راجعة من المخبز اللي بشتغل فيه، وكان معايا بان كيك إشتريته لأنه يوم مميز بالنسبالي، وشفت بنت جميلة جدًا قاعدة على كرسي في الحديقة وكان في واحد واقف قدامها وبيزعق وهي كانت بتعيط، إفتكرت إنه بيزعقلها فقررت أتدخل بس أنا ورايحة نحيتهم الولد قلع سماعة الإير بوتس من ودنه فهمت إنه كان بيزعق في التليفون بس هي بتعيط ليه؟ كملت طريقي نحيتهم والولد قعد على الكرسي وهنا كانت المفجأة إنه قاعد فوق البنت بس جسمه عدا من خلالها ففهمت إنها روح بس دة ممنعنيش أروحلها قعدت على مسافة منهم لحد ما الولد اللي قاعد يمشي، وبعد شوية وقت قام ومشي، إتحركت من مقعدي وقعدت جمبها وبصيت نحيتها وأنا زعلانة شوية إن بنت جميلة زيها كدة ماتت
_كنتي بتعيطي ليه؟
_إيه دة إنتي شيفاني؟ إذاي؟
_أنا بقدر أشوف الأرواح، كنتي بتعيطي ليه بقا؟
_علشان مش عارفة أنا هنا ليه
_علشان في حجات مخلصتش ولازم تخلصيها الأول
_زي إيه
_مش عارفة بس حاولي تعرفي وأنا هساعدك
_بجد هتساعديني
_آه، طيب بقولك إيه تعالي معايا دلوقتي بيتي وإحكيلي اللي حصلك في الطريق
_موافقة، أنا ريم
_وأنا طيف
_شوفي يا طيف اللي حصل إني كنت سايقة العرابية بتاعتي وكنت رايحة أشوف أخويا بس فجأة مقدرتش أتحكم في العربية، وآخر حاجة فكراها إني أغمى عليا ولما صحيت لقيت إنه محدش شايفني ولما ألمس حد إيدي بتعدي من خلاله، ومش عارفة أعمل إيه علشان أعرف اللي حصل أو أمشي من هنا
_متقلقيش يا ريم، خلينا الأول نقابل أخوكي ونعرف كنتي رايحة تشوفيه ليه، بس هنوصله إزاي؟
_ممكن نروح شركته، بس مش هيصدقك لو قلتيله إنك شيفاني
_وهنثبتله إزاي
_قوليلو بابا ريان أنا كنت بناديله كدة
_طيب يلا بينا شركته
رحنا في إتجاه الشركة، كنت خايفة أووي مش عارفة ليه بس كنت حاسة إن في حاجة كبيرة غلط ف القصة دي، ولما وصلنا وطلبت أقابل المدير قالولي إنه مشغول وإني لازم آخد معاد مُسبق لو عايزة أقابله وإنه هيكون أقل حاجة قبل أربع شهور، ولما ريم سمعت كدة قالتلي إنه أخوها طيب أووي، وبيحبها أووي ولو قولت للسكرتيرة إني صحبتها هيدخلني فرجعت تاني للسكرتيرة وقلتلها إني صحبت الآنسة ريم وإني عايزة أقابل أخوها الأستاذ ريان ضروري علشان حاجة تخصها وفعلًا لما قالتله إني برة خلاها تدخلني على طول، وأول ما دخلنا ريم قالتلي إنها هتفضل معايا وهتساعدني علشان متوترش، لاحظت إنه أخوها حزين، وباين عليه عصبي أو مش طايق نفسه مش عارفة
_إنتي تعرفي أختي ريم
_آه أنا صحبتها
_إنتي إسمك إيه؟
_طيف
_بس ريم مكانش عندها صحبة بالإسم دة، إنتي كذابة إطلعي برة
_شوف ي أستاذ ريان، أنا مش كذابة ودة أولًا، ووطي صوتك إنت وبتكلمني ودة ثانيًا، وثالثًا أنا وأختك صحاب جديد
وبعد ماسمع الكلمتين بص فيا شوية وبعدها قالي وأنا أثق ف كلامك إزاي
_بابا ريان
_إنتِ عرفتي الكلمة دي منين دي كانت سر بيني وبين أختي، ومستحيل تكون قالتهالك حتى لو صحبتها المقربة مش صحبة جديدة، إنطقي بقولك عرفتي إزاي، يبقى إنتي السبب في موتها
_قلتلك وطي صوتك دة إنت إنسان غريب بجد الحق عليا يعني إني بحاول أساعدك إنت وأختك، ماتشوفي أخوكي دة يا ريم أما إنسان غريب بصحيح
_معلش يا طيف هو مش هيسدق بسهولة حاولي تشرحيله
_إنتي بتكلمي مين، إنتي مجنونة
_هو مخلي فرصة لحد يشرح ولا يتكلم
_معلش بقي علشان خاطري
_طيب بس مش هكون مطرة أستحمل قلة أدبه دي كتير
_بقولك إنت بتكلمي مين
_أقعد وأنا هشرحلك بهدوء
انا إسمي طيف، وبقدر أشوف الأرواء اللي متعلقة بين الدنيا والآخرة، وكنت ماشية ف الشارع وشفت أختك ريم النهاردة
_إنتي دجالة وجاية تنصبي عليا صح
_أنا بقول الحقيقة
_أسدقك ليه ولا أثق ف كلام السحرة دة إزاي
_أختك ريم ماتت ف حادثة عربية، لما كانت جاية تشوفك
_أي حد ممكن يكون عارف كدة
_طيب ي أستاذ ريان أختك ريم موجودة هنا معانا ف المكتب دة ولو عايز دليل ممكن تسألني حجات محدش يعرفها غيرك إنت وهي وأنا بمساعدتها هرد عليك، إتفضل
_ريم كان عندها دب وكانت بتحبه أووي، إسمه إيه
_قوليله إن إسمه ريان، وإن أنا كنت بحبه علشان هو اللي جابه مع إن ياسر قال إن هو اللي جابه بس أنا شفته وهو بيحطه قدام باب أوضتي لما كنت راجعة من الشغل
_إسمه ريان وكانت بتحبه علشان إنت جبته وإنها عارفة إنك إنت اللي جبته مش ياسر
_ممكن يكون ياسر اللي قايلك أو هو اللي باعتك أصلًا
_إسأل حاجة تاني
_كان في بنت بتدايق ريم في الجامعة، ريم عملتلها إيه
_قوليله إني بدلت البرفان بتاعها بمادة ريحتها وحشة
_بدلت برفانها بمادة ريحتها وحشة
_يعني ريم معانا ف الأوضة
_آه، دلوقتي ريم كانت جاية تشوفك ليه
_كانت عايزة تقولي حاجة بخصوص ياسر
_متعرفش هي إيه
_لا
_طب متعرفش إيه اللي حصل يوم الحادثة أو ريم ماتت إزاي
_وإنتي متسأليهاش ليه
_علشان هي بتقول إنها مقدرتش تتحكم ف العربية وأغمي عليها ولما صحيت كانت ماتت ومتعرفش أيه اللي حصل
_الظابط قال إن سلك الفرامل كان مقطوع
_يعني إيه في حد حاول يقتلها
ريم إنتي كان ليكي أعداء، أو حد ممكن يكون هو اللي عمل كدة
_ياسر ممكن يكون هو، لإنه كان بيختلش ويسرق من شركة ريان ولما عرفت قلتله إني معايا دليل وإني هقول لريان بس مش فاكرة كنت رايحة أقول كدة لريان ولا لأ
_فين الدليل
_دليل إيه
_إستنى إنت، حاطة الدليل فين يا ريم
_في كبسولة الزمن
_يعني إيه
_قولي لريان وهو هيفهم
_ريم بتقولك إنه ياسر كان بيسرقك، وإنها معاها دليل في كبسولة الزمن
إتحركنا على مكان الكبسولة اللي قالت عليها ريم وأنا مش فاهمة أي حاجة بس ياسر وقف قدام شجرة كبيرة قدام بيت وقعد جمب الشجرة يحفر وبعدها طلع علبة كبيرة كان فيها صور وبرطمان زجاج كان فيه فلوس وحجات كتير كمان والأستاذ ريان لقي ملف فيه ورق يثبت إن ابن عمه كان بيسرق شركته وأخد الورق وإحنا وفي العربية كنت شاردة ومش مركزة لإني مش فاهمة حاجة
_مالك يا طيف
_ريم إنتي عارفة إن ممكن يكون ابن عمك قطع الفرامل، وإحنا المفروض نبلغ عنه صح، وبعدين العلبة اللي كانت مدفونة إيه اللي وداها هناك؟
_أنا وريم لما كنا صغيرين سمعنا إن الناس لما بتكبر بتنسي حجات كتير من طفولتهم، وجمعنا ذكريات طفولتنا وحطناها في العلبة دي ودفناها علشان لما نكبر وننسى نرجع نفتكر طفولتنا تاني، ودفناها قدام بيت جدنا
_وإحنا رايحين فين يا أستاذ ريان دلوقتي
_بصو إحنا هنروح لياسر ونهدده لو مقالش الحقيقة هنسجنه
_وإفرض طلع شخص واطي، أو خطر هنعمل إيه
_أنا عامل حساب كل حاجة، إستنو إنتو برة قدام البيت أمان أكتر عليكم
_إنتو مين
_إنتي وريم أقصد يعني خليكي برة أمان أكتر
_حاضر
وصلنا بيتهم ودخل أخوها لوحده بس أنا وريم قلقنا لما سمعنا أصوات عالية فقررنا ندخل بس من شباك أي أوضة وفعلًا دخلنا بس لقينا ريان ماسك مسدس ورافعه ضد ياسر بس فجأة أخد المسدس من ريان ومن كتر غروره قال إنه هيقتل ريان زي ما قتل أخته وبدأ يضحك ويتريق
_غبي أووي يا ريان، معقول جاي لوحدك كدة بعد ماعرفت إني بسرقك وبعد ما قتلت أختك
_يعني إنت اللي قطعت سلك الفرامل
_مش بس كدة، بس أختك طلعت قطة بسبع أرواح حتىٰ بعد الحادثة واللي كنت أنا السبب فيها أختك مماتتش أغمىٰ عليها بس، علشان كدة كان لازم أخلص منها المرة دي وبشكل نهائي؛ لإنها كانت عارفة الحقيقة وكانت جاية تفضحني، كتمت نفسها لحد ما ماتت وخلصت منها ومحدش عرف زي ما هيحصل فيك دلوقتي
_سلم نفسك يا ياسر المكان كله محاصر، والأستاذ ريان بلغنا وكل الكلام اللي قلته متسجل
قبضت عليه الشرطة وأخيرًا روح ريم إرتاحت وسلمت عليا وبصت على أخوها لآخر مرة بإبتسامة وإختفت
_شكرًا على كل حاجة عملتيها علشان ريم
_هو إنت مكشر وشك دايما كدة ليه
_وإنتي مالك أصلًا
_لا بقولك إيه أنا مش مطرة أستحمل قلة أدبك دي كتير
_إنتي بتزعقيلي
_آه بزعقلك في حاجة
_لا دة إنتي مجنونة بقى
_هقولك حاجة مهمة أسمعني كويس
أنا لما شفت أختك في الحديقة قلت إنها بنت جميلة جدًا، ولما عرفت إنها روح زعلت إن بنت جميلة زيها توفت وفي سن صغير كدة بس عمري ماكنت أتخيل إن اللي نحبهم ونعاملهم زي العيلة هما اللي يخونونا، وياريتها كانت خيانة بس لا دة في إنسان قدر وبكل دم بارد يقتل حد كان في يوم بياكل ويشرب معاه وعلشان إيه شوية فلوس، إنت تقدر تكمل حياتك بس متخليش الفلوس تعمي عينيك، ولا تخليها أهم حاجة في حياتك، فهمت
_شكرًا من قلبي على كل حاجة عملتيها، إنتي بنت شجاعة جدًا
_شكرًا
خرجت من المكان دة بدروس كتير وإتعلمت حجات كتير، وإن مهما حصل هيفضل الإخوات هي الحاجة الصادقة الوحيدة، أنا ومروحة شفت واحدة كانت جاية في إتجاهي وبتجري، بس في وسط صدمتي عدت من خلالي، وشكلها كدة حكاية جديدة
تمت
تعليقات
إرسال تعليق