القائمة الرئيسية

الصفحات

 مقال "كيف تكون انسانًا،


فوزية تامر

مُنذ ملايين السنين ومازالت السلسلة البيئية ونظام الكون يعتمد اعتماد كلي على تكاثر الأنواع واستمرار النسل، من الطبيعي اليوم ان تجد امرأة ما حامَلًا او طفلًا قادمًا لحياة جديدة، فالحيوانات لا تلد الا حيوانًا، والبشر لا يلدون الا بشرًا، كائن بشري من فصيلة الثدييات ويجب أن يُربى حتى يصبح انسانًا ومن هنا يأتي المنطق بكل جوانحه ليثبت لنا أن "كل إنسان بشري، لكن ليس كل البشر إنسانًا"

اذا كيف أصبح انسانًا وكيف أستحق أن يقال لي أنك انسان؟

من أجل أن يتم وصفك بأنك انسان يجيب أن تتمتع ببعض الصفات والسمات وأن تَكون مُدرِكًا لها :-


أولًا:- الإختلاف 

من الطبيعي أن تجد كل البشريه مُتشابهين في صِفاتٍ عِدة كالهيئة الجسديه والشخصيات المُتنوعه، بل وايضًا مُتشابهين بالصفات الخاصة، ولكن يوجد ١% اختلاف بِكل شخص، يجعل كل فردٍ لا يُشبه الآخر بمعنى أنك لن تتكرر مُجددًا ولو جاء أشباهُك الأربعون، ويجب أن تعمل بِجد حتى يُمكنك تطوير ال ١% ويجب أن تُدرك أنك لن تأتي مُجددًا وتستغل الفُرصة، أفكارك وطُموحاتُك كل ما تشعر أنك تنتمي إليه، كل ما ستصنعه لن يأتي مُجددًا بنسبة ١٠٠% وهذا ما يصنع تميُزك، كي تكون انسانًا يجب أن تُدرك ذلك الإختلاف وأن تسعى جاهِدًا إلى إظهار ذلك الإختلاف وترك أثرٍ لك يُثبت أنك كُنت يومًا ما هُنا على قيد الحياة.

ثانيًا:- الهدف

من الطبيعي أن تجد جميع الكائِنات الحيه تمر بذاتِ اليوم ( بحث عن الطعام، التكاثر، النوم) ومن الغريب ان تجد كائِنًا يقضي مُعظم حياته حتى يجد طريقةً للإرتقاء بِعُشه، أو صُنع ما هو جديد، وهذا ما يُميز الحيوان والكائِن البشري من الانسان، فالكائِن البشري الذي لا يملُك هدفًا يُكمل بها حياته، لا يصبح سوى عائِل على المُجتمع وجوده مثل عدمه، لا يصنع اي تطور ولا يُنتج منه أي شيء، فأصبح مِثله مثلُ اي كائن ولا يصِح أن يُقال عنه انسانًا، فحتى تتميز بصفة الإنسان يجب أن تملُك خُطط واستثمار وافكار وتطور من أجل مُستقبل راقي.


ثالثًا:- الإنسانية

من أهم الصفات التي تُميز الإنسان عن الكائِن البشري هي الإنسانية، كما أن كلمة الانسان مُشتقه من كلمة الإنسانية، ففِقدان الإنسان للمشاعر الإنسانية والعاطِفة تُجرده من انسانيته، بل تُجرد من كونِه كائن على قيد الحياة، القسوة والوحشِية وكُل تِلك الصفات التي يبغضها البعض من يتصف بها يُلقبونه "بِعديم الانسانية" فحتى لو اتسمت بِكُل ما يجعلك انسانًا وكنت مُفتقرًا للانسانية، لن تُصبح انسانًا ابدًا.


رابعًا:- الحرية

وهُناك جزئين منها (منح الحريه لِنفسك)، (عدم سلب الآخرين لِحريتك) 

ربنا سُبحانه وتعالى أعطاك حُرية عبادته أو لا.. فكيف لي كإنسانٍ بسلب حُريتك وكيف لك أن تسلُبها مِن ذاتك؟ كيف لك أن تسجُن نفسك نفسيًا وأن تحرم نفسك من احد أرقى معاني الانسانيه؟  فقط حاول كسر تِلك الحواجز وحرر ذاتك فإنها تستحق العناء.

...

مازال هناك العديد والعديد من معاني الانسانيه وصِفاتها والعديد من الاجوبه على سؤال "كيف تكون انسانًا"، ولكن الأهم من كُل ذلك أن يُكون لديك الاراده لِتحسين حياتك وتُصبح حقًا انسانًا حقيقيًا.


فوزية تامر|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع