القائمة الرئيسية

الصفحات

                      قصة "مغامرة لتحقيق حلم" 
                                مروة عثمان
ملك أنا عايزة أسافر فرنسا، حقيقي نفسي بجد.
_وأنا نفسي أسافر ألمانيا.
طب وبعدين؟
_امممم انتِ نفسك في ايه تاني؟
نفسي أبقى مصاصة دماء، وأبقى دكتورة وحاجات كتشيرة أوي.
_وه! وأنا بس مش لدرجة مصاص دماء، طب أنا جاتلي فكرة.
ايه يا ستي؟ ورينا أفكارك دي.
_تعالي نسافر فرنسا وألمانيا.
والله! يعني أنا لو عارفة أسافر هقولك ليه أصلًا؟!
_حيوانة حيوانة، بس بجد أنا مش بهزر.
طب ما تقولي يا بنتي إزاي؟
_بصي إحنا عايزين بنات تانية معانا بس عشان منبقاش لوحدينا.
يا بنتي بقى انتِ هبلة؟ ده اللي همك يعني! يبقى معانا ناس تانية، على أساس إننا هنسافر بجد، ودي المشكلة اللي عندنا.
_طب بصي شوفيلي بس ناس تانية، ومالكيش دعوة.
طب ماشي ياختي، صبرني يارب بصي -كنت بفكر آخد معايا ده لو سافرت يعني- ميار بنت خالي وممكن البت سارة.
_حلو وأنا معايا يمنى ورانيا، وانتِ عارفة ريم صح؟
أيوة مالها؟
_هتيجي معانا.
يا بنتي انتِ تعبانة طيب؟ أكلمك بكرة مثلًا.
_وليه بكرة؟ غمضي عينيكِ كده، وهتسمعي صوت طرقعة صوابع، وافتحي بعدها.
وه! ملك إحنا ايه اللي جابنا فوق سطح بيتك؟
_أنا اللي جبتنا.
وه تاني! إزاي؟
_امممم يمكن أنا جِنيَّة.
وه! 
_مروة بصي أعملي الحاجة اللي نفسك فيها، وبطلي أسئلة كتير.
تمام فهمت مش هسأل أسئلة كتير خلاصصصص، وه! إزاي بقية البنات وصلوا هنا؟
(ملك نظرت لي نظرة كافية لأفهم)
خلاص مفيش أسئلة تاني آخر مرة.
_تمام بصي بقى...
مين ده؟ خلاصصص آسفة، مش هسأل تاني بجد.
_يلا حولها لمصاصة دماء.
ايه؟ أنا هبقى مصاصة دماء؟ انتِ بتهزري؟! بس هشرب دم أرانب عشان مأذيش البشر، وهبقى مصاص دماء صالح أنا عارفة.
_يعني عايزة تبقي صالحة؟
ينفع أبقى شريرة وأقتل، والناس تخاف مني، وألاقي مصاص دماء تاني كويس يشوف فيا الخير، ويخليني صالحة زيه وكده، ينفع؟
_زي ما انتِ عايزة.
(وفي وسط تحول بكائي لنحيب)
_بتعيطي ليه دلوقتي بقى؟
عشان أحلامي بتتحقق مثلًا، وعشان الإختيار بين مصاص دماء شرير وصالح صعب أوي.
_طب اقرأ أفكارها، وشوف هي عايزة تبقى ايه، وحولها على أساس كده.
=حالًا.
(وفجأة وجدتُ نفسي أشرب دماءه بالقوة، وشعرتُ بألم في رقبتي، لقد كُسرت!)
ايه السرعة دي؟ أنا كده بقيت ايه؟
=بقيتي شريرة.
وه! كنت عارفة إني هلاقي قصة حب حلوة يوم بجد، يلا فين مصاص الدماء اللي هيلاقي فيا الخير؟
=وفين الشر اللي عملتيه؟
لازم أعمل شر؟
(هدوء تام للحظة، والجميع بدى عليهم التعجب من غبائي)
خلاص يا جماعة فهمت، مين منكوا أشرب دمه دلوقتي عشان أكمل التحول؟
_مش هينفع.
ليه؟
_كلنا نعتبر كائنات خارقة برضو.
امتى حصل كده؟
_حققتلهم كلهم اللي عايزينه زيك.
طب انتوا ايه كلكوا؟
_أنا جنيَّة زي ما قلت عادي، ميار حورية بحر، ريم مستذئبة، يمنى ساحرة، سارة عنقاء(طائر)، ورانيا اختارت تبقى آيس كريم عشان كده بتدوب في الأرض.
ملك! أكيد كانت بتهزر يعني، إزاي تحوليها لآيس كريم؟
_وممكن كانت بتستهزأ بيا زي ما كنتي بتعملي في الأول.
(وفي لحظة خِفتُ، وعمَّ الصمتُ المكان)
_نبدأ رحلتنا يلا، جاهزين؟ الأول إحنا كنا 7، 4 مننا عايزين ألمانيا و3 فرنسا، بس خلاص واحدة بقت آيس كريم، فبقينا 3 ألمانيا و3 فرنسا، فأول حاجة ميار هتنط دلوقتي هتلاقي نفسها في البحر المتوسط، مروة هتحاولي تنوِّمي الناس مغناطيسي، وتخليهم ميعرفوش يتحركوا عشان يبقى معاكي مصدر غذاء في رحلتك، يمنى اتصرفي انتِ كمان، وانتوا ال 3 تعدوا البحر المتوسط سوا، وهتروحوا فرنسا سوا، ومروة انتِ هتعرفي تتواصلي معايا لو احتاجتوني، ركزي بس كويس، ويلا امشوا.
تمام.
-تمام.
*تمام.
ميار نزلت في البحر خلاص، وأنا جبت الناس، ويمنى أنتِ هتعملي ايه؟
-متقلقيش.
(أصدرت صوت غريب بيديها، ورأيتُ حيتانًا ودلافينًا آتيةً من بعيد)
-دول هيوصلوني، روحي انتِ.
(تحولتُ لخفاشٍ)
يمنى ممكن الخشبة اللي عليها ناس دي تخلي حد من الدلافين ياخدها معاه عشان لما أجوع؟
-تمام متقلقيش هتلاقيها معانا.
تمام هسبقك أنا بقى.
-أما نشوف.
(حركت يديها، وجعلت الدلافين والحيتان يتحركون بسرعة تكادُ تُرى)
اوووه! هتبقى منافسة جامدة.


(طرتُ لمدة ليست قليلة؛ لكنني جعتُ، وبدأتُ أفقد قواي، ولم أستطع التركيز لأتواصل مع يمنى، لذلك حاولتُ مع ميار)
ميااار، مياااار.
*نعم! نعم! في ايه؟ 
انتِ فين كل ده؟ المفروض تفضلي جمبي.
*والله يا مروة الخروج من المياه صعب شوية لما تكوني حورية بحر، والمياه جميلة أوي، وأه دي صديقتي السلحفاة، سلحفاة مائية بس لطيفة أوي، واستني لقيت سمكة شبه ميمو، فرحت جدًا لما شفتها.
(رائع وكأن الجميع يحظى بأوقاتٍ جيدة ما عدا أنا)
*قلتي ايه؟
انتِ عارفة انك تكوني مصاص دماء في البحر ده مش حاجة حلوة، أنا محتاجة يابسة وناس وغذاء، صح ممكن أشرب دم سمك، بس أنا خايفة يبقى ريحته وحشة زيه.
*مروة! متقوليش كده، ومش هيحصل إنك تشربي دم سمك.
أومال هعمل ايه؟ 
*اممم ممكن العصافير، في عصافير بتقرب من المياه أوي اللي هو السمك العصفور ده، وأصلًا بينزل ياكل سمك تاني، فإتخلصي منه كله.
بس أنا كده محتاجة أتحول لشكلي الطبيعي، وفي شكلي الطبيعي مش هعرف أطير.
*ممكن تقفي عليا وهساعدك، وبالمرة هنقذ صحابي السمك منه.
تمام حلو يلا 1 2 3.
*خلي بالك هتقعي!



*مروة، مروة، مروة، ايه اللي جرالك؟



*مروة، مروااااااة.
نعم، نعم.
*الحمد لله كنت قلقت عليكي بجد، ايه اللي حصلك؟
أكيد هيكون نقص دم خلاني أفقد قوتي.
*طب أنا جبتلك سمك، وقعدتك على الصخرة دي، اشربي بسرعة.



(بعد فترة)
*يا مروة كفاية، خلصتي كل سمك البحر، حتى مسمعتيش كلامي ودورتي على السمك العصفور.
ما هو لسة هقعد أدور، ومش عارفة أبطل الصراحة، ريحته غريبة بس مليان حديد، وطعم الحديد في اللسان بيعمل لسعة كده مش قادرة أقاومها.
*سمممممككككك قرششششش.
طب وفيها ايه؟ مش هياكل حد فينا.
*ما هو ميعرفش إنك مش إنسان، ارجعي لخفاش بسرعةةةةةة.
امممم وليه؟ خلينا نلعب شوية.
(قفزتُ على سمكة القرش)
مش بتاكليني ليه يا سمكة؟ ها ها؟ مالك؟ 
*مروة رجلك!
مش هتعرف تاكلها متقلقيش، جسمي جلده أقوى، مش هيعرف ياكلني، وريني كده عاجباكي رجلي يا سمكة؟ عاجباكي؟ طب استنيي كدههههههههه
*مروة! مروة! مروةةةةة، أعمل ايه يارب؟ القرش غطس بيها.
(بعد ساعات)
ياااه، كانت مغامرة جامدة.
*مروة! ده انتِ بجد؟ ايه اللي حصل؟ خرجتي إزاي؟
يا بنتي مصاصين الدماء مش بيغرقوا زي ما هم مش بيناموا كده، فبس نزلت مع القرش، وقضيت وقت ممتع شوية، وبعدين شربت دمه ورميته جثة.
*يا قادرة.
أومال يا بنتي.
*طب ممكن تفضلي فوق البحر؟ ممكن مالكيش دعوة بالسمك؟
حاضر خلاص وعد مليش دعوة بالسمك، استني أتواصل مع يمنى.
*بتقول ايه؟
بتقول إنها تقريبًا وصلت.
*ايه؟ وصلت! 
تواصلت معاها تخلي الدلافين ترجع بأكلي عشان أنا كمان أوصل بسرعة.
*طب أنا مستمتعة كده مش عايزة أوصل بسرعة.
خلاص خليكي انتِ.
*وهتسيبيني؟
ومش انتِ كنتي سايباني؟ 
*اتغيرتي.
دي چينات مصاص الدماء الباردة الشريرة يا اوختشي، متقلقيش متقلقيش لسة بحبك.
*وده هيفيدني بإيه؟
خلاص يا ميار مش هسيبك.
*أيوة بالظبط عشان أنا اللي هسيبك.
(وغطست مسرعةً لأعماق البحر)
ميار، يا ميار خلاص بقى، و... رجعت لوحدي تاني أو مرجعتش، الدلافين وصلت، أهلًا بيكي يا دلافين، وصليني بقى، استنوا براحة شوية، أنا أه ميتة بس بتنفس، مش عارفة أتنفس، يمنى خلي دلافينك اللي عندي يحاولوا يقللوا سرعتهم.
-مقدرش لإني مش في نفس المكان اللي هم فيه، بس ليه؟
عشان مش عارفة أتنفس.
-وده هيموتك؟
لا بس بحب أتنفس، دي الحاجة الوحيدة اللي بتحسسني إنيلسة إنسانة.
-أه طب معلش استحملي شوية.
خلاص تمام، هحاول.
_مروةةة.
ملك!
_أيوة أنا بقولك...
عرفتي تتواصلي معايا إزاي؟
_أنا جنيّةةةةة.
أه صح.
_غمضي عينيكِ، افتحي، انتِ وصلتي.
ثانية، أنا في فرنسا! لا هعيط تاني مش قادرة، طب ليه مكملتش الرحلة؟ 
_كفاية مغامرة لحد كده.
طب فين بقية البنات؟
_مش هييجوا.
ليه؟
_عشان أنا عايزة كده، وعشان هم حابين حياتهم كده أكتر، بس انتِ بتنتمي لليابس والأرض وأهم حاجة فرنسا.
ميار! يمنى! محدش بيرد ليه؟ أنا هرجع لهم.
_لا، مش هترجعي.
محدش طلب رأيك.
_تمام حلو، وريني إزاي هترجعي وانتِ إنسانة.
ايه! لا استنييي، تمام، هرجع برضو يا ملك، وهتشوفي.

(ذهبتُ إلى ميناء فرنسا، وأخذتُ مركب صغير، وانطلقتُ، وقبل أن أبتعد وجدتُ يمنى قادمة)
يمنى! ايه اللي رجعك؟ ملك قالت إنك حبيتي الحياة كده.
-أيوة فعلًا، بس أنا إنسانة برضو، معنديش خياشين، ممكن أحول نفسي عادي بس أنا مش عايزة، وهعتني بالدلافين والحيتان من اليابسة عادي.
أه، طب أنا هروح أدور على ميار.
-طب عايزاني أساعدك؟
لا، شكرًا، سلام.
-سلام يا حبيبتي.
(استمر حالي على المركب أُجدف حتى أتى الظلام، وكم أخافُ من ظلامِ الليل، ومن سوَّادِ البحر! ظللتُ أقرأ ما حفظته في حياتي من القرآن، وأدعو الله أن يجعلها تمر على خير، من الممكن أن تظن أنه ليس بالأمر الذي يرعب جدًا بعد كل ما مررتُ به، لكني وأنا صغيرة كنتُ أخافُ من الماء في الليل، لماذا؟ لأني أخاف من السمك الذي يُطلقون عليه اسم "السمك الثعبان"، لونهُ أسوَّد كالكحل، كنتُ أظن أن الماء في الظلام وهو أسود ملئ بهذه الثعابين، ظللتُ أرتجف من الخوفِ والبرد حتى بدأت تظهر خُصلات من أشعة الشمس، حينها هدأتُ قليلًا، وهكذا لأربعةِ أيام، شربتُ ماء البحر، حاولتُ أكل الطحالب، وجدتُ سمكة قفزت على المركب فأكلتها وهي نيئة، وكلما أتحرك قليلًا أُنادي على ميار بصوتٍ مرتفع، حتى اختفى صوتي؛ وأنا صغيرة كنتُ أخاف من أن أصبح في يومٍ ما في وسطِ البحر، فأنظر من حولي ولا أجد أي يابسة، والآن أنا كذلك، أظن أني واجهتُ كل مخاوفي، ولكن آهٍ يدي، ماذا حدث؟ لقد أصابني هذا المسمار بخدشٍ، وأنزفُ كثيرًا، وسرعان ما رأيتُ قرشًا، فخِفتُ، وصرختُ بصوتٍ يمكن لجميع مخلوقات البحر حتى الأعماق سماعه، لم أعرف أنني أستطيع أن أصرخ هكذا، فقفز القرش، وهبط رأسه على حافةِ المركب الأمامية، فانقلب المركب، ورأيتُ الماء والأسماك من الداخل، أول مرة أفعلها وأنا إنسان، كنتُ دائمًا أتمنى أن أفعلها، وكنت أضع رأسي في حوض الإستحمام بعد ملئه بالماء، لكني لم أستطع أبدًا أن أفتح عينيَّ تحت الماء، والآن فعلتها).

*مروة، مروة، مروةةةة.


*ياااه يا مروة لسة فاكرة تفتحي عينيكِ؟ بقالي يومين بحاول أصحي فيكِ، أنا كنت بدأت أحس إنك مُتِّي بجد.
مياار! أنا مش قادرة أقوم بس نفسي أحضنك.
(وبدأتُ في البكاء مجددًا)
افتكرت إني مش هشوف تاني.
*يا بنتي عيب أنا كنت ماشية وراكي كل ده أصلًا، بس حبيت أسيبك تتعذبي شوية، بصي يمنى خلتني سريعة زي الدلافين والحيتان، بصي كده هنوصل فرنسا دلوقتي.
أنا مش قادرة أتنفس، براحة شوية.
*وصلنا أهو.
(أخذتُ نفس عميق جدًا)
مكنتش عارفة أتنفس.
*بس وصلنا في ثواني، تعالي كده.
هتخرجي من المياه إزاي؟
*هتشوفي.
بقيتي إنسانة؟
*لا، بس اتحولت لشكل إنسان، يلا دلوقتي بس هوديكي المستشفي، وبعدها نروح ناكل.
وفين الفلوس؟
*نسيتي إن أنا حورية بحر؟ أنا معايا لآلئ من البحر أقدر أبيعها، وهيبقى معايا ملايين، تعالي معايا بس.
(وذهبنا للمستشفى وبعد أن تعافيتُ قليلًا، أخذتني لنأكل، فأكلتُ إلى أن امتلأت وكدتُ أن أنفجر)
*طب آخر حاجة يا مروة قبل ما تركبي الطيارة....
طيارة ايه؟
*بصي انتِ متعرفيش حد هنا، وأنا هرجع حورية بحر، وانتِ رجعتي إنسانة يعني تقدري ترجعي البيت عادي.
بس أنا عايزاكِ ترجعي معايا.
*أنا مبسوطة كده.
(فعانقتُها وبكيتُ)
أنا عارفة انتِ لسة زعلانة من طريقتي لما كنت مصاصة دماء.
*لا، يا حبيبتي أبدًا، بس أنا فرحانة كده بجد، ويلا عشان هوصلك المطار.
(وصلنا المطار، وودعتني وداعًا حارًا، أظن أنها آخر مرة سنرى فيها بعضنا، ركبتُ الطائرة، نظرتُ من الشُباك الذي بقربي، وتعجبت وقلت: يا لسخريةِ القدر! أول مرة أركب فيها طائرة وأنا مغادرةٌ من البلد الذي ظننتُ أنني إذا وصلت أرضه لن أغادر منها أبدًا، وبكيتُ؛ لأنني أعلم أنني لن أرى ميار ثانيةً، ولكني سعيدة لسعادتها، وغصتُ في النوم، واستيقظت والجميع ينزل من الطائرة، لقد وصلنا، قلتُ يجب أن أتحدث لسارة، وأطمئنُ عليهم)
~مروة! ياااه عملتوا ايه؟
ياااه يا سارة حاجات كتيرة، هحكيلك...
~ياااااااه كل ده! والله إحنا ملك صغرت حجمنا أوي، وركبنا طيارة رايحة ألمانيا في شنط الركاب، أنا شفت برطمان خيار عملاق يا مروة! أنا لحد دلوقتي مش عارفة أصدق اللي حصل، ووصلنا ألمانيا، وهناك اتفسحنا كتير، ورحنا غابة، وفضلنا عايشين فيها كام يوم عشان ريم مستذئة، وأنا طائر يعني، فإيه هيكون أحسن من الطبيعة لينا؟! المهم أنا معرفتش أتأقلم، فملك رجعتني البيت بتاعي عادي، وولا كإن حاجة حصلت.
ياااه يعني انتِ في البيت عندك؟
~أه.
طب عدي عليا دلوقتي.
~انتِ رجعتي بيتك برضو؟ خلاص جاية حالًا.
(وجدتُ والدتي هادئة، وليس كأني كنت خارج البيت لعدة أيام، أظن أن هذا من فعلِ ملك أيضًا، لكني لم أستطع أن أمنع نفسي من معانقتها لساعتين متتاليتين، والإعتذار عن كل شيء فعلته وضايقها من يومِ وُلدتُ، ولم أستطع انتظار سارة؛ فقد نعستُ جدًا لذلك ذهبتُ لأُغمض عينيَّ قليلًا حتى تأتي، وأنا أنام سمعتُ صوت دقاتِ الباب، وصوت أحد يقول: مروة، مروة، وفتحت عينيَّ مجددًا).
مياااار!
*يا بنتي أنتِ كنتي بتكلمي ملك، وقعدتي تقولي عايزة أسافر فرنسا، وهي تقولك ألمانيا، ونمتي وانتِ ماسكة التليفون، وسارة لسة جاية، وكانت بتخبط من شوية بس فتحتلها، قومي بقى كفاية، كل ده نوم!
(فقمتُ وعانقتهم جميعًا: أمي، ميار، سارة، واتصلتُ بكل من لم أراه حولي لأعانقه، وتفقدتُ أحوالهم جميعًا، وكنتُ سعيدة طوال اليوم؛ لأن هذا كان مُجردَ حُلم. 

مروة عثمان|همج لطيف

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. جميله اووي، ولكن فيها بعض المتاهه بين الشخصياات

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع