نص "ذكريات مُتهشمة"
طيف خيباتي يلاحقني بعد استسلام مرت عليه عهود طال تناسيها، يلجُ الخوف من المجهول إلى عقلي بعد تجاهل جاهدت في الحفاظ عليه إلى قبل الآن بقليل، سئمتُ هطول الذكريات كسيلٍ تتابع على ذاتي المنهكة، هل لي أن أقصص عليكَ ما حاولتُ التعافي منه إلى هذا الحين؟
منذ ما يقارب يومان، التقيتُ برفيقٍ افترقت عنه منذ عامين، كنتُ قد أقنعت ذاتي أنّ الوحدة مسكني وأنني بخيرٍ دون أُنسٍ ومُتكأ، وجدتني حينها أقف متطلعًا إليه لعلّه يلقي إليّ بعض اهتمام، ما كان منه سوى أن تخطاني وأكمله مسيرته نحو هدفه المجهول بالنسبة إليّ، جل أمنياتي حينها كانت ألا ألقي بالًا بعبوره وكأنه عابر سبيلٍ سأنساه عقب التفاتي، لم ألقِ بالًا له حينئذٍ، بل ألقيتُ دَمعًا من قلبي الذي تفطّر إثر الفراق، ودّت روحي لو ألقى عليها السلام ومن ثم يمكنه الانسحاب حيث شاء، عدت إلى مكان وحدتي لربما يهدأ باطني كما هدأ ظاهري بفعل ملامح التجاهل، جوارحي المهملة لم تكف عن العتاب، وما كان منّي سوى الندم على مجهولات تناسيت أمر العلم بها بتوالي الأحداث، لم يبقَ من العهد سوى الاستسلام، أظن أن أوان البكاء قد آن بعد طول ادّعاء الجلد والاحتجاج بعدم الحاجة إلى أعوان، أيكون العيب عيبي؟ أيخفف دمع العين عني؟ أيقل اللوم عليّ؟ حالي حلك بظُلمة دامسة وكأني غارقٌ في لجّ بحر ولست أرجو النجاة.
أما زلتَ تتابع خيط أحرفي؟ كفاكَ عبثًا يا رجل، ما هيَ سوى محض خرافات وأنت بالنظر إليها مضيع لوقتك فليس فيها إفادة أو عائد يحبذ نجاح عقلك أو ما شابه.
تعليقات
إرسال تعليق