القائمة الرئيسية

الصفحات

نص "نهاية البداية"

بسنت رائد

أتسائل أحيانًا كيف عاشوا في الماضى قبل ملايين السنين، حين كان يخرج الرجل ليصطاد طعامه يوميًّا، هل كانوا قبائل، هل كانوا يعلمون نَسلهُم أم كانوا يعيشون فقط للبحث عن الحياة، كيفية إيجاد فريسة للطعام، وماءٌ عذبٌ يرتّووْن به، كيف كانوا يتواصلون، هل كانوا في حاجه دائمًا لكى يكونوا اقوياء لأنّ تواصلهم لم يكن سوى للنِزاع، هل كان لهم لغةٌ يتفاهمون بها، هل كانوا يُراعون بعضهم البعض أم لم يفهموا ويَعوا أن لكُلِّ منَّا طاقة؟ أتسائل أحيانًا هل نحنُ حقًّا الحضارة و التحضُّر، هل قوانينُا هيَّ أساس الاستقرار أم أنهم كانوا الأفضل ونحنُ فقط لم نكتشف ذلك بعد.. أحيانًا أتمنى أن يكون لديّ ثُقبٌ زمنيّ يُمَّكِنُني مِن التَّنقُل كُل بُرهةٍ إلى عصرٍ جديد، أتمنى أن أُعايش كُل حِقبةٍ على حِدة، أريد أن أُواكب التغيرات والاختلافات التي أدَّت بنا إلى هنا، أريد أن أُثبِتْ أنَّ ما نحنُ عليهِ الآن ما هو إلا تخليدًا للهمجيَّة، أريد أدِلة على أنَّنا كُنَّا دائمًا أفضل، لا أريد تصديق أنَّ تلك الأيام هيَّ التحضُّر، تلك الأيام هيَّ النهاية لا أكثر، ولكنها نهايةً شنيعة لكُلِّ مجدٍ بشريًِّ مُسبَق، نهايةٌ مرعبة، نَحمد الله أن أجدادُانا مِن ملايين السنين لن يرّوها، لن يرّوا ما آلت إليهِ الأُمور مِن سوءٍ على يدِ العنصر البشريّ المُتحضِّر.

بسنت رائد|همج لطيف


 

تعليقات

التنقل السريع