القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة "لم أشعر بالأمان في موطني"

 قصة "لم أشعر بالأمان في موطني" 


يمنى شحاتة

انا كرهت نفسي.. مبقاش عندي ثقة في حد ولا حتى في نفسي.. انا ادمرت خلاص ومبقاش بأيدي غير ان ادعي ربنا اني يعجل في اجلي.. الحياة صعبة اوي، 


فلاش باك قبل تسع شهور... أمل.. 

بتدرس تمريض، وجمب دراستها كانت بتشتغل عشان توفر مصاريف دراستها.. امل من البنات الي زي 99% من بنات مصر بل من بنات الوطن العربي كلو، بيتعرضو للمعاكسة والتحرش كل يوم، واوقات الموضوع بيوصل للاغتصاب.. 

امل كانت بتتعرض للمدايقة من شخص ما عارف مكان شغلها ودراستها وكان كل الي بيعملو معاكسات عادية ومديقات في الرايحة والجاية.. لكنها محطتش في دمغها وكبرت ومكنتش بترد عليه.. 


وفي يوم وهي ماشيه وبتتكلم في التليفون حست بايد على جسمها، سرخت من الخضة وبصت وراها لقيت نفس الشاب الي كان بيعكسها بيحاول يتحرش بيها.. شتمتو وهزقتو ومشتو بعيد وعدى يوم واتنين وتلاته وهي مش بتشوفه... اطمنت وفكرت انها كده خلاص اتخلصت من معكسته ومديقته ليها.. 


لكن في يوم كانت رايحة مدرستها الصبح بدري وتقريبا كان الشارع فاضي جدا وهو بحكم انو مراقبها وعارف مواعيد خروجها ودخولها كان عارف انها هتخرج من بيتها في الوقت ده.. 

كانت ماشية ومدية الامان ولقيت الشاب ده ماشي جمبها وبيحاول يفتح معاها كلام.. اتخضت وخافت احسن يعملها حاجه، وللأسف ظنها كان في محله بعد جدال طويل بينهم وهي تزعقله وتشتمه عشان يمشي.. لقيت كذا شاب جم من بعيد حست بالامان واستنجدت بيهم وكانت فاكرة انهم هيدافعو عنها، ولكن.... 

الشاب ده اول ما مجموعة الشباب دول قربو منها طلع من جيبة مادة منومة.. خدتها من هنا ووقعت من هنا، اول ما صحيت من النوم لقيت نفسها مربوطة في سرير من غير ولا هدمة من الي كانت لبساهم وحواليها الاربع شباب الي خدوها... لك ك شاب بتعاكس البنات تتخيل صعوبة الموقف لو اختك او بنتك اتعرضتله لكي ك بنت تتخيلي تصحي من النوم مش لابسة قشاية على جسمك وحواليكي اربع شباب ربطينك.. حاجة مخيفة مش كده.. 

لك ان تتخيل عزيزي القارئ ان الاربعة اغتصبوا أمل.. فضلو حبسينها اسبوع وبيتناوبو عليها كل شوية... وكل ما تحاول تقاوم يسكتوها بالضرب.. اسبوع كامل بتتعرض للتعدي والضرب يوميا.. 

في اخر يوم من الاسبوع ده وبعد ما كانت منهارة ومدمرة حرفيا كانو هما الاربعة نايمين وهي قدرت انها تفك نفسها... لبست هدومها وخرجت من الاوضة لقيت قدامهم سكينة خدتها وهي خارجة خبطت في حاجه عملت صوت.. ملحقتش تروح ناحية الباب واذا بواحد منهم صحي وجاي عليها.. محستش بنفسها غير وهي قتلاه وطعناه بالسكينة، 


رجعت امل بيت اهلها وهي منهارة تماما ومحطمة واهلها في حالة زعر ومبلغين الشرطة على اختفئها.. أول ما والدة امل شافت بنتها ازاي مضروبة وهدومها مقطعة ومدمرة وغرقانة دموع.. فهمت بنتها حصل فيها اي، كانت امل بتحكي لاهلها على الي حصلها بالتفصيل وهما كانو بيبكو بدل الدموع دم.. 


ولما قررت انها تبلغ عن الي حصلها ودلتهم على البيت الي هما فيه البوليس راح لقيهم بوضعهم، تلاته نايمين وواحد مقتول.. التلاته اتقبض عليهم واتحبسو بتهمة التعدي عليها وخدو 15 سنة، بس 15سنة.. ومكتفوش بكده لا.. دي امل اتحاكمت وخدت ست شهور سجن بسبب انها قتلت الشاب الرابع.... 


كانت بتصوت وتقول انها تعرضت للتعدي بطريقة وحشية ولمدة اسبوع وكانت بدافع عن نفسها لما قتلتو يرد القاضي بكل برود انتي هتاخدي ست شهور عشان بس كان دفاع عن النفس لان في الاول وفي الاخر دي قضية قتل.. 


اتسجنت امل الست شهور وخرجت وفضلت منعزلة عن العالم تلت شهور مبقتش حاسة بالامان في بيتها ولا حيها ولا بلدها.. بقت مدمرة محدش حتى قبل يتجوزها كل مصر عرفت الي حصلها بسبب الاعلام والصحف والنت.. وكأنها عاهرة مش مجني عليها.. 


دي مش قصة أمل وبس دي قصة كل بنات العالم كل البنات الي بتتعرض للمعاكسة والتحرش والاغتصاب والتعدي واطهاض من المجتمع وكأنهم هما السبب... 


من حقنا نعيش بأمان، من حقي امشي بامان وانا رافعة راسي وكل الشباب حواليا غضين بصرهم عني زي ما ربنا قمر.. من حقي مخافش.. المجتمع حط في عقول البنات فكرة واحدة بس.. لو تعرضتي للتعدي بأي صورة متتكلميش؛ لانك هتطلعي انتي الملامة.. مع ان المفروض الجاني هو الي يخاف.. يخاف من عقاب ربنا اولا ومن الفضيحة ثانيا.. لكن مجتمعنا بقا شايف ان المجني عليه هو الي لازم يخاف مش الجاني

يمنى شحاتة|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع