القائمة الرئيسية

الصفحات

 قصة "مجرد وقت


سماء محمد الطنطاوي


 تَرجلت الشمس مُعلنة بِداية يوم جَديد مَليء بِالأحداث في مدينة الأسكندرية، تحديدًا في إحدى المناطق الشعبية، في مَسكن (حياة الرفاعي).. 
تستيقظ على صوت هذا الشيء المُزعج الذي أفسد حلمها اللطيف، لِتطفئه بِملل، ثُم تَذهب للمرحاض، وتَخرج، لترتدي ثيابها وتتناول طعام الإفطار، ثُم تَذهب لِتكمل رِحلة البَحث عن عمل. 
.. 
حياة: هل يمكنني أن أعلم لماذا تم رفضي الآن؟ 
(أجابها ذلك الشخص الذي قام بِالمُقابلة معها ببرود) 
-لأن مؤهلاتك لا تتناسب مع شركتنا. 
(ثُم أكمل بِاستهزاء قاصدًا إهانتها) 
-وأنتِ تخرجتِ من دبلوم تجارة؛ فَكيف يُمكننا قبولك في شركة كَبيرة كَهذه؟ لا يُمكن أبدًا، والأفضل ألا تُرهقي نفسك في البحث عن عمل بِمؤهلك هذا؛ فَلن يَقبلك إلا الذي لا يَهمه عمله. 

(قد تم كَسر قلبها وخاطرها للمرة الألف في هذا الأسبوع فقط! دائمًا ما تكون هذه نهاية كُل مُقابلة لها. 
خَرجت من الشركة ودموعها تسبقها، وذهبت لِملجأها من هذه الحياة وهو" المسجد"، صَلّت ودعت كَثيرًا، وبِداخلها يقين أن الله سَيجبر بِخاطرها عاجلًا أو آجلًا.
وبعد وقت، خَرجَت من المسجد، سعيدة وبِداخلها يَقين تام أن الله لن يخذلها أبدًا.) 
..
عادت إلى شقتها، تناولت غدائها ثُم صَلّت فروضها، وبعد أن انتهت وقبل أن تخلع إسدالها، سمعت صوت جرس المنزل، ذهبت لِترى مَن الطارق، لِتجده مالك المنزل التي تسكن فيه.. 
-السلام عليكم. 
_وعليكم السلام. 
-أظن أنني تركت لكِ وقت كافي لِتُدبري المَبلغ، أليس كَذلك؟ 
_بالطبع، لكن.. أنا لم أستطع أن أُدبر المبلغ قط، حقًا قد فعلت كُل ما بوسعي، لكنني لما أجد عمل حتى الآن، هل يُمكنك إعطائي أسبوع فقط؟ 
(زفر بِنفاذ صبر وقال بضيق) 
-حسنًا سأترك لكِ ثلاثة أيام فقط، وفي اليوم الرابع إما أن تعطيني الإيجار، إما مُفتاح الشقة. 
_حسنًا، أشكرك. 

(ذهب، وتظل هي حائرة وحزينة، ماذا تفعل؟ فَهي وحيدة، لا تمتلك أي أحد إلا عمها، هل تطلب المساعدة منه؟ أم لا، فَهو أيضًا يجب أن يدفع الإيجار، غير ذلك فَلديه ابنته على وشك الزواج ويجب أن يجلب لها أشياء لِجهازها، ماذا تفعل الآن؟ 
ظَلّت في هذا الصراع وقت دام طويلًا، وقفت عاقدة العزم أن تطلب المساعدة من عمها، وتعيده له في أقرب وقت، صعدت لِشقته، وطرقت الباب، وانتظرت أن يُجيبها أحد.) 

-السلام عليكم. 
_عليكم السلام، كيف حالك يا "حياة"؟ 
-الحمدلله يا "كنزي"، وأنتِ؟ 
_أنا بخير. 
"قالت "حياة بتوتر وخجل".
-هل عَمي هُنا الآن؟
_لا، لم يأتي من عملهِ بَعد. 
-ألا تعلمين متى سيأتي؟ 
_ لا أعلم. 
-حسنًا، أعتذر على الإزعاج. 

(عادت "حياة" إلى شقتها، وظَلّت تبحث في الجرائد على أي إعلان للعمل، ولم تجد أي شيء يُناسبها أبدًا.) 
..
(في اليوم التالي..) 

(استقيظت من السابعة صباحًا لكي تستكمل رحلة البحث عن عمل، وعادت إلى منزلها الساعة الثامنة مساءًا، كان الإرهاق ظاهر على وجهها، وقبل أن تدلف لشقتها، صعدت لشقة عمها، لكن الرد كان كما هو "أبي ليس هُنا الآن.) 
عادت إلى شقتها حزينة ومُرهقة. 
صَلّت فروضها وتناولت غدائها ثُم قالت بِعَزم وثقة: 
(سأفعلها بِإذن الله، سأحقق الكثير من الإنجازات، سأكون "حياة الرفاعي" أكبر سَيدة أعمال وكاتبة، لن أضطر أبدًا أن ألجأ لأي أحد، سأنظُر لِكُل من خذلني وأهانني قائلة بفخر: لقد فعلتها حقًا.) 
..
(مَر يومان بِنفس النمط، وفي آخر اليوم الثالث.. 
صعدت لشقة عمها، وقبل أن تطرق الباب سمعت صوته بِالداخل يَتحدث مع كنزي، لم تعطي إهتمام للحديث وطرقت الباب بِفرحة، فتحت لها كنزي وانتهى الحديث بِنفس العبارة "أبي ليس هُنا الآن" صُدمت "حياة" لكنها لم تعقب، وشكرتها بِابتسامة وعادت إلى شقتها، مصدومة، وحزينة، شعرت أنها يتيمة فعلًا، لم تنتظر أي شيء لكنها أسرعت تكمل بحث عن عمل، ولم تجد أيضًا، عادت إلى شقتها وصَلّت فروضها، ثُم قامت بتحضير حقيبة ملابسها ومفتاح الشقة، وخلدت إلى النوم، ظَلّت تفكر كثيرًا، ماذا تفعل؟ وكيف ستتصرف الآن؟ هل ستعيش في الشارع؟ من المُمكن أن يقوم أي أحد بِإيذائها، ظَلّت تبكي حتى نامت.) 
.. 
في اليوم التالي، جاء مالك المنزل، أعطته "حياة" المفتاح ثُم شكرته وغادرت، لم تعرف ماذا تفعل، فَاستكملت رحلة البحث عن عمل، ولم تجد حتى التاسعة مساءًا، فَاضطرت أن تنام في الشارع، قامت بوضع ورقة كرتون على الأرض وحاولت أن تنام، لكن خوفها منعها من ذلك، حتى انتصر عليها سلطان النوم وخلدت إلى نوم عميق، فاقت على أصوات السيارات والضجة التي بالشارع، نَفضت ملابسها ثُم تأكدت من أن حجابها على رأسها، ثُم أخذت حقيبتها وذهبت تبحث عن عمل، حتى وجدت في هذا اليوم عصرًا عمل في مقهى وطلبت من المدير أن يسمح لها بالعمل ٢٤ ساعة هذا اليوم، فَوافق. 
لاحظ المدير إرهاقها فَأحضر لها طعام وأجبرها أن تتناوله، ثُم بدأت عملها. 
وبعد ٢٤ ساعة، أعطى لها مُرتب مُقدم، فَكان كافي لِتُعطي المالك إيجاره، إتصلت بِهِ على هاتفه وتحدثت معه"..
-السلام عليكم، لقد أحضرت مال الإيجار، أيمكنك أن تعطيه لي مرة أخرى؟ أرجوك
_عليكم السلام، أوافق، لكن بشرط ألا تتأخري أبدًا في الدفع وإلا لن تسترجعيه أبدًا. 
-حسنًا، أشكرك حقًا. 
"شعرت بالسعادة تغمرها، ونست تمامًا إرهاقها، استلمت مفتاح الشقة وعادت، أحضرت طعامها ثُم تناولته وخلدت للنوم، دون تفكير في أي شيء". 
.. 
(في اليوم التالي.) 
كانت "حياة" ذاهبة لعملها، ثُم رأت كنزي.. 
-"حياة"!! أنتِ قد رحلتِ من هنا أليس كذلك؟ 
_عدت مرة أخرى بعد أن دفعت الإيجار.
-من أين جلبتِ المال؟ 
_لقد وجدت عمل الحمدلله، وأعطاني مرتب مقدم. 
-حقًا؟ هذا جميل، الحمدلله، إلى أين أنتِ ذاهبة الآن؟ 
_إلى عملي، عفوًا يجب أن أرحل الآن. 

رحلت "حياة" دون أن تسمع رد "كنزي" تاركة إياها حزينة على ما فعلته.. 

(استرجاع لِمَ حدث) 
-لماذا لم تجعلني أخبرها أنك هنا يا أبي؟
_لأنني أعلم أنها ستطلب مني الإيجار. 
-وماذا في ذلك؟ عذرًا يا أبي لكن هي أول مرة تطلب أي شيء منك، ويجب عليك أن تفعله؛ لأنها ابنة أخوك، وأيضًا عمي "مصطفى" لم يتركني أنا وأمي عندما سافرت أنت وتوقفت عن إرسال المال لنا. 
_لا أريد أن أتحدث في هذا الأمر، عندما تأتي مرة أخرى وتسأل عني، لا تخبريها أنني هنا، أفهمتِ؟
-نعم يا أبي. 

(عودة للوقت الحالي.) 
-ليتكِ تعلمين يا "حياة" أنني لم أفعل هذا عمدًا، كان بِالإجبار، أنا أسفة. 
.. 
(بعد مرور شهرين..) 
كان الأمر يسير على مايرام، حياة كانت سعيدة وتحمد الله دائمًا، لكن فجأة وجدوا الشرطة تقتحم المقهى وتأمر بِإخلاء المكان، وعلموا أنه المقهى مبني بدون ترخيص، رفضوا التفاوض وأمروا بِإخلاء المقهى، وفجأة وجدت "حياة" نفسها في الشارع مرة أخرى؛ لأن هذا اليوم كانت ستقبض فيه مرتبها وتدفع الإيجار منه لكن ما حدث دمر كُل شيء مرة أُخرى.
مَر أسبوع، كانت تنام في المسجد، لكن ليس لِمدة طويلة، فَجلست في الشارع، تنام، وتأكل، حياتها كلها كانت في الشارع، لكن الحمدلله لم تتعرض للإيذاء حتى الآن.. 
مَر أسبوع آخر، المال الذي معها أوشك على النفاذ، وفي يوم كانت تسير في الشوارع كعادتها، لكن رأت ما قد جعلها تتوقف، رأت إعلان لِورشة كتابة مجانية تمامًا، شعرت أن هذا رُبما قد يكون بداية لِشيء جيد، فَهل سيكون جيد فعلًا أم سينقلب الأمر عليها؟ 
ذهبت وقدمت في هذه الورشة، وبعد عدة أيام كانت بداية هذه الورشة. 
.. 
(في أول يوم في هذه الورشة، كانت قد ذهبت للمسجد أدت فروضها وتوجهت لمكان الورشة، تَعرفت على بعض الفتيات وتحدثوا معها بِلُطف، مر اليوم الأول بسلام، وكذلك باقي أيام الورشة وبالطبع لم تتوقف عن البحث عن عمل أبدًا، ما أحزنها أكثر أن عمها لم يكترث لِأمرها ولم يحاول البحث عنها، وحتى في اليوم الذي رآها فيه نظر لها بِإشمئزاز وسار وكأنه لم يرى شيء. 
ورشة الكتابة إنتهت وقد استفادت "حياة" جدًا، وما أسعدها أن الورشة ساعدتهم ووعدتهم أنهم سيصدروا كتاب لِكُل كاتب يُريد هذا، سجلت "حياة" اسمها في قائمة الكُتاب الذين يريدون المُشاركة، وأعطوهم وقت لِيحضروا ما يريدوا أن يشاركوا بِهِ. 
وأيضًا وجدت "حياة" عمل في مكتبة قريبة من الورشة، كانت تعمل وتكتب رواية لِتشارك بها، وبعد فترة ليست قصيرة، انتهت من كتابة الرواية وقدمتها لهم، وكانت سعيدة للغاية، فَالطريق بدأ يتيسر لها الحمدلله، لكن هل سيستمر هذا، أم سيحدث ما لا يحمد عقباه؟) 
(مر الوقت بسرعة كبيرة طُبِع أول كتاب لـِ "حياة مصطفى الرفاعي"، لم يقترب أي أحد من كتابها أبدًا، شعرت بِاليأس والحُزن، لكن..) 
-السلام عليكم، هل هذا كِتاب ".... " لـِ "حياة مصطفى الرفاعي"؟ 
( أجابت "حياة" بلهفة وسعادة) 
_عليكم السلام، نعم هو، تفضلي. 
(وفجأة الكثير من الناس وقفوا حول "حياة" لِيأخذوا روايتها، شعرت بالسعادة تغمرها، ظنت أنها النهاية، لكنها لم تكن تعلم أن هذه فقط البداية، فَهل ستكون بداية لِشيء جيد أم سيء؟)

(بَعد عدة أسابيع، كان معها مال لِشراء شقة، فَأسرعت نحو مالك شقتها القديمة لتشتريها منه، ولِحُسن حظها لم يشتريها أي أحد. 
عادت حياتها طبيعية قليلًا، لكن عمها وزوجته وابنته لم يتحدثوا مع "حياة" قَط.) 
(كتبت رواية أخرى، وعرضتها على دار نشر فَرفضت، وعلى دار نشر أخرى فَرفضت أيضًا، عرضتها على خمسة دور نشر ورفضوا، لكنها لم تيأس وقالت:
روايتي ليست سيئة، بل هي فقط لا تتوافق مع ما يريدونه. 
وذهبت لِدار نشر أُخرى، وأتاها الرد بعد عدة أيام ووافقوا! شعرت بالسعادة والأمل مرة أخرى.) 
.. 
(بعد مرور ثلاثة سنوات.) 
(كانت "حياة مصطفى الرفاعي" أكبر سيدة أعمال وكاتبة في الشرق الأوسط، من كانوا يهينوها يريدون الآن أن يتعاقدوا معها. 
وعمها أيضًا ندم على ما فعل وطلب مسامحتها وهي سامحته. 
وكنزي تزوجت "مازن" والآن لديها ابن يبلغ من العمر سنة واحدة يُدعى "مالك"
كانت "حياة" في لقاء وكانت تتحدث عن طريق نجاحها، وكيف وصلت لِهذا النجاح في سن صغير، كانت تتحدث بِفخر وسعادة وتردد بداخلها: لقد فعلتها.) 
بعد انتهاء اللقاء، استوقفها كاتب كبير يُدعى "عُمر السويفي": 
-السلام عليكم. 
_عليكم السلام. 
-دعيني أخبركِ أولًا أنكِ موهوبة حقًا وأنني أحب كتاباتك وأشعر أنها توصفني وتلمس جُزء عميق بِداخل قلبي. 
_حقًا هذا شرف لي! فَأنت مثلي الأعلى وتُخبرني الآن بِهذا! 
-هذا شرف لي أيضًا أنني مثلكِ الأعلى. 
عُمر: لقد سمعت اللقاء بِأكمله، وحقًا أنتِ شجاعة ومثال عظيم لِأي أحد ليتبع حلمه، لكن كيف لكِ ألا تستسلمي؟ ألم تشعري يومًا أن هذه النهاية؟ 
حياة: لا، لم أشعُر بِهذا أبدًا إلا في اللحظات السعيدة؛ لأن النهاية دائمًا سعيدة. 
عُمر: في الخيال النهاية دائمًا سعيدة، لكن في الواقع ليس دائمًا تكون النهاية سعيدة. 
حياة: عوض الله جميل، ما دام في حُزن إذًا هذه ليست النهاية. 
عُمر: صدقتِ. 
حياة: أشكرك. 
عُمر: هل سأراكِ مرة أُخرى؟ 
حياة: لا أعلم، دعنا نتركها لله. 
عُمر: إن شاء الله سأراكِ قريبًا. 
حياة: إن شاء الله. 
(بعد مرور أسبوع، كانت حياة تجلس في مقهى جميل وهادئ، فَوجدت أحد يجلس أمامها.) 
عُمر: هل يُمكنني الجلوس معكِ؟ 
حياة: أنتَ جلست بالطبع، لكن نعم يُمكنك. 
عُمر: تركناها لله وتقابلنا مرة أخرى، هل يمكن أن نحتسي القهوة معًا؟ 
حياة: نعم، لِمَ لا؟ 
(طلب "عُمر" لهما القهوة وجلس يتحدث معها، ظل يتحدث معها حتى سمعا أذان العشاء، فَـ...) 
حياة: يجب أن أغادر، فَالوقت سيتأخر.
عُمر: حسنًا، هل يمكن أن نتقابل هنا غدًا؟ 
حياة: حسنًا، الساعة الرابعة سأكون بِانتظارك هُنا. 
(صافحها ثُم غادرا، عرض عليها أن يَقلّها إلى منزلها، لكنها رفضت.) 
(مَرَّ شهر وعلاقتهم أصبحت قوية، وجميلة، في يوم كانا يجلسان كعادتهما في المقهى..) 
حياة: علاقتنا خاطئة، ليس من الجيد أن نتقابل ونتحدث وليس بنا أي صلة. 
عُمر: أنا مُستعد لأجعل بيننا صلة، هل أنتِ مستعدة؟ 
حياة: لا أفهم، ماذا تقصد؟ 
عُمر: أنا أحبكِ يا "حياة"، طلبت مقابلتك اليوم لأخبركِ بِهذا، خططت كثيرًا كيف سأقولها لكِ وأين، لكنني فَضلّت أن يكون هنا في هذا المكان البسيط، وأقولها لكِ من قلبي حقًا، أنا أحبكِ يا "حياة"، هل تقبلين أن تكوني حياتي يا "حياة"؟ 
(شعرت "حياة" بِالفرحة تغمرها، أدمعت عينيها، وأومأت بِالموافقة
وبعد أسبوعين قد تمت خِطبتهم.) 
حياة: لا أُصدق، الكاتب الكبير، الذي كُنت أتمنى رؤيته فقط، أصبح الآن خطيبي؟ 
عُمر: والفتاة التي أحبها مُنذ أن كانت في الثامنة من عمرها، الآن أصبحت خطيبتي!! 
حياة: ماذا؟؟ 
عُمر: ألم تتذكريني بعد؟ 
حياة: لا، من أنتَ؟ 
عُمر: أنا "عُمر السويفي"، ذلك الشاب الذي كُنتِ كُلما رأيته نظرتِ إليه بغضب بدون سبب. 
أنا ذلك الذي جلبت لكِ يومًا دُمى تُشبه الرسوم المتحركة التي كُنتِ تحبينها ولم تأخُذيها مِني، أتتذكرين؟ 
) صُدمت "حياة" ونظرت له ببلاهة.) 
حياة: آنت ذلك الشاب الذي سرقت مني البلية ذات اللون السماوي خاصتي؟ 
عُمر: ماذا؟ أيَّ بلية؟ 
حياة: أنتَ سرقت مني البلية ذات اللون السماوي خاصتي!! 
عُمر: ماذا! لقد رأيتها في منتصف الطريق لم تكُن معكِ! 
حياة: لقد وضعتها لِسببٍ ما، وأنت سرقتها. 
عُمر: سأشتري لكِ متجر بلي، لكن ابتسمي. 
حياة: لا داعي لذلك؛ فَأنا لدي الكثير من البلي. 
عُمر: حسنًا الآن، قد أفسدتِ هذه اللحظة اللطيفة. 
حياة: حقًا؟ أنا أسفة، أنا فقط صُدِمت! أتحبني مُنذ ذلك الوقت؟ 
عُمر: نعم، أحبك ولم أنساكِ يومًا حتى بعد أن غادرت المدينة مع عائلتي. 
حياة: أنا حقًا أحبك يا "عُمَر". 
(بعد شهرين تم عقد قرآنهما وتزوجا، وبعد سنتين رزقهما الله بـ "يوسف وليليان"، لم يقل حُب "عُمر" لـِ "حياة" بل زاد.) 
"بعد مرور ثلاثين سنة". 
حياة: أمازلت تحبني يا "عُمر"؟ 
(قَبّل يدها بِعشق جارف..) 
عُمر: لا، بل أعشقك، أعشقك فوق عشق العاشقين عِشقًا يَا مَن سَلبتِ مِني قَلبي وأبيتِ إرجاعه. 

سَـمَـاء مُحمَّد الـطَنْطـاوِي|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع