القائمة الرئيسية

الصفحات

 نص"ضجيج روحي"




بشار البحيري


لطالما رأيت الجميع من حولي يتحدثون عن إنجازاتهم الخاصة، ويضعون أمانيهم بدفاتر مذكراتهم، لطالما وددت أن أكون مثلهم وأن أكتب ما يمليّه عليَّ عقلي، وأضع أهدافي مرتبةً واحدة تلو الأخري فقررت أن أنافي حزني وأن أستعيد النشاط من بِدء العام الجديد. أجل..

 فهناك ضجة في الخارج توحي بذلك، ولكن بعد أربعة أيام من التصنع بالمثالية تغلبت عليَّ الذكريات، ليكن كل ما أكتبه ليس إلا بكاءًا في سطور...


الخامس من يناير

لا أدري بأي عامٍ نحن؛ فأنا هنا منذ وقت لا بأس بِه، وحيد شريد تحاوطني أفكاري وكأنها الخنجر المسموم المتجه تجاه قلبي، أود أحيانًا لو ينفلت فيصير بمنتصف القلب فينهي هذه الحياة، أو ربما المأساة لا أعلم!


السادس من يناير

تلبدت السماء واكفهرت وتراكمت الغيوم السوداء؛ فأثار هذا هواجسي وبدأت الذكريات السيئة والماضي بمطاردتي، يكاد رأسي ينفجر، أشعر وكأن الشياطين بدأت بعزف سيمفونيات الجحيم في عقلي، حاولت الهرب إلى النوم لكن دون جدوى، ما أصعب أن تكون وحيدًا في هذه الحياة التي لا ترحم! 


السابع من توالي ندبات الحاضر..

أجلس متسخ الملابس في غرفتي المظلمة تفوح مني رائحة الإكتئاب والأرق، الهواء يضرب النافذة الأمر يزداد سوءًا فقد بدأت الدموع تنسكب من عيناي أود أن أبكي بشراهة ولم يتبقى أحدًا معي، يعانقني الصمت، وتمضي الذكريات وترتسم الخيالات بوسادتي تلملم دموع العينين، لم أعد أشعر بشيء سوى بغصة ألم في يسار صدري تُمزق أنفاسي في هدوء داخلي؛ حيثُ خيمَ السكون على قلبي قبل أن يخيم على السماء، وبات الخوف ينهش بي وبدأ الخوف يأكل ملامحي، لا أدري ماذا حلَّ بحالي، أصبحتُ أَشبهُ بالعجوز وهو في سن السبعين عامًا، وأنا لم يكتمل عهدي العشرين حتى، لا أريد أن انتهي بهذه الطريقة، أحقًا هذا إنطفائي الأخير يا الله!

لِـبـشـار الـبحـيـري|همج لطيف

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع