القائمة الرئيسية

الصفحات

 نص "همساتُ المطر"

أسماء محمود


يأتي المطر حاملًا معه الأمل، الخير، البهجة، والفرح في النفوس؛ ليُعلنَ بداية رحلة جديدة، فعندما يسقطُ المطر يغسل سواد القلوب، وأحقاد الصدور، فبعد العاصفة يأتي المطر المُحمَّل بالآمال، وبعد الغيوم تشرقُ الشمس؛ لبداية يوم جديد، بعد الظلام والليل يأتي النهار، البُشرة، الخَير، والبركة، فالمَطَر يأتي في فصلِ الشتاءِ دونَ باقي الفصول، فيدرك القُساة أن البردَ أقسَى، ونسمعُ الرعد فيُذكَّر كُلَّ طاغٍ بقدرة الجبَّار، فعندما يسقط المطر يَمحِي الوجوه الزائفة، ويعود كل شيءٍ لأصلِه؛ فالمطر يُشعرنا بالأمانِ، والطمأنينة، فأنا أحبُ رائحةُ المطر التي تُذكَّرني بأن اللهَ يرسلُ لنا الخيرَ، الرزق، والبركة، ومع نُزول قطراتُ المطر التي تَطرقُ بابك ونافذتك بلُطف فتخرجُ لتراها وتتأملَها، فتُدرك أن الحياة مستمرة، وما زال الأملُ موجود، وبينما أنت تراقبُ المطر ترتَسمُ على وجهك ابتسامةٌ عريضة، تجعَلُكَ تُدرك أنك ما زِلتَ طفلًا صغيرًا، فتنسى همومك وأوجاعك، ويدخلُ السّلامَ إلى قلبِك، وعندما تتلَّبد السّماء بالغيومِ، وتذهبَ الشّمسُ خلف الغيوم، ويَعُمّ المكان السّكون، فينزلَ المطر على قلب المهموم، فيملأهُ بالفرحِ والسكون، وعندما يندمج المطرَ مع دموع الحزين، فيخرج من قلبهِ كل المكتوم، فكأن المطرَ مفتاحَ قلبهِ المقفول؛ ليُخرج حزنهُ الدفين، فالأرضُ تنتظرُ المطر؛ ليروي عطشَ السنين، فنحن نعشقُ المطر.

أسماء محمود|همج لطيف.


تعليقات

التنقل السريع