القائمة الرئيسية

الصفحات

 اسكريبت "طُـعـن قلبـي"


شهد علي النجار

 يقول مصطفى البالغ من العمر 17 عاماً 


_ ذات يوم كنت امر على امي وهي تجلس تتسامر مع اخي الاكبر سناً _علي_ دلفت القي السلام وانا متجه لأخذ كتابي الذي وضعته فى وقت لاحق... اخذت الكتاب و رحلت عنهما وانا اقصد السلم لصعودي للطابق العلوي... نظرت للكتاب بيدي ونديت بصوت عالي قليلاً ليصل لهما وانا اقول بمزاح 

- امي هناك من عبث بكتابي!!! 

فقد لم اقل شيء او انتظر حتى لاسمع رداً كنت امزح _على الرغم من ان احدهم فعل_ هكذا قضيتي يومي وانا ادرس حتى غافاني النوم لم تغب عني تلك الاصوات الغريبه وكأن احد يحتج على شيء ما بكل عنف امتلك... ها انا اصحو على تلك الاصوات ولكنها الان اشد جلبه نهضت انظر لباب غرفتي بحنق.. ياهذا نعم نعم انت يا باب لما لم تمنع تلك الاصوات من العبث بنومي لن اسامحك على هذا ابداً.... هبطت لاسفل حتى لم اكلف نفسي عناء غسل وجهي من اثار النوم _فسأعود اليه حتماً_.. افقت على قرار عجيب ان

- اي شيء مهماً يكن يخص مصطفى _هذا يعنيني انا_ يترك فى اي مكان سيحرق!! 

يالا العجب هل ياترىٰ غرفتي اي مكان؟؟ وماذا يعنون بأي مكان؟؟ هل هذا يعني اي مكان فى بيتي؟؟؟ كانت تراودني الكثير من الاسئلة المستنكر ومن جديد تعالى صوت علي _اخي!_ وهو يقول 

- هذا العابس الغبي على الرغم من ان قدم الاريكه انفع منه عملاً.. الا انه يظل يزعجنا بمن يعبث بأغراضه.. بئساً عليه وعلى اغراضه.. 

اين المسئول عن ترجمه هذا الهراء يا ساده انا لا أراه... ماذا يقول اخي بحق الله وامي؟! تجلس وهى ترمقه بأقتناع بما يتفوه وكأن مزحتى قلبت العالم رأساً على عقب.. او ان "علي" قد نجح كما ينجح كل مره بأن يقنع امي اني عاله لا فائده منها غبي احمق وكل ما يرافق هذا من معاني يقنعها بأنه ليس عليها ابداً ان تبذل مجهوداً معي! انا اخترت ان اكمل دراستي لأجلي.. وكأنه اختار المكوث وترك مستقبله ليعيلني انا وأمي التي وللأسف تصدقه... اطن انه ان اخبرها اني قتلته ذات يوم ستصدق.. 


تفاديت الامر! وقررت كاالسجين المُجبْ عليه بالريح حوله!.. اني لن اترك اي غرض لي في اي مكان_رغم اني لم اعلم حقيقةً ما يعنيه هذا.. هل سأتحرك وأغراضي تعلو ظهري؟؟_ ومضت الاشهر والسنين وتكررت تلك المواقف التي يتخذ بها قرار صارم ضد اي شيء افعله ولا يستحسن علي! وتوافقه امي! 

وها انا الان كالمستأجر حتى الطعام اصبحت اجبر على الاكل وحدي وفقاً للقرار الصارم الذي ينص على

- انت تفتعل المشاكل على الطعام _يعنون عندما يوجهون لي اتهام كالذي اصبح معتاد واحتج مدافعاً عن نفسي _هذا مصيرك ان تأكل كالبهيم وحدك!! 


اصبحت افكر جدياً فى كوني لست ابناً لتلك العائلة الكريمه.. واصبح الجميع يراني عاقاً على عائلتي لا استحق النفس... 

اما قلبي قد اُرهق اشعر به بكل مره وكأنه يجرح جرح غائر يظل ينزف دماء حارقه لفؤادي.. 

اي جرح هذا انها ندبه... جرح العائله هو اشد الجراح ظلمةً وقسوة 

رسالة لـ اخي يالا السخريه... رسالة لـ علي

" اخي العزيز الاكبر سناً.. لطالما شعرت بكرهك لي... لا أبالغ بقولي كره كنت أشعر بنظراتك الحارقه التى ترميني بها وانا احدث امي امزح معها اخاطب ابي بمنطقيتي.. نظرات كارهه ولطالما حاولت احتجاز شعوري وانا اشعر ان الجميع يحبك.. يريدك.. يعنيه وجودك.. عكسي انا لم يكن احد يهتم لأي شيء يخصني كنت اجابه شعوري واعود واستغفر وامسح دمع عيني الأّبيِ بعنف واعود لأعنف نفسي علي تفكيري الاخرق... ولكن صدق تفكيري.. رغم اني كنت اتمنى العكس.. ان اكون المخطأ فى سبيل ان تكون محباً للخير لي وفقط.. ولكن لم يحدث"

ام انتي امي! 

"احبك وساحبك فانتي امي مهما كان ويكن ورغم انكي السبب الرئيسي بجرحي الغائر لولاكي ما كان جرحاً اصلاً... ان احتويتيني... ان فقط حاولتي معرفت رأيي... دوافعي في كل ما صدقتي علي به _لأن علي فقط من قال_ تحاولي مراضته فى كرهه لي... امي اني ابكي رغم ان دموعي تأبى الهبوط... ولكني ابكي انيني يتعالى... اخبرك سراً مازلت اشهق وانا ابكي كما كنت افعل وانا صغير.. مازال نفسي يضيق كل ليله ويجافيني الليل لساعات لاني حزين كما كنت صغيراً تماماً اتزكرين؟؟ اشتقتك حقاً امي اشتقتك يا أم علي ولكنك اصبحتي امه فقط!.. اصبح من الهين ان تخبريني انكي تكرهي وجودي.. لا تريديني... واحياناً انكي نادمه على يوم جلبتيني به!! وان ظللت اتحدث عن جرحك لي لنفدت كل كلمات العالم وصفاً... جرحك يا أمي عظيم 

لكني انتظر.. انتظرك لتعودي امي.... 


" تلك الندوب التي تصنعا أُسرتك تبقى غائره نازفه مهما مرت السنين.. وكأنها حدثت للتو"

شـهـد عـلـي الـنـجـار|همج لطيف 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع