نص " الورقة والقلم"
أسماء محمود
إذا أردت أن تكون قويًا اصنع لنفسك الكثير من الأصدقاء، ولا تظن أبدًا أن الأصدقاء فقط من البشر، لا وألف لا؛ هناك الكثير من الأصدقاء بجانبنا، ولا نعلم أهميتهم، كيف هذا؟
سأقول لك، سأبدأ بأفضل صديقٍ لدي، عندما أتضايق من أحدٍ أحتضنه بين يدي، ولا أتركه إلا وأنا أُفرِّغ من قلبي كلَّ شيءٍ، فقلمي أفضل صديقٍ لدي، لا يتركني إلا إذا تركته، ولا يعطيني الأعذار لتركي، بل يقف بجانبي لإفراغ غضبي، أما عن مذكراتي فهى ذاتي، كياني، عقلي، قلبي، وكل شيء، لا أتخيل نفسي من دونهم، هل تعلمون لماذا؟ لأنهم لا يملُّون منك، من مشاكلك، أحزانك، وأفراحك، إنهم يتقبلونك كما أنت، بدون أي تزييف منك، يعلمون حقيقتك، مشاعرك، غضبك، وابتسامتك، فلا يمكن لبشري أن يتقبلك كما أنت، دائمًا أمامك يتصنعون المحبة، وعندما تحتاجهم يتخلون عنك، فعن أي صداقة تتحدثون! صداقة المصالح الشخصية أم العلاقات الهوائية من بعيد!
هل سمعت يومًا عن قلمٍ يترك صاحبه بسبب غضبه، أم بسبب سوء التفاهم بينهم؟
لا وألف لا، لم أسمع قط؛ فأنا لم أجد أوفى من القلم والورقة، بهما أكتب بارتياح، بلا خوف، بلا حذر، أشعر معهم بالأمان، بأني على طبيعتي، بأني ما زلت نفسي، ولم أتغير، معهم أتخيل نفسي في عالمٍ أخر، عالمٌ أريده كما هو بدون نقصان، عالمٌ أصنعه لنفسي، لراحتي، عالمٌ لا تنكسر ثقتي بأحد بداخله، أعيشه كما أريد، ملئ بالحب، الراحة، والوفاء.
أسماء محمود|همج لطيف.
تعليقات
إرسال تعليق