القائمة الرئيسية

الصفحات

 قصة "كلمة" 

سماء محمد 

ولدت "ليل" في عائلة تمنع التعليم للفتيات في عصرنا الحديث هذا. لكن والدها أراد أن يُعلمها، رافضًا عادات وتقاليد عائلته، فَعانت هي بين أفراد العائلة، وعلّمها والدها ألا تجعل الأحاديث السلبية تؤثر عليه، فَحاولت الصمود وبالطبع صمدت كثيرًا، لكن هل ستستطيع الصمود طويلًا؟ 
.. 
"في ڤيلا الصياد".
-لا أعلم لماذا أصر والدك أن تتعلمي، فَأنتِ فاشلة. 
-علاماتك سيئة حقًا، أنتِ فاشلة. 
-لقد كان والدكِ يتباهى بكِ دائمًا، دعيه يأتي لِيرى علاماتك، أنتِ فاشلة يا "ليل" ولا تَصلُحِ للتعليم. 
-أخبرت والدكِ مرارًا وتكرارًا ألا يجعلك تتعلمي، لكنه أصر وبشدة، لدرجة أنه وقف أمامي، أنا والده لم يتجرأ يومًا أن يقف أمامي، لكنه عارضني ووقف أمامي فقط لِتعليمك! وها أنتِ الآن تأتينا بِعلامات سيئة. 
-سوف تَجعلي العار يَسبق اسم"الصياد"، تذكري هذا جيدًا. 

’ظلت "ليل" تستمع لِإهاناتهم، تنظر لِأسفل تاركة دموعها تُسال من عينيها، قلبها كان يتحطم، شَعرت بِأنها تختنق، لكنها لم تتجرأ على الحديث كَعادتها، انتظرت والدها مع عائلتها، يَنظرون لها بِشماتة وسخرية، ووالدتها تنظر لها بِحُزن، ولا تتجرأ على الحديث‘. 

’بعد قليل جاء والدها، وعندما رآهم يجتمعون وفي المنتصف ابنته وعلى وجهها الحزن، انقبض قلبه، خائفًا أن يكون قد ضُرَت، ذهب نحوها، ولم يتركوا له المجال لِيتحدث حتى‘. 
جلال "والد أحمد": ابنتك التي تحديتني من أجلها ومن أجل تعليمها، رسبت اليوم في امتحان الرياضيات في الدرس.

’وَجّه والدها بصره لها، وذهب لها، وسط نظراتهم الشامتة، والمتحمسة ليسمعوا توبيخه لها، لِيتفاجئوا به يرفع يديه مُحاوطًا إياها بِلُطف..‘. 
أحمد: بِالتأكيد كان الإمتحان صعبًا، أو أنكِ كُنتِ مريضة، هل أنتِ بخير؟ 
ليلى بِبكاء: لا يا أبي، أنا بخير الحمدلله، لكنني لم أذاكر جيدًا. 
"ربت والدها على رأسها قائلًا بِحنان". 
أحمد: أنا أعلم أنه بالتأكيد حدث شيء ما جعلك لم تستطيعِ المذاكرة، فَأنا أثق بكِ، وأثق أنك لا تُضيعي الوقت هباء. 
"زاد بكائها ولم تعقب، فَزاد قلق والدها، فَتحدث مرة أخرى بِنبرة هادئة مُحاولًا تهدئتها"
أحمد: أخبريني يا صغيرتي، ما الذي منعكِ عن المذاكرة؟ 
ليل بصوت متقطع من البكاء: أنت سافرت يوم الجمعة من أجل عملك، وفي يوم السبت كان الإمتحان، وأنت تعلم أنك عندما تسافر أظل أبكي، ولا أستطيع أن أفعل أي شيء.
"شَدد على عناقها، وقَبّل رأسها بِحنان، وفي الجانب الأخر تشعر العائلة بِخيبة الأمل مرة أخرى". 
مر هذا اليوم بِسلام على الجميع، عدا "ليل"، كانت تُفكر في كُل كلمة قيلت لها اليوم وطوال حياتها، دائمًا ينعتوها بالفاشلة، بدأت "ليل"تظن أنها حقًا فاشلة.
مرت الأيام وكانت ليلة إمتحان نصف العام للصف الأول الثانوي، كانت "ليل" تذاكر، لكن يتردد في عقلها من الحين لآخر "أنتِ فاشلة"، أثّر هذا على مذاكرتها، وشتت عقلها، لم يتوقف عقلها عن التفكير لحظة.. 
ليل: هل أنا حقًا فاشلة؟ هل سأكون السبب في عار عائلتي؟ هل حقًا أخطأ والدي في قرار تعليمي؟ هل سأصل لحلمي يومًا؟ 
وفجأة أنار عقلها بِفكرة ما، رُبما تُصلِح لها حياتها.. 
ليل: سأفعل هذا، بالتأكيد كل شيء سيكون على ما يرام. 
"أنهت حديثها وخلدت للنوم بدون أن تشعر من التعب والإرهاق". 
..
" الساعة السادسة صباحًا".
"استيقظت "ليل" في اليوم التالي على صوت والدتها، توقظها لِإمتحانها". 
فاطمة: صباح النور يا "ليل"، هيّا تحضري لِإمتحانك، ذاكرتِ ليلة أمس أليس كذلك؟ 
'تذكرت "ليل" أنها لم تُكمِل مذاكرتها؛ لأنها خلدت للنوم بدون أن تشعر، شعرت بِالتوتر قليلًا، لكنها طمنت نفسها بِأنها تذاكر طول الأشهر الماضية، وذاكرت كل هذا بالفعل". 
"نهضت "ليل" من الفراش، ودلفت إلى المرحاض، بعد قليل خرجت وارتدت ملابسها وراجعت سريعًا على المادة التي ستمتحن فيها، ونزلت لتناول الفطار، ألقت التحية عليهم وجلست تناولت طعامها ثُم نهضت وذهبت للخارج وركبت السيارة التي يقودها السائق الخاص بهم، متوجهة إلى مدرستها". 

"الساعة الواحدة ظهرًا".
"أنهت "ليل" إمتحانها، وعادت للمنزل حزينة؛ لأنها كالعادة وحيدة لا تمتلك أصدقاء". 
فاطمة: ماذا بِكِ يا صغيرتي، تبدين حزينة، هل أديتِ الإمتحان بِشكل جيد؟ 
ليل: أنا بخير يا أُمي، لا يوجد شيء، نعم أديته بِشكل جيد الحمدلله. 
فاطمة: الحمدلله. 
ليل: سأصعد لِأبدل ملابسي؛ لأن لدي درس بعد ساعة.
فاطمة: حسنًا. 

"الساعة السابعة مساءًا". 
سمعت "ليل" طرق باب غرفتها، أذنت للطارق بالدخول، فَكانت "ريم" ابنة عم "ليل" وبيدها كوب عصير.. 
ريم: تفضلي هذا لكِ. 
ليل بِشَك: حقًا؟ لي أنا؟ 
ريم بِحُب: نعم لكِ، أنتِ تذاكرين مُنذ ساعات، فَجلبت لكِ كوب عصير برتقال طازج، أعلم أنكِ تحبينه. 
ليل وهي تأخذه منها وتبتسم: أشكركِ يا "ريم"، أنا حقًا بِحاجة له الآن. 
ريم: لا تشكريني يا أختي. 
’ابتسمت لها "ليل"، وخرجت "ريم" من الغرفة، شَربت "ليل" العصير ثُم بعد وقت قليل خلدت للنوم، تاركة مذاكرتها مرة أخرى‘. 
.. 
Flash Back..
"دَعت لها "فاطمة" كثيرًا، على الجانب الأخر كانت تستمع لهم "بُشرى" ابنة عمة "ليل" وشعرت بِالغضب وذهبت لتبلغ ما سمعته لباقي العائلة، وعندما علموا شعروا بالغضب وظلوا يتحدثون ويخططون لطريقة يجعلوا بها "ليل" ترسب". 
حسن "عم ليل" ووالد "ريم": لدي خطة، سنضع لها منوم في العصير كل يوم، حتى لا تستطيع المذاكرة وترسب، وريم هي من ستعيطه إياها؛ لأنها تثق بها.
حسين "عم ليل" ووالد "بُشرى":حسنًا فكرة جيدة، لكن ألن تظن "ليل" أن يوجد خطب ما؟
حسن: لا، هي ليست ذكية لهذه الدرجة.
"وافق الجميع على هذه الخطة، وبدأوا في تنفيذها".
Flash Back. 
.. 
" ابتسمت "ريم" بِشَر لِتنفيذ الخطة المُتفق عليها، وبعد المدة المعروفة لِلمُخدر، دلفت لترى "ليل" خلدت للنوم فعلًا، فَركضت بسعادة لتبلغهم بما حدث".
.. 
"مرت الإمتحانات ونجحت خطتهم، ويوم ظهور النتيجة كانت العلامات الدراسية الخاصة بـِ "ليل" مُنخفضة جدًا، كانت معالم وجه عائلة "الصياد" عدا "أحمد" و "فاطمة" يكسوها الشماتة والسعادة، و" أحمد" و"فاطمة" كانا يشعُران بِالحزن الشديد على ما أصاب ابنتهما من انخفاض كبير وملحوظ في العلامات الدراسية، أما "ليل" كان تشعر بِالحزن، الحرج، خيبة الأمل، وعدم الثقة في النفس وتأكدت أنها حقًا كما يقولون "فاشلة". 
فجأة تذكرت هذا الشيء الذي جاء على خاطرها يوم مذاكرتها الأول، وهذا من الممكن أن يُحفزها مرة أخرى فَبادرت بالحديث دون أن تُفكر"  

ليل: أتعلمون ما حلمي؟ سأخبره لكم؛ لكي تحفزوني للوصول له. 
جلال: ما هو؟ 
ليل بِفرحة: أُريد أن ألتحق بكلية إعلام. 
أحمد: أنا أثق بِكِ يا صغيرتي أنكِ ستلتحقين بها. 
فاطمة: أنتِ دائمًا علاماتك كانت جميلة، عدا هذا الإمتحان فقط، وأنا أثق أنه ليس بيدك، وأنكِ في أخر العام وكُل الإمتحانات القادمة ستكون علاماتك جميلة، وأثق بكِ وإن شاء الله ستلتحقين بِكلية إعلام.
حسن: وأنا لا أثق بكِ 
حسين: ولا أنا، أنتِ فاشلة. 
جلال: لا أحد هُنا يثق بكِ عدا والديكِ وهم يجبرون بخاطرك فقط.
’وقبل أن يتفوه "أحمد" بكلمة، سمعهم يضحكون بسخرية وشماتة 
قائلين: "أنتِ فاشلة ولن تلحقي بِحلمك أبدًا". 
"ركضت "ليل" إلى غرفتها، تبكي بشدة، وجاء والديها يحاولون فتح الباب لكنها رفضت، ظلوا يلّحون عليها لكي تفتح الباب، لكنها ترفض أيضًا، ظلت تبكي طوال الليل حتى خلدت للنوم". 
.. 
"بعد مرور سنتين"
’في خلال السنتين كانت "ليل" تمُر بِحالة نفسية سيئة للغاية، دائمًا يقولون لها.. 
-أنتِ فاشلة. 
_لن تَصِلي لِهدفك؛ لأنكِ فاشلة. 
-الفشل هو أساس حياتك، مُنذ متى وأنتِ جيدة في أي شيء؟ 
-ستكونين السبب في إلحاق العار بِنا. 
-تعالي يا فاشلة. 
-أغربِ عن وجهي يا فاشلة. 
-تناولي يا فاشلة. 
-مكالمة لكِ يا فاشلة. 
العائلة بِأكملها يكرهونها، عدا والديها، حاول والدها مغادرة المنزل، لكن والده رفض؛ لأن هذا المنزل هو منزل العائلة لا يمكن لأي أحد منها مغادرته، فَأضطر على المكوث فيه، محاولًا إرضاء قلب صغيرته، دفعها للأمام، وتشجيعها لإكمال طريقها. 
هي الآن في الصف الثالث الثانوي، وأوشكت الإمتحانات على القدوم، طوال هذه السنة كانت تستمع لكلامات تهدم عزيمتها، لكن تشجيع والديها ليها وثقتهم بها شجعتها وأعطتها أَمَل. 
كانت تمر أيام ولم تنام، لم تترك مذاكرتها، كانت تذاكر ولا تضغط نفسها، سعت كثيرًا وتعبت وكانت تنتظر الإمتحانات بفارغ الصبر‘. 
ليل: أنا خائفة جدًا. 
فاطمة: لا تخافي عزيزتي، نحن نثق بِكِ، وأنكِ ستلتحقين بِما تُريدين. 
أحمد: نعم، وأيضًا أنتِ تعبتِ وسعيتِ، سيكافئك الله بالخير لكِ بإذن الله. 
’بعد أسبوعين إمتحنت "ليل"، وانتظرت النتيجة على أحر من الجمر، وأخيرًا كان هذا يوم ظهور نتيجتها، كانت العائلة بِأكملها تجلس أمام الحاسوب يحاولون الدخول على الموقع، ويدعون، منهم الذي يدعي لها ومنهم الذي يدعي عليها، جميعهم منتظرين الشماتة فيها، عدا هي ووالديها منتظرين الفرحة والفخر، وأخيرًا ظهرت النتيجة، وكانت صادمة للجميع!! ‘. 
تحدث أحمد كاسرًا حاجز الصمت: كُنت دائمًا أدعوا لكِ بِالخير يا صغيرتي، والحمدلله على كل شيء. 
جلال: كُنت أعلم أنك ستكونين السبب في إلحاق العار بنا. 
حسن: أنتِ فاشلة، كُنت متأكد أنك لن تصلِ 
حسين: الفشل هو عنوان حياتك، ماذا كنتِ تنتظرين؟ كلية إعلام؟ أنتِ لا تستحقين أي شيء. 
’نظروا لها بشماتة وفرحة، وقاموا بتوزيع الحلوى، إحتفالًا بِفشلها، وهي واقفة في المنتصف غير مصدقة ما حدث، هذه ليست نتيجة تعبها وسعيها، هذا ظلم، بالتأكيد هناك خلل في الموقع، صعدت لغرفتها والغريب أنها لم تبكي، بل ظلت تنظر إلى اللاشيء، تتذكر كلماتهم، وتتذكر تحفيزها وثقتها وثقة والديها بها، وتيقنت الآن أنهم كانوا على حق‘. 
ليل: ليل حقًا فاشلة، ليس فقط مجرد كلام كانوا يقولونه. 
.. 
"بعد مرور خمسة سنوات، أنهت "ليل" تعليمها الجامعي في كُلية "تجارة" وكانت دائمًا علاماتها ممتازة فيها، لم تشعر بالفرحة ولا بالفخر بِنفسها أبدًا، حتى في يوم حفل التخرج لم تكن تشعر بِأي شيء. 
وبعد إنتهاء جامعتها، بدأت رحلة البحث عن عمل، ووجدت عمل بالفعل في شركة، لكنها لم تشعر بِالراحة فيه، فَتركته، عملت في أكثر من شركة، لكن دائمًا كانت تتركهم، لم تحب العمل في هذا المجال ولم تشعر بالراحة فيه. 
لكنها فجأة خَطر على بالها فكرة، هي تكتب منذ صغرها، لماذا لا تبدأ حياتها مرة أخرى، بِإصدار كتاب لها، هي تحب هذا المجال كثيرًا وتشعر بالراحة فيه أكثر، فَلِمَ لا؟ 
أخبرت والديها بِهذا الخبر وشعروا بِالفرحة؛ لِرؤية ابنتهم تحب الحياة، سعيدة وبها حماس مرة أخرى، وبالفعل أنهت الكتاب وأعطته لِدار نشر ونال إعجابهم فَوافقوا على نشره، وقعت على العقد، وركضت للمنزل لِتخبر والديها بِهذا الخبر الجميل، لِترى ما يُصدمها!!‘. 
ليل: ماذا حدث؟ ما كُل هذا؟ 
جلال: البقاء لله، والديكِ توفوا في حادث سير و.. 
’لم يستطع إكمال حديثه؛ لأنها سقطت فاقدة الوعي، طلبوا الإسعاف وذهبوا بِها إلى المستشفى‘. 
جلال: ماذا بها؟ هل هي بخير؟ 
الطبيب: للأسف لا، يبدو أنها تلقت خبرٍ ما سيء؛ فَكان من الصعب تحمل مخها لِهذا الشيء؛ فَأصابها صدمة عصبية حادة. 
’بعضهم شعر بِالحزن عليها والبعض الأخر بِالشماتة‘. 
.. 
"بعد مرور أسبوع". 
’كانوا يعاملونها بطريقة سيئة، يقسون عليها ولا يشعرون بالشفقة أبدًا، استغلوا الفُرصة وهانوها، لستغلن الفتايات الموقف وصاروا يفعلوا بها كل ما يريدن، دائمًا كانت الفتيات تغار منها؛ لِجمالها وأنها فقط الفتاة الوحيدة المتعلمة في عائلتهن، ولأن أيضًا والديها كانا يعاملونها بِطريقة لطيفة. 
كان الحزن والبكاء أصدقاء "ليل" الوحيدان، تَشعُر بأن قلبها يحترق، ليس على حالها، بل على والديها، افتقدتهم كثيرًا، فُقدان الأهل أشبه بِفُقدان الحياة بِأكملها، فَلا يوجد معنى للحياة بدونهم. 
في يوم حفل الكتاب الخاص بها، تسللت من المنزل بعد أن ابتاعت ملابس جيدة لها، وذهبت للحفل، وعِندما عادت حمدت الله أنه لم يراها أحد، صعدت إلى الغرفة المتآكلة التي تنام فيها ومعها روايتها، ظلت تقرأها حتى خلدت إلى النوم، واستيقظت كالعادة على صوت العائلة ينادون عليها، بالطبع مع الكثير من الشتائم البذيئة، ولم يخلوا هذا من نعتها بِالفاشلة أيضًا. 
ذهبت لهم وبدأت يومها الشاق مرة أخرى، ظَلّت هكذا لمدة أسبوع آخر، حتى رأت في جريدة إعلان لِشركة كَبيرة تطلب سكرتيرة خاصة لِمدير هذه الشركة، بالطبع ذهبت "ليل" للتقديم دون تردد، وأيضًا دون علم عائلتها، وبعد يومين تم الرد عليها بِالموافقة، سعدت كثيرًا، لكن كيف ستذهب للعمل يوميًا؟ ومن أين ستجلب ملابس لها؟ 
ظَلّت تُفكر كَثيرًا حتى تذكرت المال الذي كانت تحتفظ به، وحمدت الله أن المال يكفي، فظلت طوال اليوم تبحث عن منزل حتى وجدت أخيرًا، وتمت الإجراءات الخاصة بشراء المنزل سريعة، وفي خلال يوم واحد هربت من الڤيلا وذهبت لِشراء هذا المنزل الصغير الجميل، فَهو يكفي لها ويتكون من "صالة، غرفة، مرحاض، ومطبخ"، وأيضًا ابتاعت لنفسها ملابس، وبدأت الذهاب للعمل، وبدأت حياتها في التغير أيضًا. 
.. 
"كانت "ليل" تواجه صعوبات كثيرة في حياتها، لم تَكُن تستطيع فعل أي شيء حقًا؛ لأنها كلما ذهبت أو قررت فعل شيء، تذكرت أن كل العائلة كانوا يلقبونها بِـ "الفاشلة"، ظَلّت هكذا لِمُدة شهر، كانت تعمل بِاجتهاد، لكن بلا شغف، كانت تكتب كثيرًا؛ لِتُريح قَلبها المُلتاع، لكن هيهات فَما بِقلبها غَلبَ كُل شيء، يكفي فقط فُقدان والديها، هذا فقط دمرها ودمر قلبها، لم تَعُد "ليل" مرحة وسعيدة كما كانت بعد الآن، بل أصبحت حُطام أُنثى، لكنها تذكرت ثقة والديها بها وحبهما لها ولم تيأس قَط، وظلت تجتهد أكثر في عملها وموهبتها ألا وهي "الكتابة"، وأيضًا بدأت تَعلُّم الرسم وفي فترة ليست قصيرة أصبح رسمها جميل ينال إعجاب كُل من يراه، جعلت لقب "فاشلة" التي كانت العائلة تناديها بهِ دافع قوي لها. 
أنشأت صفحة لها على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" وبدأت نشر كتاباتها ورسمها وبعد وقت ليس قصير أيضًا قام الكثير بمتابعتها وتشجيعها على التقدم، وأيضًا قامت مُديرتها بُترقيتها وأصبحت السكرتيرة الخاصة بِهِا، وبالطبع أخذ هذا الكثير من الوقت، كُل هذا فقط بسبب أنها لم تيأس ولم تفقد ثقتها بِربها، وشيء آخر بعد، "ليل" أصبح لديها صديقة مقربة تُدعى "همس"، تعرفت عليها في الشركة وأصبحا أكثر من أخوات، حاولت عائلتها كثيرًا أن يجعلوها تعود إليهم وتجعل أبنائهم يعملون معها، لكنها رفضت وبشدة؛ لأنها لم تكن تريد أن تثبت لهم أنها فاشلة وبِحاجة لهم أو لمساعدتهم.
نتيجة لِكلمة واحدة تحولت حياة "ليل" مئة وثمانين درجة، وبالطبع ثقتها بربها وتوفيقه لها كانا من أهم الأسباب لِنجاحها".
..
"في فترة شعرت بِالحُزن وشعرت بِشيء ما بِداخلها، فَأخذت إجازة؛ ليكون هذا اليوم لها فقط، بعيدًا عن العمل وعن صفحتها وعن أي شيء يُرهقها، ذهبت لِمركز تجميل وعادت تهتم بِنفسها، لكن لم تشعر بالراحة بداخلها بعد، جلست تُعيد كل ما حدث؛ لتفهم لماذا كل هذا الحزن وعدم الراحة؛ لتتذكر أنها مُنذ أن بدأت عملها وصفحتها وبدأت الاهتمام بِهم، بدأت أيضًا إهمال صلاتها وعلاقتها بِربها، حزنت كثيرًا؛ لأنها لم تقطع صلاتها مُنذ أن كانت صغيرة، فَذهبت إلى المرحاض لِتتوضأ، وبعد أن انتهت خرجت من المرحاض وأدت فروضها بِخشوع، وبعد أن انتهت، أحضرت المصحف وأخذت تقرأ القرآن الكريم، حتى شعرت بِالنعاس فَترتكت المصحف وخلدت إلى النوم". 
.. 
"في نهاية هذا الأسبوع". 
’ذهبت "ليل" إلى ندوة كبيرة ومهمة تخص الكُتّاب، تحدثت عنها وعن رحلتها في مجال الكتابة، ولم تذكر أي شيء عن حياتها الشخصية، وبعد إنتهاء الندوة، وقبل أن تذهب "ليل" إلى سيارتها، سمعت صوت..‘ 
-أنسة "ليل".. 
ليل: نعم؟ 
-أنا"ياسين التهامي"، من أكبر المُعجبين بِكِ وبِكتاباتك ورسمك، أنتِ موهوبة وأنا وأخي الصغير نُحبك كثيرًا حقًا. 
’شعرت "ليل" بالسعادة تَغمر قلبها، بعد حديثه هذا، قابلت الكثير من المتابعين والمعجبين بها، لكنها لم تشعر يومًا بِمثل هذه السعادة الشديدة‘.
ليل بِابتسامة لطيفة: هذا شرف كبير لي، وأشكرك أنت وأخاك على دعمكما لي. 
ياسين بِابتسامة: الشرف لي أنني قابلتكِ وتحدثت معكِ.
ليل:أشكرك حقًا.
ياسين: معي أخر رواية لكِ، هل من الممكن أن توقعيها لي؟ 
ليل: بالطبع. 
’أعطاها "ياسين" الرواية لِتوقع عليها، وبعد أن انتهت أعطتها إياه‘. 
ياسين: شكرًا.
ليل: عفوًا، لكن ما عُمر أخاك الصغير وما اسمه؟ 
ياسين: سبع سنوات، اسمه "عُمر"
ليل: ما شاء الله، أطال الله في عُمرهِ.
ياسين: يارب، وإياكِ. 
ليل: بعد إذنك، يجب عليّ الرحيل الآن. 
ياسين: مع السلامة، لكن هل سأراكِ مرة أخرى؟
ليل: لا أعلم، اتركها للقدر، مع السلامة. 
’تركته وذهبت، لكن ملامحه وابتسامته عَلقا في عقلها وأبا الرحيل، ولم يختلف حال "ياسين" عن "ليل" كثيرًا‘.
.. 
"بعد مرور شهر". 
’"ليل" لم ترى"ياسين" طوال هذا الشهر، وأيضًا لم يُفارق هو عقلها أبدًا، رأته مرة واحدة وتحدث معه مرة واحدة، لكنها شعرت بِالراحة كأنها تعرفه من سنين، كُلما ذهبت إلى أي مكان كانت تبحث عنه بعينيها، "ليل"أخبرت "همس" عنه وعن ما حدث بينهما، وكانت "همس" سعيدة حقًا من أجل صديقتها. 
وفي أحد الأيام كانت "ليل" تجلس بمفردها في المقهى المُفضل لديها، طلبت قهوة وجلست تنتظرها وهي تقرأ كِتابًا، ثم فجأة وجدت من يسحب الكرسي الذي أمامها ويجلس وعلى وجهه ابتسامة جذابة، سلبت قلبها، وأخذتها إلى عالم آخر، لا تعلم كم بقيت تنظر إليه، لكنه شرودها على حركة يده أمام وجهها‘. 
ياسين وهو يُحرك يده أمام وجهها: أين أنتِ، هل تسمعينني؟ 
"فاقت "ليل" من شرودها على صوت "ياسين"، ومن خجلها أصبح وجهها يشبه حَبة الفراولة مِن حَمرتِه". 
ليل بِحرج: أنا هنا، أسفة لقد شردت قليلًا. 
ياسين: لا داعي للإعتذار، كيف حالك، وكيف تسير حياتِك؟ 
ليل: أنا بخير الحمدلله، وأنت وأخاك، كيف حالكما؟ 
ياسين بِابتسامة: نحن بخير الحمدلله، أخي دائمًا يسألني عنكِ، ويُريد رؤيتكِ، لقد مللت من كَثرة إلحاحه على هذا الأمر. 
"ضحكت "ليل" بِخفة": إن شاء الله سأراه قريبًا. 
ياسين: حسنًا، هل أعجبكِ المقهى؟ 
ليل وهي تنظر في أرجاء المقهى: نعم جميل، أنا أحبه ودائمًا آتي إلى هُنا، وأنت؟ أظن أن هذه هي المرة الأولى لك في هذا المكان، أليس كذلك؟
ياسين: أسعدني أنكِ أحببتِ المقهى، نعم أنا لا آتي كثيرًا، لكن هذا مكاني المُفضل. 
"عقدت "ليل" حاجبيها بِتعجب"
ليل: ماذا؟ كيف هذا؟ 
ضحك ياسين بِخفة: هذا المقهى ملكي، تعبت كثيرًا في تجميع ماله، وأيضًا أنا مَن صممه، أجد هذا المكان مُريح جدًا وجميل، لكن لا آتي هُنا كثيرًا؛ بسبب أن العمل يأخذ كُل وقتي. 
ليل بِذهول: أنت! أنت مالِك هذا المكان؟ هذا جميل حقًا، تصميمه لطيف ومُريح، أحسنت عملًا. 
ياسين بِابتسامته الجذابة: يُشرفني هذا حقًا. 
’جاء النادل بِطلبها، وجلسا "ليل" و "ياسين"، يتحدثان في أمور عديدة، عَرِفا أشياء كثيرة عن بعضهما البعض، سلب "ياسين" قلبها بِحديثه وابتسامته، أعجبها أنه مُثقف ويُشبهها في أمور عديدة، ويقرأ في كُل شيء؛ فَيتحدث في كُل شيء بِعِلم.
أما عن "ياسين" فَهي جذبته إليها بِلطفاتها وطفولتها، تتحدث ببراءة وتبتسم بِلُطف، تشبهه في أمور عديدة فَهذا جعل قلبه يتعلّق بها أكثر‘. 
ليل: أوه، الساعة الرابعة عصرًا، يجب أن أرحل الآن.
ياسين: عمل أم شيء أخر؟ 
ليل: خططت أنا وصديقتي أن نتناول الغداء معًا اليوم؛ فَيجب أن أرحل. 
ياسين بِحزن: حسنًا، أراكِ لاحقًا. 
ليل: ماذا بك؟ 
ياسين: لم نجلس مع بعضنا البعض كثيرًا للأسف. 
ليل: نحن نجلس هُنا مُنذ أربع ساعات، أليس هذا كافيًا؟ 
ياسين بِحُب: لا، أنا لا أكتفي مِنكِ أبدًا. 
ليل بِخجل: آآآ أنا يجب أن أرحل الآن و.. 
’لم تستطع أن تُكمل جُملتها؛ لأن "همس" إتصلت بها‘. 
ليل: أعتذر عن التأخير، سأصل خلال دقائق. 
همس: أنا التي يجب عليها الإعتذار؛ لأنني لن يمكنني أن آتي اليوم، أنا أسفة حقًا يا "ليل". 
ليل بِحزن: حقًا؟ حسنًا، لا بأس، لا تعتذرِ، لكن هل كُل شيء على ما يُرام؟ 
همس: نعم الحمدلله.
ليل: حسنًا، مع السلامة.
همس: أحبِك، مع السلامة.
ليل: وأنا أيضًا. 
" إلتفتت إلى "ياسين" لِتجد وجهه مُشرق وسعيد". 
ليل: ماذا بك؟ كُنت حزين مُنذ دقيقة. 
ياسين: فهمت من حديثك مع صديقتك أنها لن تستطيع أن تأتي، أليس كذلك؟ 
ليل: نعم. 
ياسين: لذلك أنا سعيد، هل توافقين على أن نتناول الغداء سويًا؟ 
ليل: نعم، بالتأكيد. 

’ذهبا لتناول الغداء، ثم قضا اليوم مع بعضهما البعض، على النيل وتناولا الذرة وجلب لها وردًا، نال إعجابها الورد، وزاد حُبه في قلبها، وبعد إنتهاء اليوم، ذهب لِإيصالها منزلها‘. 
ياسين: متى سأراكِ مرة أخرى؟ 
ليل: لا أعلم، اتركها للقدر، مع السلامة. 
ياسين بِابتسامة: مع السلامة يا جميلة ديسمبر. 
لفت انتباه "ليل" هذا اللقب الذي ناداها بهِ: ماذا؟ 
نظر ياسين إلى عينيها مباشرة وبِنبرة لطيفة: مع السلامة يا جميلة ديسمبر. 
’دق قلبها بُعنف وسرعة كبيرة فَتركته وركضت بِخفة لِتدخل العمارة التي تسكن بها‘. 
.. 
"بعد عدة أيام". 

"ليل".
حققت الكثير من الإنجازات في الشركة، الكتابة والرسم، كانت مشتركة في أكثر من مسابقة وفازت بِهم، وفي وسط كُل شيء لم يغيب "ياسين" عن بالها قَط، أحبته، نعم أحبته، في وقت قصير، فَالحب ليس له قوانين، أصبحت تنتظر بشدة هذه الصدفة الجميلة التي ستجعلها تراه، دَعت بهِ في كل صلاة تصليها، دائمًا تدعي به وأن يكون خيرًا لها ونصيبها. 

"ياسين". 
حقق نجاحًا كبيرًا في عملهِ، أحبها هو الآخر، كان من الحين للآخر يذهب بِعقله حيث تكون هي، يراها في كل مكان وفي كل وقت، لم تغيب عن عقله ولو للحظة، أحبها كثيرًا رغم قِلة مقابلتهم لبعضهما البعض، كان ينتظر هو الآخر الوقت الجميل الذي سيتقابلان فيه صُدفة مرة أخرى.

.. 
"كانت "ليل" تجلس على النيل بمفردها شاردة، فَشعرت بِأحد يجلس بحانبها، فاقت من شرودها لترى "ياسين" ينظر لها بِابتسامته الجذابة". 
ياسين: بِمن كُنتِ شاردة؟ 
ليل: من أخبرك أنني شاردة بِشخص؟ 
ياسين: لمعة عيناكِ توحي بِهذا، وأيضًا ليس أي أحد بل هو حُب أيضًا. 
"توترت "ليل" قليلًا، حاولت التغلب على توترها هذا". 
ليل: لا، لا أحب أحد ولم أكُن شاردة بأي شخص. 
ياسين: الكذب حرام، ألا تعلمين هذا؟ 
ليل: آآآ أنا أعلم. 
ياسين: حسنًا لن أضغط عليكِ، اليوم الجمعة، وأنتِ في إجازة وأنا أيضًا، فَما رأيك أن نقضي هذا اليوم سويًا. 
"فكرت "ليل" قليلًا ثم.."
ليل: حسنًا، لا بأس. 
"أخذها "ياسين" لِيتناولا الإفطار أولًا ثم، بدأوا في جولتهم، ذهبوا أماكن عديدة وجميلة، بعضها أثري وبعضها لطيف. 
وليلًا ذهبت للأوبرا لأول مرة معه، وكان هذا من أحلامها، أن تذهب للأوبرا مع من تحبه، وهو حقق لها حلمها دون أن يشعر، أو هي من ظنت أنه لم يشعر. 
وفي نهاية اليوم ذهبا ليتناولا وجبة العشاء في حديقة بسيطة مُزينة بِحرفية، جلسا وبعد قليل استأذن لدقائق ثم عاد و.."
ياسين وهو يمد يده لِـ "ليل": هل تسمحين لي؟ 
ليل: بالطبع.
" رقصا على الموسيقى الهادئة الجميلة، ثُم توقف فجأة وجلس على ركبته وأخرج من جيبه علبة صغيرة جميلة و.."
ياسين: هل تقبلين الزواج بي يا جميلة ديسمبر؟ 
"صُدِمَت "ليل" ولم تستطع الحديث لدقائق حتى استوعبت ما يحدث وأومأت بالموافقة". 
.. 
"بعد مرور بعد أسبوع". 
’كانا "ليل" و "ياسين" تم خطبتهما، وبعد شهر كان عقد قرآنهما‘. 
ليل: حسنًا يا "ياسين" سآتي اليوم الساعة الخامسة ولن أتأخر. 
ياسين: أرجوكِ لا تتأخرى كالعادة. 
ليل: حسنًا لن أتأخر إن شاء الله، مع السلامة. 
ياسين: مع السلامة يا جميلتي. 
ليل: أخيرًا لم تعد تقول لي يا جميلة ديسمبر. 
ياسين: ألا يعجبك اللقب؟ أنتِ لا تفهمين شيء حقًا. 
ليل: حقًا؟ والدتك أخبرتني أننا نتشابه في كُل شيء تقريبًا. 
ياسين: نعم، عدا هذا، أضطر لإغلاق الإتصال؛ لأنني لدي إجتماع مهم الآن. 
ليل: حسنًا، مع السلامة. 
"أغلقت "ليل" الهاتف، وركزت في عملها، وأنهته الساعة الرابعة عصرًا، فَقررت الذهاب إلى منزله مبكرًا، ذهبت إلى سيارتها، ثم توجهت إلى منزله، وصلت وطرقت الباب وفتحت لها الفتاة التي تعمل في المنزل". 
ليل: لو سمحتِ، أين الجميع؟ 
الفتاة: يجلسون في الشرفة. 
ليل: حسنًا لا تخبريهم أنني هنا؛ لأنني أريد أن أفاجئهم. 
الفتاة: حسنًا يا سيدتي. 
’ذهبت "ليل" إلى شرفة المنزل، لِتجد وتسمع ما يصدمها‘. 
ليل: ماذا؟ ما هذا؟ 
’صدموا وحاول "ياسين" التبرير، لكنه فشل، فَأيقنت "ليل" أن ما سمعته ورأته حقيقة، فَنظرت لهم بِحزن وخذلان، وركضت خارج المنزل وركض خلفها "ياسين" محاولًا إيقافها، لكنها كانت الأسرع، فَركضت خارج العمارة، فوجدت "ياسين" خلفها، فَكانت تعبر الطريق بسرعة لتصل لسيارتها، فصدمتها سيارة كانت تسير بسرعة فائقة، ركض"ياسين" ناحيتها والبعض طلب الإسعاف والبعض الآخر وقف ينظر بشفقة وحزن على هذه الفتاة‘. 
ياسين: أنا أسف يا "ليل" أنا حقًا أسف، أرجوكِ استيقظِ، تحدثِ، افعلِ أي شيء، لكن أرجوكِ استيقظِ. 
"ولحسن الحظ كان يوجد طبيب يقف معهم فَفعل ما بوسعه لإنقاذها، لينظر لهم و..". 
الطبيب: البقاء لله. 
’صُدم "ياسين" مما سمعه للتو، صرخ بِكل صوته محاولًا إيقاظها، رافض فكرة أنه لن يراها مجددًا‘. 
Flash Back..
همس: أنا خائفة حقًا يا "ياسين"، أنتَ تهتم كثيرًا بِـ" ليل" وأنا تهملني تمامًا، رغم أنني من جلبت لك "ليل" لِخداعها، هل أحببتها؟ 
ياسين: لا يا عزيزتي لم ولن أحبها أبدًا، بعد عقد قرآننا سأجلعها تكتب كل شيء تملكه بِاسمي وأطلقها، كما أفعل دائمًا. 
همس: أنا خائفة أن تستغل سلطتها في كشفنا.
منى "والدة ياسين": لا تقلقي سأتصرف أنا في هذا الموضوع، كما أفعل دائمًا. 
Back.
عناوين الجرائد والمجلات ومواقع التواصل الإجتماعي في اليوم التالي:
-توفت الفتاة التي كانت سبب في رسم البسمة على وجوه الآخرين.
-وفاة سيدة الأعمال والكاتبة "ليل الصياد" في حادث سير أليم. 
.. 
للأسف لم يحضر أي شخص جنازتها عدا عائلتها، ولم تنتظر كثيرًا حتى غادرت دون أن تلتفت". 

سماء محمد|همج لطيف
تمت بحمد الله.

تعليقات

التنقل السريع