قصة "نعم الله"
بشائر حميد
أعتادت خولة ذات السبعة أعوام على ألخروج برفقة والدتها حيثما تذهب بسبب تعلقها الكبير بها . كانت جميلة جدا وذات ابتسامة أخاذه ، أحبها الجميع ممن حولها ما عدا والدها الذي كان متطرفا جدا فيما يخص الاناث والذكور . وكانت له اربعة بنات وولد واحد ، لطالما شعرت خولة بأن والدها يعاملها واخواتها بشيء من الغضب والحدة وانه يقرب شقيقها إليه ، سألت والدتها عن الأمر والتي بدورها نفت ذلك وأخبرتها بأنها يتهيأ لها فقط ، لذا كانت خولة تلازم والدتها لما تشعر منها من حب وحنان .
وفي احد الايام جاء الوالد الى زوجته وقال وهو مقطب الحاجبين . شديد الحرف والجمل : إياكي ان تأخذي خوله
بعد الأن برفقتك فقد أصبحت كبيرة ولا أريد أن تجلب لي الكلام السيء .
فأجابته زوجتة على مضض : حسنا كما تريد ..
ثم تنهدت واردفت قائلة : لتعلم انهن من نعم الله عليك .
ولكنه لم يلتفت الى كلامها .. حل شهر رمضان في تلك السنة وعزمت خولة على الصيام وقد مرض والدها وتردت حالته الصحية كثيرا ولم يكن بأستطاعته الصيام . مر أول يومين من الشهر الكريم وكانت العائلة ملتزمة . تؤدي ما عليها من فروض وعبادات عن طيب خاطر إبتغاء مرضاة الله . وفي مساء ذلك اليوم أستيقظ الاب لشرب الماء فسمع صوتا قادما من غرفة بناته فمشى بهدوء حتى وصل امام الباب . فتحها قليلا وبدا ينصت لهن ، فوجد بناته الثلاثة الكبيرات قائمات للصلاه والتضرع الى الله لشفاء والدهن العزيز . بينما أرتكنت خولة لقراءة ما تستطيع من الدعاء والايات وهي تبكي وتتوسل الى الله من أجل شفاء والدها . أقشعر بدنة وبدأ بالبكاء وحاول ان يلجم دموعه ولكنه لم يستطع وقد أسند جسده الى الحائط وهنا جاءت زوجته لتراه بذلك الحال . أسرعت اليه قائلة : ماذا بك ياعزيزي .؟
نظر إليها ولم يجب . فكررت السؤال عليه ولكنه ضمها وقبلها على جبينها ثم سار كليهما الى غرفتهما .
إرتمى على السرير وهو يقول :لقد كن يناجين الله من أجلي . وأنا الجاحد بنعمة الله كما قلت أعاملهن كأثقال رميت على كاهلي .
أقتربت زوجته منه بأبتسامة دافئه وقد تغرغرت عيناها بالدموع وهي تقول : لا بأس عليك ، إنهن بناتك الحانيات ، أحمد الله وأشكره ، اصلح من معاملتك معهن .
أوما برأسة وهو ما زال يبكي وقال : سأفعل ان شاء الله .
صباحا وجد نفسه قد تحسن فخرج الى عمله مبكرا ، وتأخر مساء في العودة فسألته زوجته عن سبب تأخره أجاب : ذهبت أؤدي بعض الامانات التي كانت لدي من الله الى الفقراء ..
وما ان دخل ذهب الى بنياته ونادى عليهن بأسمائهن ، وحين أقبلن ووقفن بين يديه بدأ يقبلهن تباعا على جباههن وهو يقول : اللهم حمدا جميلا .
تعليقات
إرسال تعليق