نص "وأنت تعلم يا الله"
منتهى إبراهيم عطيات
أن الطريق كان صعب، مُتشعبٌ، ومُشتتَ، لم يكن مفروشًا بالورد، وأن هذه النفس ما حافظتْ عليه من استقامة، ما هو إلا نِتاج جهد وتعب وكَدّ، مفاتن وزركشات الدنيا فتن ولهوٌ، كانت معركة مع الذات بين أخذٍ ورد، لأكون صادقًا فلربما ضَعفتْ هذه الروح أمام مُِغريات الحياة، لكن صوّبتها صلاةٌ في جوفِ ليل، رافقها دمعٌ مُنيا لك يارب، وكتم الجوارح عن أي شُبهات كان تحصينًا بذكرك وتلاوة آياتك والرجوع لطاعتك.
منافذ الشيطان، وسَوسات، تسويف طاعات، تغلبتُ عليها بقناعة أن كل شيء زائل، وما تعلق قلبي به لا يستحق إلا أن يرتبط بخالق النبض، الجنةُ تحتاجُ لمعاول لطريق ثبات ويقين، وأن أجمل اعتراف وإنابة لله -تعالى- بعد ذنبٍ أو معصية هي مفتاح القبَول، وسر رضا الله عن العبد، وما أجمل التسليم بقضاء الله حين تضع نصبَ عينيك أن ما أصابكَ لم يكن ليُخطئك، وما أخطئك لم يكن ليُصيبك، ولا أروع من الشكر لله في السراء والضراء، وحتى الابتلاء كان كفارة عن ذنب، فما كان إلا الحمد والشكر وإقرار بوحدانية وقُدسية الله، ولا أصدقْ من تلك الغفلة التي لفّتْ الفؤاد ذات مرة، فكان تنبيه من الله، وكشف الغشاوة عن قلبك، فتُجلي كل مُكدرات ونِقَم، وما وصل الأتقياء لدرجتهم؛ إلا لأنهم فرشوا طريقهم برضا الرحمن، فسدوا الثغرة، وأقاموا العثرة، وهذبوا الباطن، وأصلحوا الظاهر، يا الله نسألك شروقًا من بعد غروبْ، وإيمانًا من بعد شك، ورحابةً تبلغُ الأفق، ورضا يُبهج القلب، وبصيرةً تُنير الدرب، ومحبةً تُضيئ النفس، وسكينةً تستدعي الحمد.
منتهى إبراهيم عطيات|همج لطيف.
تعليقات
إرسال تعليق