القائمة الرئيسية

الصفحات

نص "رمضان ضيف خفيف"

آية منصور 

نُولد بفطرةٍ، تمرُ مرحلة الطفولة في حبور، وفضول؛ حتىٰ نصل لمرحلة الشباب، ونمضي في ضروب الحياة، وبين تهدلٍ، وعياءٍ، وضعفٍ، وانكسار، وكدٍ، وتعب في ساعات النهار، وأربٍ لهدوء الليالى، لكن لا نلبث قليلاً إلا ونغوص في دياجيرها بحنقٍ، واشمئزاز نغلق أعيننا بوهنٍ، وقلب يرجوا الخلاص، فإذا بهمَسات كالنَّسَمَات تُخبرنا بهلول هدية الرحمـٰن، فيدهشنا توقيتُ رمضان، ككل عامٍ يأتي ينتشلُنا من الضَّياع، نسعد، ونستعد، فتُزين الطُرقات، والأركان، ونُعد الدعوات، ونُمْلَئ يقينا بالإجابات، فتكون العشرين الأُوَل إرهاصًا لعشره الأخريَات، فنُزيد من الذكر، والدعوات، الاستغفار، والتلاوات، ويا سعدهِ وهناءه مَن وُفِقَ للإكثار من وصية الحبيب ﷺ عندما سألته سيدتنا عائشة "رضي الله عنها" : يا رسول اللّٰه أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي. (اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني) ، وبسؤالِ اللّٰه أن يرزقه في كل ليلة منها( سعادة المقادير)، فإذا انقضىٰ هذا الشهر العظيم، ورحل عنَّا الضيفُ الكريم، فاستعد لهطول أمطار عينيك فرحًا بإجابة الدعوات واحدة تلو صاحبتها، وسكينةُ القلب، وهناء أيامك؛ بمنحكَ الخير الكثير، ومنعكَ الشر العظيم.

آية منصور|همج لطيف

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع