القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة قلوب طيبة

بشائر حميد محمد


استيقظت صباحا على صوت المطر الذي كان يهطل بغزاره.
نظرت من نافذتها لترى كيف اختبأ الجميع تحت سقوف بيوتهم من جنون الجو المفاجئ .. نزلت الى الصالة لتجد عائلتها قد اجتمعت بالقرب من مدفأة نفطيه اكبر منها في العمر فقد فتحت عيناها على جدتها وهي تعد الشاي صباحا على نارها السحرية التي تجمعهم بلحظات فردوسيه الرائحة.. اسرعت واختبأت تحت ذراع والدها وهي تفرك راحتي كفيها وتقول : ابي ضمني اليك فانا اشعر بالبرد ..
فتمتم اخويها الكبيرين احدهما مع الاخر بجمل يكملانها مع بعض : انها ماكره وتتقرب زلفى الى والدنا لأنها تعلم انه سيحقق لها كل ما تريد .
فقال والدهم : انها اميرتي الصغيرة اياكم ان تدوسا لها على طرف ..ابتسمت جدتهما واشارت لحفيديها بالاقتراب وما ان فعلا ضمتهما الى صدرها وهي تقول : هما اميراي الشجاعين .
ثم قبلتهما بحنان . فقال احد الصبيين : المطر غزير جدتي واخشى ان لا يتحمل سقف منزلنا .
فأجاب والده على الفور : لا تخف يا بني . فبالرغم من كون بيتنا الصغير هذا مخلخل الجدران بعض الشيء الا انه كساعدي جدك الذي بناه قوي لا تخيفه الريح ولا الامطار.
فقال الاخر : ماذا عن بيوتات جيراننا القديمة المتهالكة ؟
فأجابت الجدة : ان فيها اعمدة كوالدكم الحبيب وستبقى صامدة حتى انجلاء الامطار .
فقالت اميرة والدتها الصغيرة : المطر غسل كل شيء في الخارج .
ثم استدركت قائله ذات التسعة سنوات : لهذا قلوب الناس اصبحت متسخة يا ابي . لانهم يختبئون من المطر .؟
فأجابت والدتها التي جاءت تحمل فناجين الشاي وجلست بالقرب من المدفئة : لا تشغلوا تفكيركم بهذه الامور احبتي .. سيكون كل شيء على ما يرام ثم اخذت تصب الشاي تباعا لهم وهم يتذكرون اطرف المواقف التي حدثت معهم ويضحكون بملئ قلوبهم الصافية.

بشائر حميد محمد|همج لطيف 

تعليقات

التنقل السريع