قصة قصيرة "أمل"
بشائر حميد محمد
إستفاقت ذلك اليوم وهي تشعر بأن شيء سيء سيحدث . ربما السبب ذلك الكابوس الذي داهم مناماتها ، نهضت بتثاقل وذهبت لتعد القهوه فلعل تلك الاخيرة توقضها من ذلك الشعور وبينما هي شاردة بافكارها والقهوة تغلي وتغلي انسكبت واطفأت النار التي تحتها .. أسرعت وحملتها بيديها العاريتين لتلسع كفها. وهنا رن هاتفها . رفعت سماعة الهاتف وهي تنفخ على أصبيعها المحمرين : الو .
فجاء الصوت حزينا ، مضطرب : أنت السيدة أمل .؟
أجابت بتردد : نعم أنا هي من معي .؟
فقال ذلك الشخص : معكي الضابط أنور ، يؤسفني أن أبلغكي بأن زوجك الرائد فؤاد أصيب أصابة بليغة أثناء مواجهاتنا مع العدو . وقد تم نقله الى المستشفى العام في العاصمة.
ترامت على الارض وهي تسأله إن كان على قيد الحياة ، فأجابها : ألامر متروك للسماء .
انتحبت وهي تسمع انور ينادي بأسمها وتلعثمت ولم تجد في معجمها ردا مناسبا . وكأنما فرت الكلمات من فوق لسانها ..
أخذ أنور ينادي عليها مرارا وتكرارا ولكنها لم تجب وبالكاد حملت نفسها ونهضت من مكانها بعد ان فرت سماعة الهاتف من مقبضها الشديد الوطاة .. نهضت وسحابة من الدموع قد أغلقت عينيها . وكذا كأن غيمة من حيرة أغلقت عقلها .
لم تعرف ماذا تفعل وكيف تتصرف .. خرجت من البيت غير محددة لوجهتها . كمن فقدت قدماه الطريق . تحدث نفسها من بين لهاثها : هل ما زلت اخوض في ذلك الكابوس الفضيع .. ؟ لم لم يخبرني بأن كتيبتهم قد توجهت الى السواتر الامامية .؟
أخذت الارض تموج بها وكادت ان تسقط لولا آن جدار قريب أمسك بيدها . ليأتي السؤال المرير : ترى هل بقي لدي وقت كاف ليمهلني ان أخبره بأنه سيصبح أبا بعد خمسة عشر سنة من الانتظار.
تعليقات
إرسال تعليق